خبيران: هجوم طهران يحمل رسالتين من داعش للحليفة السابقة

خبيران قالا لبوابة العين إن تنظيم داعش الإرهابي يرغب في الظهور على أنه قادر علي استهداف أي دولة خاصة الحليفة السابقة إيران
"من يزرع الشوك لا يحصد به عنبًا".. ربما تنطبق هذه المقولة على الوضع الإيراني اليوم؛ فإيران التي لم تدخرا جهدا في تمويل التنظيمات الإرهابية، تجني اليوم حصاد ذلك بهجوم إرهابي على منطقتين من أهم المراكز السياسية والدينية بها، بحسب خبيرين تحدثا لـ"بوابة العين" الإخبارية.
واعتبر خبيران تواصلت معهما بوابة "العين الإخبارية" عبر الهاتف أن التنظيم الإرهابي وإن كان يتراجع في العراق وسوريا، إلا أنه يرغب في الظهور على أنه قادر علي استهداف أي دولة خاصة وإن كانت حليفة سابقة طالما أنها تساعد بشكل أو بآخر في استهدافه.
لكن توقيت الهجوم والمناطق التي استهدفها التنظيم تثير التساؤل حول الدور الإيراني في دعم الجماعات الإرهابية، خاصة وأن طهران، بحسب تقارير عالمية، ساهمت في تمويل العديد من الجماعات الإرهابية من بينها داعش نفسه، وحول مدى قوة التنظيم في الداخل الإيراني خاصة وأن عمليته استهدفت مناطق شديدة الحيوية في العاصمة الإيرانية.
ووقع، الأربعاء، هجومان استهدفا البرلمان الإيراني وضريح المرشد الأول لإيران الخميني، خلفا 12 قتيلا وعشرات المصابين، وتبني تنظيم داعش الإرهابي في وقت لاحق الهجوم.
طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، قال إن المغزى من ذلك الهجوم يدور حول "رسالة سياسية من التنظيم إلى إيران مفادها أنه ليس هناك قوى في الإقليم بعيدة عن استهداف داعش".
واعتبر فهمي أن الهجوم له دلالات رمزية وسياسية هامة؛ فاستهداف ضريح الخميني يعكس رفضا تاما لسياسات إيران، واستهداف مجلس الشورى الإيراني والذي هو مقر صنع السياسة الإيرانية هي رسالة هامة أتت لتأكيد رفض السياسات الإيرانية.
ورأى فهمي أن إيران دعمت التنظيمات الإرهابية، وكانت هناك معارك كر وفر بينها وبين داعش، لكن يبدو أن الهدنة غير المعلنة بين التنظيم وطهران قد انتهت خاصة مع التواجد الإيراني في العراق وسوريا.
وقال فهمي "استهداف إيران في هذا التوقيت هو رسالة من التنظيم إلى الإقليم والوسط الدولي، بصفة عامة بأنه قادر علي ضرب أي منطقة".
ماهر فرغلي، المتخصص في الحركات الإسلامية، قال إنه كان هناك ما يُشبه اتفاقا بين تنظيم داعش وإيران على ألا يستهدف أحدهما الآخر، لكن مع تطور الأوضاع في العراق وسوريا وتصاعد النداءات والجهود على محاربة التنظيم الإرهابي تغير الأمر بين الطرفين.
وقال "أضحي التنظيم يعتبر إيران والشيعة بصفة عامة كفارًا ينبغي محاربتهم، خاصة مع تنامي الدعم الإيراني للعراق ومساندتها في معركة الموصل بدعم جماعة الحشد الشعبي العراقية ودخول الجنرال قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني على الخط إلى جانب القوات العراقية ضد التنظيم".
وبحسب فرغلي فإن داعش سعي لتكوين خلية تابعة له على الأراضي الإيرانية، وهو ما حدث بتكوين ما يعرف بكتيبة "سلمان الفارسي" التي جندت عددا من الأحواز.
وفي مارس/ آذار الماضي، أعلن تنظيم داعش عن تشكيل كتيبة "سلمان الفارسي"، وقوامها مقاتلون إيرانيون منتمون له شرق العراق بالقرب من الحدود الإيرانية.
وقال فرغلي إن "محاولات داعش في ضرب العمق الإيراني من قبل باءت بالفشل، حتى تمكن التنظيم هذه المرة من تنفيذ عمليته".
واعتبر فرغلي أن الرسالة الأساسية التي يريد داعش توصيلها إلى العمق الإيراني هي الحد من الدعم الإيراني لمعركة الموصل، لكن إيران سترد على هذه الضربة بتكثيف تواجدها في المعركة التي قطعت شوطا كبيرا في القضاء على التنظيم.