"كهرمان مرعش مجرد بروفة".. سيناريو مرعب لزلزال إسطنبول
كشفت صحيفة "حرييت" التركية، الجمعة، أنّ زلزالاً يتوقّع حدوثه، بحسب خبراء، في مدينة إسطنبول، ستفوق خسائره زلزال كهرمان مرعش الأخير.
ويقول الخبراء إن هناك فرصة بنسبة 95% أن يضرب زلزال بقوة 7 درجات أو أقوى إسطنبول، في غضون الـ70 عاما القادمة.
وأوضحت الصحيفة أن زلزالا بهذه القوة من شأنه أن يلحق أضرارا جسيمة أو يدمر ما يقدر بنحو 194000 مبنى، وفقا لأحدث نسخة من الخطة الرئيسية لزلزال إسطنبول المرتقب، التي نُشرت في عام 2018.
وأوضحت "حرييت" أن خسائر زلزال إسطنبول المتوقع ستتجاوز خسائر زلزال كهرمان مرعش من حيث الدمار الذي سيحدثه، والعواقب الاقتصادية والاجتماعية، وبمعنى آخر، فإن زلزال كهرمان مرعش الدامي كان مجرد "بروفة" لزلزال إسطنبول القادم، على حد تعبير الصحيفة التركية.
وفقًا لتقرير مرصد قاندلي التابع لجامعة بوغازيشي ومعهد أبحاث الزلازل، هناك 1.164 مليون مبنى و4.5 مليون شقة في إسطنبول، ويعيش في المتوسط 3.3 شخص في كل شقة، بحسب موقع "سكاي نيوز عربية".
وإذا ما حدث زلزال بقوة 7.5 وما فوق، فمن المتوقع أن يتعرض 13 ألف مبنى لأضرار جسيمة، و39 ألفا مبنى لأضرار بالغة، و136 ألفا مبنى لأضرار متوسطة. بهذا، فإن عدد الشقق المتوقع تعرضها لأضرار في سيناريو زلزال بقوة 7.5 وما فوق يزيد عن 211000.
وأوضحت الصحيفة أنه تم بناء 255 ألف مبنى من المباني في إسطنبول قبل عام 1980، وهنا تكمن المشكلة. بينما تم بناء 538 ألف منها بين عامي 1980 و2000، وبناء 376 ألف منها بعد عام 2000 بعد زلزال كوجالي عام 1999. بعبارة أخرى، 70 بالمائة من المباني في إسطنبول تم بناؤها قبل عام 2000.
ولفتت الصحيفة التركية إلى أن كون 30 بالمائة من مباني إسطنبول شيدت بعد عام 2000 لا يعني أنها آمنة، حيث رأينا في زلزال كهرمان مرعش أن المواقع الفاخرة التي شيدت قبل بضع سنوات على أنها "مقاومة للزلازل" ويسكنها مئات الأشخاص قد دمرت. كما دمرت بعض المواقع التي يُفترض أنها معمرة، والمخطط لها وفقا للوائح الزلازل، أثناء البناء.
ورأت "حرييت" أنه لا يمكن حساب نوع الخسائر التي سيحدثها زلزال محتمل يشمل البلاد بأكملها، وليس فقط إسطنبول، التي تبلغ حصتها في الاقتصاد التركي 50 بالمائة. بالإضافة إلى المشاكل الداخلية التي ستحدث، فإن مشاكل من نوع آخر ستظهر للعلن، أبرزها تهديد الأمن القومي.
وتوقع عدد من علماء الزلازل في تركيا مؤخراً وقوع زلزال مدمر في إسطنبول، حيث يذكر العلماء أن المدينة تقع عند تقاطع الصفائح التكتونية الأناضولية والأوراسية، على بعد 15- 20 كيلومتراً جنوب ذلك الجزء من شق شمال الأناضول الذي يمر تحت بحر مرمرة، وهذا هو ما يحدد مسبقاً التهديد الزلزالي.
وضرب زلزال مدمر بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر جنوب تركيا وشمال سوريا في السادس من فبراير/ شباط، ووصلت ارتدادات الزلزال إلى دول أخرى في المنطقة، وشعر بها السكان في لبنان والعراق ومصر.
وتسبب الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 43 ألف شخص في تركيا وسوريا، في هدم آلاف المنازل، وأجبر مئات الآلاف على العيش في الخيام أو المساجد أو المدارس أو السيارات. ووفقا لبيانات حكومية، تعرض أكثر من 60 ألف مبنى إما للانهيار أو لأضرار بالغة في تركيا وحدها.
وأودى الزلزال بحياة ما لا يقل عن 38044 شخصاً في جنوب تركيا، بينما أبلغت السلطات في سوريا المجاورة عن مقتل 5800، وهو رقم لم يتغير كثيراً على مدى أيام.
aXA6IDMuMTQ0LjI5LjIxMyA= جزيرة ام اند امز