مخترع حبوب منع الحمل الرجالية لـ"العين الإخبارية": تسبب العقم المؤقت (حوار)
في المستقبل لن تكون حبوب منع الحمل حصراً على النساء، إذ إن الرجال سيشاركونهم المسؤولية وسيتناولونها قبل ممارسة العلاقة الجنسية.
ربما يبدو الأمر غريبا، لكنه قد يصبح حقيقة واقعية، حيث توصل باحثون أمريكيون إلى طريقة لصنع حبوب منع الحمل للرجال، عن طريق تثبيط إنزيم، هو مفتاح قدرة الحيوانات المنوية على السباحة.
وخلال التجارب التي أجريت على فئران التجارب، نجح تثبيط هذا الإنزيم باستخدام مركب تجريبي في منع الحمل، وفقا لدراسة نُشرت في 14 فبراير/شباط بدورية "نيتشر كوميينيكيشن".
فما هي فرص نجاح هذه الطريقة لمنع الحمل، ولماذا تم التفكير فيها، وهل هناك مؤشرات لنجاحها عند الانتقال إلى التجارب السريرية على البشر. هذه الأسئلة وغيرها، يجيب عنها لوني ليفين ، من كلية طب "ويل كورنيل" بجامعة كورنيل الأمريكية، والباحث الرئيسي بالدراسة، في حوار مع "العين الإخبارية".
بداية: يبدو الاختراع غريبا بعض الشيء، فما الذي دفعكم إليه؟
باختصار، نحن نأمل أن يكون الرجال يوما ما شركاء متساوين مع النساء في تنظيم الأسرة، حيث تضطر النساء إلى تناول موانع الحمل كل يوم في حياتهم من أجل التحكم في خصوبتهم.
أتذكر أنه كانت هناك محاولات سابقة في هذا الاتجاه، فما الفرق بينها وبين اختراعكم؟
المحاولات السابقة كانت تتخذ من النهج الهرموني أساسا لها، حيث يتعين على الرجل تناول الدواء لأيام وأسابيع وأحيانا شهور، ولكن الدواء الجديد سيعمل بشكل مشابه للفياجرا، حيث سيكون على الرجل فقط أن يأخذه قبل الانخراط في العلاقة الحميمة بفترة قصيرة جدا.
وما آلية عمل هذا الدواء؟
الدواء يستهدف إنزيما يسمى "محلقة أدينيليل القابلة للذوبان"، والذي يساهم في الخصوبة من خلال مساعدة الحيوانات المنوية على البقاء على قيد الحياة والسباحة باتجاه البويضة الأنثوية، فعندما تترسب الحيوانات المنوية في الجهاز التناسلي الأنثوي، يجب أن تكون قادرة على السباحة أو الحركة حتى تتمكن من تخصيب البويضة، وإذا أزيلت هذه الحركة، فلن تتحرك الحيوانات المنوية، لكن ستجلس هناك فقط، وهذا ما يفعله هذا المركب، فهو يمنع الحيوانات المنوية من الحركة والنضوج.
ويعاني بعض الرجال الأصحاء من العقم بشكل طبيعي بسبب طفرة مماثلة تمنع إنزيم "محلقة الأدينيليل القابلة للذوبان".
وكيف تأكدتم من فعالية اكتشافكم؟
اختبرنا العقار التجريبي على مجموعة من فئران التجارب، وتسبب بنسبة 100% في عقم ذكور الفئران التام لمدة 2.5 ساعة بعد الحصول على العلاج.
ولكن ألا يخشى أن يسبب تناوله الدائم عقماً مرضياً؟
المركب يسبب عقماً مؤقتاً، فقد تلاشى تأثيره بعد ثلاث ساعات، واستعادت الفئران خصوبتها، وبسبب هذا التلاشي السريع للمركب، لا يوجد أيضاً أي فرص لتسببه في حصوات بالكلى، إذ إن الرجال الذين يعانون من طفرة بشكل طبيعي في إنزيم "الأدينيليل الحلقي القابل للذوبان"، معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بحصوات الكلى، لكن هذا يحدث فقط عندما يتم حظر الإنزيم لأشهر أو سنوات، لكن ما سيحدث مع المركب الجديد هو حطر مؤقت للإنزيم، لذلك لن يكون هناك وقت كاف لتشكيل الحصوات.
وهل تتوقعون تحقيق نفس النتائج عند الانتقال للتجارب السريرية؟
بكل تأكيد، حيث تشير تجاربنا على الحيوانات أن هذه النتائج يجب أن تترجم بشكل جيد للغاية إلى البشر.
ربما قد يجد الرجال خجلاً من استخدام هذه الوسيلة.. ألا تخشون ذلك؟
لا أتوقع ذلك، فوسائل منع الحمل تسبب أعراضاً جانبية لبعض النساء، وهناك دراسات تقول أن ما يقرب من نصف جميع حالات الحمل غير مقصودة، لذلك فإن هذه الحبة يمكن أن تحدث ثورة في تنظيم الأسرة.
وأخيراً.. ما قصة اكتشافكم للإنزيم الذي يهدف الدواء إلى تثبيطه؟
تعاونت مع زميلي المشارك في الدراسة الدكتور يوخن باك في اجراء تجارب على الإنزيم منذ عام 1999، ونحن نعمل على ذلك معا منذ ذلك الحين.
aXA6IDMuMTMzLjE1Ny4xMzMg جزيرة ام اند امز