داعش في العراق.. من المهد إلى اللحد
التقرير يرصد أبرز محطات داعش في العراق، منذ الظهور 2013 وحتى طرده من الحويجة، لتبقى سيطرته فقط في شريط على الحدود مع سوريا
لم يكد ينقشع غبار تنظيم القاعدة عن العراق حتى ظهر في ثوب جديد بعد تغيير جلده باسم تنظيم داعش الإرهابي عام 2013، وكأنها عملية إحلال وتبديل لإطالة عمر الإرهاب كلما انكشف أمره.
ففي 9 إبريل/نيسان 2013 أعلن زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبوبكر البغدادي اندماج تنظيمه مع جبهة النصرة في سوريا ليتشكل تنظيم داعش، الذي أطلق على نفسه "الدولة الإسلامية بالشام والعراق".
إلا أن جبهة النصرة رفضت زعامة البغدادي وفضّلت مبايعة تنظيم القاعدة الرئيسي والذي مقره في أفغانستان.
لكن بقي التنظيمان يحققان نفس الأهداف ويرفعان نفس الشعارات ويشتركان في الكثير من وسائل العنف، وإن كان داعش أظهر وسائل أشد عنفا، مثل عمليات الذبح بقطع الرؤوس، والحرق.
وخلال عام واحد، اجتاح داعش العراق، في يونيو/ حزيران 2014، مسيطرا على مدن تشكل نحو ثلث العراق، أشهرها الموصل، في سرعة وسهولة لم تخلُ من اتهامات بوجود متعاونين سهلوا له الطريق، وهو ما ظهر في نتائج تحقيقات اللجنة التي شكلها البرلمان العراقي حول أسباب السقوط السهل للمدينة، وحمّلت المسؤولية لقيادات في الحكومة والجيش، منهم نوري المالكي رئيس الوزراء آنذاك.
الخلافة المزعومة
في 29 يونيو/حزيران 2014، أعلن داعش بقيادة البغدادي إقامة ما سماها بـ"دولة الخلافة" على الأراضي الشاسعة التي يسيطر عليها في العراق وسوريا.
وفي 5 يوليو/تموز من نفس العام، ظهر البغدادي لأول مرة في شريط فيديو بثته مواقع على الإنترنت موالية له وهو يخطب في مسجد النوري الكبير بالموصل يدعو المسلمين إلى مبايعته.
وفي الشهر ذاته أقدم التنظيم على جريمة تشي بهدف من أهداف تأسيسه، وهو تدمير الحضارات وذاكرة الشعوب؛ حيث فجَّر مواقع أثرية فائقة الأهمية والندرة في الموصل ومدينة الحضر المجاورة لها تعود إلى الفترة الآشورية وحتى الرومانية، وخرَّب متحف الموصل وأحرق مكتبتها، وتحدث عدد من الأثريين عن قيامه بسرقة وبيع الكثير من الآثار في الخفاء.
التحالف الدولي
في 8 أغسطس/آب 2014، دخلت الولايات المتحدة مباشرة في القتال ضد داعش، وبدأت في قصف مواقع التنظيم في العراق.
ولأخذ مساحة حرية أكبر في الحركة شكلت في سبتمبر/أيلول من العام نفسه تحالفا دوليا من 60 دولة باسم التحالف الدولي ضد داعش، مهمته مطاردة التنظيم في سوريا والعراق.
في نهاية مارس/آذار 2015 بدأت القوات العراقية ومليشيات مسلحة حليفة لها في الدخول مباشرة في الحرب ضد التنظيم بداية بطرده من مدينة تكريت.
وفي فبراير/شباط 2016 استعادت القوات العراقية مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار قبل أن تستعيد مدينة الفلوجة في المحافظة نفسها في 26 يونيو/حزيران.
كما دخلت على خط القتال القوات الكردية "البيشمركة" التي سيطرت على مدينة سنجار في الشمال، يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني.
وسيرا على خطى القاعدة، بدأ داعش الإسراف في عمليات التفجيرات لزيادة الشحن الطائفي في العراق؛ منها على سبيل المثال في مايو/أيار 2016 حين فجر 3 سيارات مفخخة قتلت أكثر من 90 ببغداد، وفي يوليو/تموز قتل بتفجير انتحاري 320 في حي ذي غالبية شيعية بالعاصمة أيضا.
استعادة الموصل
شهد أكتوبر/تشرين الأول 2016 أكبر عمليات التحالف الدولي والقوات العراقية، فيما عرف باسم معركة تحرير الموصل، والتي استمرت حتى يوليو/تموز 2017 حين أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي، تحرير المدينة، نهائيا من داعش.
ورغم الإعلان عن أن "تحرير الموصل" هو نهاية داعش، إلا أنه في الوقت ذاته تم الإعلان عن أنه انتقل إلى مدينة تلعفر المجاورة، والقريبة من الحدود السورية، فبدأت عملية أخرى باسم تحرير تلعفر في أغسطس/آب 2017.
وفي أيام قليلة تم الإعلان عن "تحرير" تلعفر في 31 من الشهر ذاته وإخلاء محافظة نينوى بالكامل من داعش.
ولكن أيضا بدأت معركة جديدة؛ حيث توجهت القوات العراقية والتحالف الدولي، نحو مدينة الحويجة بمدينة كركوك في سبتمبر/أيلول؛ ليعلنوا في 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري "تحرير" المدينة، ومن ثم كامل شمال العراق من داعش.
الإرهاب أوشك على الرحيل
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أعلن في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في باريس، أمس الخميس، استعادة الحويجة، مؤكداً أنه "لم يبقَ أمامنا إلا الشريط الحدودي مع سوريا" في غرب البلاد.
aXA6IDMuMTM4LjEyMS43OSA= جزيرة ام اند امز