تحذير سوداني "مرعب" بعد إغلاق ميناء بورتسودان
لوحت الحكومة السودانية بسيناريو مأساوي للغاية حال استمر إغلاق ميناء بورتسودان الرئيسي في البلاد، مشيرة إلى نقص كارثي في سلع ضرورية.
وقال مجلس الوزراء السوداني في بيان، الأحد، إن مخزون البلاد من الأدوية الضرورية والقمح والوقود يوشك على النفاد بسبب إغلاق ميناء بورتسودان.
- بعد إغلاق "بورتسودان".. مخاوف من عودة طوابير الوقود بالسودان
- فوضى بورتسودان.. شرطة الخرطوم تتوعد "الإخوان"
وتظاهر محتجون من قبائل البجا بشرق السودان احتجاجا على ما يصفونها بالأوضاع السياسية والاقتصادية المتردية في المنطقة، وأغلقوا الطرق وموانئ البحر الأحمر في الأسابيع القليلة الماضية.
أزمة في الأفق
وكان خبراء قد توقعوا في تصريحات للعين الإخبارية أن يؤدي غلق ميناء بورتسودان إلى تفاقم أزمة نقص الوقود في السودان، بخلاف خسائر فادحة.
وفي قت سابق، قال وزير الطاقة والنفط السوداني جادين علي عبيد إن المحتجين أغلقوا ميناء بورتسودان بالكامل وفي المقدمة خطا تصدير واستيراد البترول اللذان يأتيان من دولة جنوب السودان عبر مدينة ربك الغنيّة بالنّفط، منها إلى الخرطوم.
ويتوقع الخبراء أن يمتد تأثير وقف العمل بميناء بورتسودان إلى جنوب السودان وسوق النفط العالمي، لتتخطى الخسائر المتوقعة 3 مليارات دولار.
وقال الاقتصادي بقوى الحرية والتغيير عادل خلف الله، إنه يترتب على إغلاق خطي تصدير واستيراد النفط بميناء بورتسودان خسائر مادية كبيرة يصعب تحديد حجمها لاعتمادها على حركة الصادر والوارد وهي غير ثابتة.
وأضاف عادل في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن الميناء يعتبر شريان الحياة الاقتصادية في السودان.
واعتبر إغلاق الميناء رسالة تشير إلى عجز الحكومة عن بسط الأمن ومواجهة أفراد لا يتجاوز أعدادهم 200 فرد وضعوا أيديهم على الطرق وخطي البترول وأغلقوهما.
خسائر مباشرة
وأشار إلى أن الخسائر الاقتصادية المباشرة تعطيل الصادر والوارد وحركة التفريغ، بجانب أضرار التي تقع على مواطني بورتسودان الذين يعتمدون في حياتهم على الميناء.
وطالب خلف الله السلطات المختصة بالقيام بواجبها لفتح الطريق لفرض هيبة الدولة، مبينا في حال لم تقم بذلك ستكون داعمة لتخريب الاقتصاد السوداني.
من جانبه، قال المحلل الاقتصادي عبدالوهاب جمعة إن خط أنابيب استيراد الوقود للسودان هو بسعة 12 بوصة ويوفر الوقود المستورد للسودان.
وأوضح جمعة في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الوقود المستورد عبر خط الأنابيب وعبر شاحنات الصهاريج يوفر 60% من حاجة السودان للديزل "الجازولين" و40% للبنزين بخلاف غاز الطهي.
وتابع: "تعافى السودانيون من مشكلة الوقوف في طوابير طويلة للحصول على الوقود خلال الفترة الماضية، لكن إغلاق الميناء يسهم في ظهورها من جديد".
ونوه بأن إغلاق خطي الأنابيب سيؤدي إلى شح إمدادات الوقود للسودانيين بنسبة 50% وسيؤثر على مصفاة الخرطوم التي تكرر نصف حاجة السودان من النفط، وهو ما قد يفاقم من وطأة شح الوقود.
وتعتمد مصفاة الخرطوم على 10 آلاف برميل يوميا من جنوب السودان مجانا التي تمنح للسودان جراء برنامج "الترتيبات المالية لانفصال الجنوب عن السودان".