«سيناريو مرعب».. بريطانيا لا تمتلك خطة لصد أي هجوم
تقرير «خطير» أعدته لجنة الدفاع في مجلس العموم البريطاني يؤكد أن لندن لا تملك خطة لصد أي هجوم وتعتمد على أمريكا عسكريا.
وبحسب صحيفة "التليغراف"، فإن سيناريو "خطيرا" ينتظر بريطانيا إذا اندلعت حرب مع روسيا، حيث ستبدأ موسكو في إطلاق الصواريخ في حين أن لندن "لا تملك شيئا تقريبا" لصدها، وهو الاستنتاج الصادم الذي يمكن استخلاصه من تقرير لجنة الدفاع البرلمانية المنشور مؤخرا.
وخلصت الصحيفة البريطانية، إلى أن التقرير يكشف عن هشاشة البلاد في حال نشوب حرب و"افتقارها إلى خطة الدفاع عن الوطن"، رغم التحذيرات من أن بريطانيا قد تكون التالية في مرمى استهداف روسيا.
ويمثل التقرير توبيخًا صارخًا لحزب العمال الحاكم حيث يتهمه بالتباطؤ في تعهده بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035.
ووفق البروفيسور بيتر روبرتس، من المعهد الملكي للخدمات المتحدة، فقد "حان الوقت أخيرًا للتوقف عن خداع الجمهور بأن كل شيء سيكون على ما يرام".
وقال روبرتس للجنة الدفاع في وقت سابق من العام: "لم تكن هناك إرادة سياسية للصراحة مع الجمهور والقول (لن نوقف الصواريخ عن ضربكم.. سيموت عدد منكم، وستنهار المستشفيات، وستُحرمون من الطعام والماء والصرف الصحي والكهرباء)".
وأضاف أن روسيا "قد تخفي هذه الأيام صواريخ داخل سفينة حاويات مدنية في القناة الإنجليزية، وتستخدمها لتعطيل محطات الغاز المدنية.. ومثل أوكرانيا، فإن موسكو لا تهتم فقط بالأهداف العسكرية، بل بالبنية التحتية المدنية التي من شأنها أن تُضعف عزيمة بريطانيا على القتال".
وحذر من أن روسيا ستسعى إلى "ضرب الكهرباء التي تغذي لندن والقطاع المصرفي، وميناء الغاز الطبيعي".
وبعد 80 عامًا من السلام منذ الحرب العالمية الثانية، فإن وسائل الدفاع عن بريطانيا شحيحة نوعًا ما.
فعلى عكس دول مثل بولندا ورومانيا اللتين تشعران بالتهديد الروسي، لا تمتلك لندن بطاريات صواريخ باتريوت اعتراضية على الطراز الأمريكي، ولا تمتلك ما يعادل الدرع الصاروخي الإسرائيلي "القبة الحديدية".
وبدلاً من ذلك، كان دفاع بريطانيا الرئيسي ضد الصواريخ الباليستية هو مدمرات البحرية الملكية "تايب-45" المجهزة بنظام صواريخ "سي فايبر" القادر على إصابة جسم بحجم كرة كريكت يتحرك بسرعة 3 ماخ، ويمكنه إسقاط أي شيء من المسيرات إلى المقاتلات النفاثة، وهو كاف للحفاظ على مدينة بأكملها آمنة.
وخلال دورة الألعاب الأولمبية بلندن عام 2012، تم نشر واحدة من من هذه المدمرات في مصب نهر التايمز.
غير كاف
لكن المشكلة تكمن في أن بريطانيا لا تمتلك سوى 6 مدمرات وهو عدد كافٍ نظريًا لحماية العاصمة وبعض المنشآت العسكرية الرئيسية، لكن ليس أكثر من ذلك بكثير.
ورغم أنه تم تشغيل 12 مدمرة في أواخر 1999، لكن تم تقليص العدد بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، عندما شعرت الحكومة بأن التهديدات الأمنية الرئيسية تكمن في الإرهابيين بالعراق وأفغانستان.
والأخطر أن الأسطول البريطاني يعمل بالكاد بنصف طاقته التشغيلية، بسبب الأعطال المستمرة في تصميمه، فحتى أغسطس/آب الماضي، كانت 3 سفن راكدة في أرصفة بورتسموث للإصلاح.
وسلط بودكاست "لعبة الحرب"، على قناة سكاي نيوز الضوء على هذه الأزمة وحاكى كيفية رد فعل السياسيين في الحياة الواقعية في حال وقوع هجوم روسي تقليدي على المملكة المتحدة.
وأصيب ضيوف البرنامج، بمن فيهم وزير الدفاع السابق بن والاس، ووزير الخارجية السابق جاك سترو، بالرعب عندما علموا أن امتلاك بريطانيا مدمرة واحدة فقط في البحر سيجبرهم على الاختيار بين حماية وايتهول أو حماية الأصول العسكرية.
«خيار صعب»
قال جيري نورثوود، وهو قبطان سابق في البحرية الملكية: "سيكون أمامنا خيار صعب فإما حماية لندن أو مدن أخرى، أو حماية قوة بحرية"، مشيرا إلى "قلة الموارد المتاحة".
وفي تصريحات لـ"التليغراف"، قال الدكتور سيدهارث كوشال، الباحث البارز في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إن الجيش البريطاني الحديث كان يعتمد على نموذج "الحرب الاستكشافية"، أي شن حملات عسكرية في الخارج وهو ما دفع لندن إلى عدم الاستثمار في الدفاعات الجوية والصاروخية الداخلية.
وأضاف: "ستظل الصواريخ القادمة من الأراضي الروسية تعبر المجال الجوي ودفاعات حلفاء بريطانيا الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذين قد تعترضها دفاعاتهم أولا".
وتابع: "إذا شنت روسيا مثل هذه الهجمات من أراضيها، فمن المرجح أنها ستستخدم صواريخها المتوسطة الجديدة من طراز أوريشنيك وهي أنظمة نادرة حاليًا، لكنها قد تشكل تهديدًا إذا مضت روسيا قدمًا في خططها لزيادة إنتاجها".
«قبة الأسد»
ولتوفير الحماية الإضافية، كشفت مراجعة الدفاع الاستراتيجي لهذا الصيف عن خطط الحكومة لشراء منصات إطلاق "سكاي سابر".
وهذه المنصات عبارة أنظمة دفاع جوي أرضية متنقلة مصممة لحماية المواقع الرئيسية من هجمات الطائرات والمسيرات، بالإضافة إلى شراء طائرات إضافية للإنذار المبكر من طراز "ويدجتيل".
ويعتقد كوشال أنه على المدى البعيد تحتاج بريطانيا إلى ما يُطلق عليه المحللون "قبة الأسد" وهي نظير تقريبي للقبة الحديدية الإسرائيلية.
ولأن مساحة بريطانيا أكبر بعشرة أضعاف من مساحة إسرائيل، فسيكون من غير الواقعي تغطية البلاد بأكملها، لذا تتمثل الفكرة في حماية الأصول الرئيسية، ورفع نسبة المخاطرة إلى المكافأة لروسيا عند نشر أصولها "الباهظة الثمن".
وتشمل الخيارات الأخرى نظام باتريوت أو أنظمة ثاد الأمريكية التي يستخدمها الحلفاء الأوروبيين في الناتو، وبالتالي يمكن دمجها في مبادرة الدرع الجوي الأوروبية الجديدة.
لكن روبرتس حذر من أن التكلفة ستكون باهظة بالنسبة لبريطانيا، وقال للجنة الدفاع "نتحدث عن 20 مليار جنيه إسترليني، لكنها ليست تكلفة لمرة واحدة".
وأشار إلى "تطوير الخصم لأنظمة جديدة تزيد من قدرة الصواريخ على التخفي واستخدامه لمناورات قد تعيق نظامك الحالي الأمر الذي يحتاج إلى تطور مستمر".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU4IA== جزيرة ام اند امز