ضربات موجعة عام 2022.. نار الإرهاب تُخمد ورؤوس الفتنة تُقطع
شهد عام 2022 المنصرم أحداثا قوية، أخمدت نار الإرهاب في كثير من بؤره، بينما سقطت رؤوس كبيرة لقيادات استمرأت في قتل الأبرياء وترويع الآمنين.
وهكذا تعرضت الشبكات الإرهابية وقادتها البارزين خلال عام 2022 للكثير من الضربات الموجعة، والتي أدت لتقلص نشاطه واندحاره في الكثير من أنحاء العالم.
العمليات العسكرية التي وجهتها العديد من دول العالم للقضاء على هذه الآفة الخطيرة، نجحت في قطع رؤوس عدد من قادة التنظيمات الإرهابية سواء داعش أو القاعدة، الأمر الذي دفع البعض لوصف هذا العام بأنه "الأسوأ بالنسبة للجماعات الإرهابية".
الحرب التي تشنها الولايات المتحدة على الإرهاب بمشاركة العديد من دول العالم لم تقف عند الشرق الأوسط، بل شملت مختلف بؤر نشاط تلك الجماعات السوداء، فمن العراق وسوريا واليمن إلى الصومال حتى غرب ووسط أفريقيا لم تقف العمليات العسكرية عن استهداف الإرهابيين.
سوريا
وتتواصل العمليات العسكرية للتحالف الدولي ضد داعش بمساعدة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، للقضاء على التنظيم الإرهابي.
وشكل التحالف في سبتمبر/أيلول عام 2014، وتميز بعضويته ومجال عمله والتزامه، ويلتزم أعضاء التحالف الدولي جميعاً بإضعاف تنظيم داعش وإلحاق الهزيمة به في نهاية المطاف.
ويلتزم أعضاء التحالف الدولي الـ85 بمواجهة تنظيم داعش على مختلف الجبهات وتفكيك شبكاته ومجابهة طموحاته العالمية، وبالإضافة إلى الحملة العسكرية التي ينفذها التحالف في سوريا والعراق، يلتزم بتدمير البنى التحتية الاقتصادية والمالية للتنظيم، ومنع تدفق العناصر الإرهابية الأجنبية عبر الحدود، ودعم الاستقرار واستعادة الخدمات الأساسية العامة في المناطق المحررة من داعش ومجابهة الدعاية الإعلامية للتنظيم.
وقال سكان ومصادر من مقاتلي المعارضة السورية، إن غارة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة استهدفت من يشتبه بأنه متطرف تابع لتنظيم القاعدة في بلدة في شمال سوريا.
وذكروا أن عدة طائرات هليكوبتر هبطت في منطقة بالقرب من بلدة أطمة في محافظة إدلب، الواقعة في منطقة تحت سيطرة المعارضة على الحدود مع تركيا، حيث سُمع دوي انفجارات بالقرب من منزل متطرف أجنبي.
العراق
وبجانب العمليات التي شنها التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في العراق أيضا، تشن بغداد عمليات واسعة ضد التنظيم الإرهابي.
وسعى العراق منذ 2014، من خلال جهده الدبلوماسي إلى الاضطلاع بدور محوري لمحاربة عصابات داعش الإرهابية، وحفزت الحكومة العراقية المجتمع الدولي بتوجيه الرسائل إليه لتشكيل تحالف دولي لمحاربة التنظيمات الإرهابية، ولزيادة التعاون والتنسيق الأمني لدعم وتسليح وتدريب القوات العراقية، للوقوف بوجه الإرهاب، باعتبار أن العراق كان في مقدمة الدول التي تواجه الإرهاب.
الصومال
وورثت الحكومة الاتحادية الجديدة في الصومال إرثاً ثقيلاً من ملفات شائكة تحتاج إلى إعادة تصويب، وفق مراقبين.
ويعد ملف الأمن من أبرز العقبات التي تواجهها حكومة حمزة عبدي بري، حيث شهدت العاصمة مقديشو منذ تعيينه رئيساً للحكومة تفجيرات دموية عدة راح ضحيتها المئات من المدنيين.
وشنّت السلطات الصومالية حملة عسكرية على "الشباب" بدأت في يوليو/تموز الماضي، وحققت انتصارات طفيفة، دون أن تقدر على كسر شوكة الحركة في وسط البلاد وجنوبها.
وركزت الحكومة جهودها على الحرب ضد التنظيمات المتطرفة، ونجحت في مواصلة الضغط العسكري عليها، وحرّرت أكثر من 50 منطقة في وسط البلاد وجنوبها، وقتلت قرابة 600 عنصر من حركة الشباب وجرحت 1200 آخرين على الأقل"، بحسب تقديرات رسمية.
وبحسب الصحفي الصومالي في مركز "آفاق" للإعلام عدنان علي فإن الحكومة صعّدت الحرب على "الشباب" بجعلها أيضاً حرباً أيديولوجية وإعلامية، ودشنت لهذا الغرض قناة تلفزيونية مخصصة للحرب الإعلامية ضد الحركة.
أما دبلوماسياً فيعتبر أن الحكومة وإن لم تفلح في إقناع المجتمع الدولي برفع حظر الأسلحة المفروض على الصومال منذ عام 1992، لكنها تصالحت مع دول عدة، أبرزها مصر والإمارات وجيبوتي وكينيا، وهو ما يحسب لها.
والعلاقات مع هذه الدول كانت متدهورة في عهد حكومة الرئيس السابق محمد عبدالله فرماجو، بسبب سياسات محاور إقليمية ودولية استأثرت بالقرار السيادي الصومالي.
أفريقيا
ورغم الجهود الهائلة التي تبذلها الدول الأوروبية والولايات المتحدة مع وجود فرنسا وبريطانيا على الخطوط الأمامية، وبدعم كامل من المنظمات متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة وبنوك التنمية، ما زالت أفريقيا بيئة جاذبة للتنظيمات الإرهابية، ولمواجهة ذلك تركز تلك الدول جهودها على القضاء على التنظيمات المتطرفة.
وبحسب المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، فإن الولايات المتحدة لديها حوالي (6000) جندي في أفريقيا، تشارك في الغالب في القتال ضد الجماعات الإرهابية.
وفي منطقة الساحل، قادت فرنسا عمليتين عسكريتين كبيرتين، الأولى المعروفة باسم "سيرفال"، أوقفت زحف المتمردين وتجنب الانهيار الكامل لمالي من خلال هجوم منسق لأربع مجموعات مسلحة قوية، وأعقب ذلك عملية "برخان" والتي تحولت إلى فرقة عمل "تاكوبا" متعددة الجنسيات، والتي شاركت فيها فرنسا بما يصل إلى "5400" جندي فرنسي، قبل أن يعلن الرئيس إيمانويل ماكرون انسحاب آخر جندي فرنسي من مالي في 15 أغسطس/آب 2022 بعد خلافات محتدمة مع المجلس العسكري الحاكم.
الاتحاد الأفريقي أطلق في عام 2007، بناء على طلب من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مشروع بعثة إلى الصومال (أميصوم) بمشاركة "11" دولة أفريقية وحوالي "20" ألف فرد منتشرين في الميدان، بالإضافة إلى دعم مالي وتقني مهم من الدول الغربية.
واجتمع ممثلون عن (84) دولة في التحالف الدولي في مايو/أيار 2022 في الرباط بقيادة أمريكية، وهي المرة الأولى التي تحتضن فيها القارة الأفريقية اجتماعا للتحالف، بهدف تركيز الاهتمام الدولي على مواجهة خطر إعادة "داعش" تمركز عناصره في منطقة الساحل والصحراء وعموم القارة الأفريقية.
ورغم الجهود المبذولة فإنها ما زلت غير كافية، وليست على المستوى المطلوب، كما أنها ليست بالقدر الذي يوازي خطر التنظيمات المتطرفة في القارة، ولا تمددها الملحوظ، ويرجع ذلك إلى مجموعة من المعوقات من بينها ضعف إمكانات دول القارة، سواء لمواجهة حركات التطرف والإرهاب أو لمواجهة التطرف بصفة عامة.
رؤوس الفتنة
العمليات الإرهابية المتواصلة ضد الجماعات الإرهابية نجحت في تحقيق الكثير من النجاحات خلال عام 2022، والتي أبرزها قتل قيادات بارزة في التنظيمات من بينها أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة.
الظواهري
في 31 يوليو/تموز الماضي استيقظ العالم على إعلان الولايات المتحدة مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، في غارة بطائرة مسيرة استهدفته في العاصمة الأفغانية كابول.
وأكّد الرئيس الأمريكي جو بايدن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وقال إن الظواهري مارس "القتل والعنف ضد الأمريكيين"، مشيرا إلى أن "العدالة قد تحقّقت الآن".
وأضاف أن (بايدن) هو من أعطى الموافقة النهائية على تنفيذ "ضربة دقيقة" استهدفت زعيم القاعدة البالغ من العمر 71 عاماً.
الهاشمي
وفي فبراير/شباط، قتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبي إبراهيم الهاشمي، في غارة أمريكية نفذتها قيادة العمليات الخاصة المشتركة.
وقال الرئيس جو بايدن حينها إن الجيش الأمريكي "أزال من ساحة المعركة" زعيم تنظيم داعش أبوإبراهيم الهاشمي القرشي خلال عملية نفذها شمال غربي سوريا.
وأكدت المخابرات الأمريكية والعراقية أن أبوإبراهيم الهاشمي القرشي هو العراقي التركماني عبدالله قرداش، ويعرف أيضا باسم حاجي عبدالله من محافظة نينوى شمال العراق، رغم إحجام التنظيم عن الكشف عن أي معلومات عن هذا الرجل.
العقال
وفي يوليو/تموز قتل زعيم تنظيم "داعش" في سوريا في غارة أمريكية، ماهر العقال الذي تولى زعامة التنظيم عقب مقتل أبوإبراهيم الهاشمي القرشي.
aXA6IDE4LjE4OS4xNzAuMjI3IA== جزيرة ام اند امز