إسرائيل تصمت وفتح تفضح قيادة إسرائيلي لداعش في ليبيا
إسرائيل لم تعقب على تقارير تحدثت عن تزعم ضابط من الموساد تنظيم داعش في ليبيا، فيما اعتبرت حركة فتح تواجده هناك دليل المؤامرة
ما زال الصمت الإسرائيلي مطبقا على التقارير التي تحدثت عن القبض على ضابط مخابرات إسرائيلي وهو يقود تنظيما دمويا تابعا لـ"داعش" في ليبيا.
وبالإضافة للصمت الرسمي، فإن وسائل الإعلام الإسرائيلية لم تتطرق إلى خبر اعتقال بنيامين إفرايم الملقب في ليبيا بـ"أبو حفص"، ولو بالإشارة، رغم مسارعتها عادة إلى نفي علاقة جهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد" بعمليات مماثلة.
ومعلوم أن تنظيم "داعش" لم يستهدف مواقع إسرائيلية أو يهودية في الخارج منذ الإعلان عن وجوده عام 2014.
وكانت صحيفة "الباييس" الإسبانية نشرت يوليو/تموز الماضي أنه تم القبض على الضابط الإسرائيلي متخفيا، وهو من فرقة "المستعربين" الإسرائيلية.
و"المستعربين" فرقة لضباط إسرائيليين في كل ما يتعلق بدول المنطقة ويتقنون لهجاتها ويحفظون عقائدها الدينية لسهولة تسللهم بين شعوبها وكأنهم منهم.
وبحسب الصحيفة ذاتها فإن المدعو "أبو حفص" كان تسلل إلى ليبيا مع مسلحين واستقر في إحدى مناطق بنغازي الليبية، وتدارى في شكل إمام مسجد، وجمع حوله الأنصار حتى قاد تنظيما مسلحا.
ومن جانبها، اعتبرت حركة "فتح" الفلسطينية أن الكشف عن بنيامين إفرايم "يؤكد أن ما يجري مؤامرة".
وأضافت على لسان المتحدث باسمها أسامه القواسمي في تصريح أرسل نسخة منه لـ"بوابة" العين الإخبارية اليوم السبت أن "كشف أجهزة المخابرات الليبية عن حقيقة قائد كبير في داعش وإمام مسجد في ليبيا والذي كانت كنيته "أبا حفص" يقود تنظيم داعش هناك، وكان الأكثر دموية وسفكا للدماء، ليتبين أن اسمه الحقيقي بنيامين أفرايم وهو إسرائيلي يعمل في جهاز الموساد، ليؤكد صحة ادعاءاتنا من البداية بأن كل ما يجري في الوطن العربي هو مؤامرة لتقسيم وتفتيت الشعوب العربية وأوطانهم".
وتساءل: "كم أبا حفص موجود في سوريا والعراق وليبيا وغزه؟".
وحذر القواسمي من أن "إراقة الدماء بالطريقة التي شاهدناها في سوريا والعراق وليبيا وسيناء وغزة في العام ٢٠٠٧، ليؤكد أن ما يجري هو صنيعة أجهزة مخابرات معادية للأمه العربية بهدف الإضعاف والتفتيت والتقسيم وسرقة خيراتها وتبديل الأولويات وجعل إسرائيل حليفا تحت حجج واهية".
وطالب المتحدث الفلسطيني "قيادات الأمة العربية أن تفيق وأن تصحوا وأن تحيد خلافاتها جانبا، وأن تتحد لمواجهة الأخطار الحقيقية التي تستهدف كل الدول العربية، وأولها فلسطين ومصر وسوريا والعراق وليبيا والسعودية والأردن، تحقيقا لمبدأ احتلالي استعماري قديم عنوانه "فرق تسد"، مذكرا أنفسنا والقادة العرب الأعزاء بقول الله: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} صدق الله العظيم".
والحديث عن حقيقة هوية داعش وتكوينها ومن يقف وراءها بات يتصدر التحليلات السياسية، في محاولة للقفز على طوفان الأخبار بشأن عملياتها الإرهابية، للنظر من دائرة أوسع إلى المستفيد الحقيقي من وراء هذه العمليات.
ويأتي ذلك في ظل ما تتكشف عنه تلك العمليات من استدعاء تدخلات دولية عسكرية في بعض الدول تحت لافتة محاربة داعش، في حين تتبدى رغبة الدول القادمة في السيطرة والبقاء طويل الأمد في الدول المستهدفة، تحت ذريعة أخرى هي منع عودة داعش.