العمر مجرد رقم.. شمس الأربعين تشرق من اتجاه سيرينا ويليامز
تعد نجمة التنس الأمريكية سيرينا ويليامز إحدى الأيقونات الرياضية النسائية على مر التاريخ، بما كتبته من تارخ كبير في ملاعب الكرة الصفراء.
ويليامز التي أتمت عامها الأربعين، تعتبر من أفضل الرياضيات في التاريخ، فهي صاحبة 23 لقبا في بطولات الجراند سلام الكبرى الخاصة برياضة التنس، فلا يماثلها لاعب أو لاعبة حاليا في تحقيق بطولات جراند سلام الحاصة عليها لأكثر من فئة في الفردي.
وتفصل سيرينا ويليامز خطوة واحدة فقط عن معادلة الرقم القياسي في البطولات الكبرى للتنس، والمسجل باسم الأسترالية مارجريت كورت، وهو الهدف الذي تسعى لتحقيقه منذ عدة سنوات لكنه لا يزال صعب المنال حتى الآن.
نشأة ويليامز
رغم أن ويليامز بدأت مسيرتها في احتراف التنس عام 1995، فإن علاقتها باللعبة كانت قبل ذلك بكثير، وذاع اسم سيرينا بقوة في نهايات تسعينيات القرن الماضي وهي في سن صغيرة.
وولدت ويليامز في ساجيناو بولاية ميشيجان الأمريكية في منطقة كومبتون، ونشأت في لوس أنجلوس، وكان لوالدها ريتشارد دور كبير في احترافها التنس، حيث قرر أن يجعلها هي وشقيقتها فينوس التي تكبرها بعام تمارسانه، حيث كان وقتها لاعب التنس يتقاضى شيكا قيمته 30 ألف دولار، بحسب ما ذكرت مجلة أوبرا عام 2003.
تعليم ذاتي
لم يتوقف دور والد سيرينا عند اتخاذ قرار احتراف ابنتيه التنس، بل وبدأ يعلمهما بشكل ذاتي، حيث قالت النجمة سيرينا في مقابلة مع مجلة "أوبرا" إن والدها ظل مستيقظا لليال وهو يشاهد مقاطع فيديو تنس حتى يستطيع تعليمهما، وقام بتعليم والدتهما، ثم علمها هي وشقيقتها.
وبعدها تحول ريتشارد من والدها إلى مدربها الأول، حيث قالت عنه: "والدنا لا يحصل على امتنان كاف، لقد علمنا الإرسال، وكلتانا لديها أفضل إرسال في التنس النسائي".
مسيرة حافلة
وصارت سيرينا لاعبة تنس محترفة بعد عام من شقيقتها فينوس، وكان ذلك في عام 1995، بسبب قوتها وطريقتها في اللعب اللتين لم تمرا مرور الكرام.
ورغم أن فينوس كانت تسبق شقيقتها بعام في مسيرتها الاحترافية، فإن سيرينا كانت أول من تفوز ببطولة جراند سلام لفردي السيدات، وكان ذلك في بطولة أمريكا المفتوحة للتنس عام 1999.
وفي عام 2019 كتبت سيرينا ويليامز في مجلة "هاربرز بازار" الأمريكية قائلة إنها تُوجت في الـ17 من عمرها بأول بطولة جراند سلام، وأدركت وقتها أن لديها المزيد لتقدمه، وأكدت أنها كانت على يقين بأنها منذ مغادرتها لمنزل والدها والعيش مع شقيقتها فينوس كانت قادرة على الفوز.
وتقول سيرينا إنها أكدت لها أنها ستفوز ببطولة كبرى أخرى من أجل عائلتها، وكانت هذه ثقة منها، مؤكدة أنها لم تتوج ببطولة أمريكا المفتوحة مرة واحدة أو مرتين، وإنما 6 مرات.
وفي نفس البطولة، حققت الشقيقتان ويليامز انتصارا معا في فئة الزوجي، وجلب لهما هذا التعاون 13 لقبا آخر في بطولات جراند سلام، ففي عام 2002 حققت سيرينا 3 ألقاب كبرى هي: رولان جاروس وأمريكا المفتوحة وويمبلدون، رغم أنها كان عليها هزيمة شقيقتها في الأدوار النهائية للفوز بهذه الألقاب.
واستعصت على سيرينا آنذاك بطولة أستراليا المفتوحة فقط، والتي فازت بها في العام التالي.
وفي عام 2014، عادلت سيرينا رقم مارتينا نافراتيلوفا، التي تُعد إحدى أساطير التنس، بفوزها ببطولة الجراند سلام رقم 18 في مسيرتها.
وفي العام التالي، حصدت 3 ألقاب جراند سلام، وفي عام 2016 فازت على عشب لندن بلقب الجراند سلام رقم 22 في مسيرتها، بينما تُوجت بآخر ألقاب جراند سلام في مسيرتها حتى الآن في أستراليا عام 2017.
سيرينا الأم
في ذلك العام (2017) أعلنت أسطورة التنس الأمريكية أنها حامل، لتنجب بعدها ابنتها أليكسيس أوليمبيا في سبتمبر/ أيلول من رجل الأعمال أليكسيس أوهانيان، مؤسس "ريديت"، وعادت سيرينا إلى الملاعب بعد 10 أشهر من إنجاب ابنتها.
وفي فبراير/ شباط 2018 أعلنت سيرينا على شبكة "سي إن إن" أنها كادت تموت بعد ولادة ابنتها أوليمبيا، ورغم أنها مرت بحمل هادئ دون مضاعفات، فإنها أجرت عملية قيصرية طارئة وقت الولادة، وسارت العملية بسلاسة وحملت ابنتها بين ذراعيها، لكن بعد 24 ساعة من الولادة قضت 6 أيام في معاناة.
وروت سيرينا أنها عانت أولا من انسداد رئوي، وبسبب تاريخها الطبي عندما لاحظت أنها تعاني من صعوبات في التنفس أخبرت الممرضات. وبسبب نوبات السعال الشديدة فُتح الجرح القيصري.
وفي هذا الصدد، قالت نجمة التنس الأمريكية إن الأطباء وجدوا ورما دمويا والتهابا في الدم المتجلط في بطنها، لذا أجرت بعدها عملية جراحية لمنع الجلطات الدموية من الانتقال إلى الرئتين، وبعد خروجها من المستشفى كان عليها قضاء 6 أسابيع في راحة تامة.
بطولة جراند سلام الـ24
في عام 2018 وصلت سيرينا ويليامز إلى نهائي بطولة ويمبلدون وأمريكا المفتوحة، لكنها لم تحقق أي انتصار، وفي عام 2019 لعبت كلا الدورين وحققت نفس النتيجة. وحتى الآن لا يزال اللقب الـ24 يستعصي عليها، والذي في حالة فوزها به فإنها ستعادل رقم اللاعبة الأسترالية السابقة كورت.
سيرينا سيدة الأعمال والناشطة المجتمعية
وبعيدا عن مسيرة سيرينا في عالم التنس، فهي سيدة أعمال كذلك، وتشارك في مشروعات متعلقة، على سبيل المثال، بالأزياء والتمويل، كما أنها مدافعة صنديدة عن حقوق النساء والزنوج.
وقالت سيرينا العام الماضي في النسخة الإنجليزية من مجلة "فوج" إنه في كثير من المجتمعات الحالية لا يهتم كثيرون بتعليم النساء، ولا ينتظرون منهن أن يكن مديرات مستقبليات أو مديرات تنفيذيات، ولا بد أن يتغير هذا الأمر.
وتابعت سيرينا أن "أي شخص في موقعي يمكنه أن يثبت للنساء اللائي يعانين من العنصرية أن لدينا صوتا"، مضيفة أن الله يعلم أنها تستخدم صوتها وتحب الدفاع عن الأشخاص ودعم النساء، على حد تعبيرها.
وكتب سيرينا مقالا في مجلة "فورتشن" في عام 2018 قالت فيه: "لقد عاملوني بصورة غير عادلة، لم يحترمني زملائي الرجال".
وأضافت في مقالها إنها في أصعب اللحظات كنت مادة للتعليقات العنصرية داخل وخارج الملعب، وركزت على تأثير فجوة الأجور بين الجنسين على النساء الزنجيات أكثر من غيرهن، فكتبت قائلة "تحطيم دوائر الفقر والتمييز والتحير الجنسي أصعب بكثير من تحطيم الرقم القياسي في بطولات جراند سلام".
aXA6IDE4LjIyMS45My4xNjcg جزيرة ام اند امز