6 حفلات أدماها «داعش» في 10 سنوات.. الرصاص يغتال الموسيقى
ثُلة من مبتهجين آمنين، يحتفلون بالحياة، قبل أن يسكت عرّابو الموت الموسيقى فجأة برشقات الرصاص، ويستبدلون بالبهجة الدماء.
فتنظيم داعش ناشر الموت على الوسائل المرئية، اختار خطا واضحا منذ ظهوره في 2014، هو قتل الحياة، فكان استهدافه الحفلات والاحتفالات من مدينة لأخرى مبررا بهذا الهدف الدموي.
ومن مسرح باريس وهجوم نيس، إلى فاجعة موسكو، سار "داعش" على الخط، وحاول قتل أي مظهر للبهجة والحياة في العالم.
أحدث مثال هو هجوم أمس، في موسكو، حين تحولت أصوات الموسيقى إلى الرصاص والصرخات، واستبدل الحزن بالبهجة، بعد مقتل نحو 143 شخصا في إطلاق نار وحريق في قاعة للموسيقى بضواحي موسكو.
ويعتبر هجوم أمس الجمعة هو الهجوم الإرهابي الأكثر دموية على العاصمة الروسية منذ عقود، ويأتي بعد أقل من أسبوع من فوز الرئيس فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية.
وأعلنت لجنة التحقيق الروسية، في منشور مقتضب، على تطبيق التواصل "تليغرام"، أن "عدد القتلى في قاعة كروكس سيتي للحفلات الموسيقية وصل إلى 143 قتيلا"، بحسب آخر حصيلة السبت.
وعلى الفور، أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم على مجمع الموسيقي الشهير، وذلك في بيان قصير نشرته وكالة أعماق التابعة للتنظيم.
مانشستر وبرلين
ومن روسيا إلى بريطانيا، إذ كان يُفترض أن يكون يوم 22 مايو/أيار 2017 سعيدا، إذ أقامت المغنية الأمريكية، أريانا غراندي، حفلا غنائيا على مسرح مانشستر آرينا.
ولكن كان يوما مفجعا ودمويا، إذ خلف هجوم إرهابي 22 قتيلا، إثر استهداف مفجر انتحاري لأطفال وشباب، في نهاية الحفل، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وفي ذلك الوقت، أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن التفجير الذي نفذه شخص ليبي يُدعى سلمان العبيدي في نهاية الحفل.
وفي برلين الألمانية في 19 ديسمبر/كانون الأول عام 2016، إذ اختلفت طريقة الهجوم الإرهابي، لكن القاتل كان واحدا في الحالتين.
إذ دهست شاحنة ضخمة يقودها إرهابي يتبع تنظيم داعش، حشدا من الناس في سوق احتفالي لعيد الميلاد، بالعاصمة الألمانية، ما أسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة 50 آخرين.
وقُتل منفذ الهجوم، ويُدعى أنيس العامري، لاحقا برصاص الشرطة الإيطالية في مدينة ميلان، في 23 ديسمبر/كانون الأول 2016.
وفي عام 2021، وفي يوم إحياء الذكرى السنوية الخامسة لهجوم برلين، أفادت شبكة برلين براندنبورغ الإعلامية، المعروفة اختصارا باسم "RBB"، بأن العمري لم يُنفذ الهجوم بدافع فردي.
وأضافت أنه نفذ الاعتداء بعد تلقيه الأمر من قبل مسؤول رفيع المستوى بتنظيم داعش الإرهابي.
استهداف الموسيقى
وفي 25 يوليو/تموز 2016، فجر لاجئ سوري نفسه قرب مهرجان موسيقي في مدينة أنسباخ بإقليم بافاريا جنوبي ألمانيا.
وكان المهاجم يبلغ من العمر 27 عاما، ويحمل حقيبة فيها قنبلة، وأدى الهجوم إلى مقتل اللاجئ وإصابة 12 شخصا بجروح، في حين تبنى تنظيم داعش الإرهابي التفجير في حينه.
إلى نيس الفرنسية في 14 من يوليو/تموز عام 2016، إذ قُتل 86 شخصا، وجرح 400 آخرون في هجوم دهس بشاحنة على امتداد كيلومترين من شارع ساحلي في نيس، في الوقت الذي كانت فيه العائلات تحتفل باليوم الوطني (يوم الباستيل)، وسط أجواء مبهجة تحولت فجأة إلى الحزن.
وآنذاك، أفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن عنصرين من التنظيم ظهرا في تسجيل مصور نُشر على شبكات التواصل الاجتماعي، توعدا فيه بلغة فرنسية بتصعيد الهجمات.
وفي 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، شن التنظيم هجمات في العاصمة الفرنسية باريس، استهدفت مسرح باتاكلان، واستاد دو فرانس، وعددا من مقاهي ومطاعم العاصمة، بحسب بي بي سي.
وأودى هجوم المسرح الدامي الذي كان يشهد حفلا، بحياة 90 شخصاً، و39 شخصاً في المقاهي المحيطة.