نظام الدوحة اتخذ من الإرهاب عقيدة فكرية وسياسية.
في مقال بصحيفة «إيه بي سي» الإسبانية، قال المحلل الإسباني خورخي كاتشينيرو، إن الحكومة القطرية قدمت 125 مليون يورو لتشكيلات مسلحة وميليشيات إرهابية، إضافة إلى 160 مليوناً أخرى تم ضخها لجماعة الإخوان وأفرعها داخل دول القارة الأوروبية على مدار السنوات القليلة الماضية.
توصلت ندوة حول الإرهاب القطري، تم تنظيمها في باريس، إلى أن قطر دفعت 250 مليون يورو لإخوان أوروبا سنوياً، وساعدت الإرهاب وسهلت تداول وانتشار الأفكار المتطرفة .
هذه الأرقام، تشير بما لا يترك مجالاً للشك، إلى أن موقف الدول الداعية لمكافحة الإرهاب من نظام الدوحة، جاء ليعجّل بفتح ملفات دعم الإرهاب في القارة الأوروبية، بعد أن كانت عواصم عدة نائمة في عسل الاستثمارات المتدفقة عليها من تنظيم الحمدين، غير منتبهة إلى أن ذلك العسل يخفي وراءه سماً زعافاً، يتمثّل في نشر ثقافة التشدد والتطرف والتكفير.
وفي تشكيل الخلايا النائمة التي تتخذ من الجاليات العربية والإسلامية أدوات لتنفيذ جرائم التفجير والدهس والطعن ضد الشعوب الأمنة، كما حدث في فرنسا وبلجيكا وبريطانيا وإسبانيا وغيرها.
إلى ذلك، استطاع نظام الدوحة، اختراق اقتصادات أوروبا عبر شبكات مالية يسيطر عليها تنظيم الإخوان، وخاصة في ألمانيا وبريطانيا، ومن وراء تلك الاقتصادات، كانت هناك بنى تحتية للإرهاب، تتحرك في الظلام مدفوعة بوهم أسلمة أوروبا، وهو ما شدد عليه رئيس لجنة مكافحة الإرهاب في البرلمان البلجيكي كوين ميتسو، عندما أشار أخيراً خلال ندوة بمدريد تتمحور حول الإرهاب القطري في أوروبا، إلى أن «قطر أنفقت أكثر من 160 مليون يورو على إخوان أوروبا، وأوكلت لهم مهمة عزل الجاليات وهو ما قاد إلى الإرهاب».
كما توصلت ندوة حول الإرهاب القطري، تم تنظيمها في باريس، إلى أن قطر دفعت 250 مليون يورو لإخوان أوروبا سنوياً، وساعدت الإرهاب وسهلت تداول وانتشار الأفكار المتطرفة. وقال المحامي الفرنسي المتخصص في قضايا الإرهاب في محكمة باريس، باسكال ماركوفيتش، إن اسم قطر يتم تداوله دائماً في قضايا وملفات عدة يتم البت فيها أمام المحاكم الفرنسية، مطالباً الدوحة بموقف واضح من الإرهاب.
هذه المعطيات وغيرها، تشير إلى أن نظام الدوحة اتخذ من الإرهاب عقيدة فكرية وسياسية، خصص لها موازنات مالية ضخمة، تهدف بالأساس إلى خطف الدين الإسلامي، وتحويله إلى أداة ضغط على العالم، من خلال إلباسه لبوس الإرهاب والتشدد، ثم السعي إلى إقناع الأوروبيين بأن السلام في قارتهم لن يتحقق إلا بتمكين المتشددين من الحكم في بلدانهم الأصلية.
كما حدث إبان ما سُمي بالربيع العربي، عندما تم رفع شعار مفاده أن تسليم مقاليد السلطة للإخوان وحلفائهم في تنظيم القاعدة، إنقاذ للغرب من الإرهاب، قبل أن يتبين أنه شعار خائب، وأن الإرهاب لا يعترف بحدود، وأن قطر يمكن أن تموّل الجماعات الإرهابية ولكنها لا تستطيع كبح جماحها، لسبب واقعي جداً، وهو أن نظام الدوحة ذاته مُخترَق من الإرهاب، وخاضع لتناقضات تجعله عاجزاً عن تحديد أولوياته.
نقلا عن " البيان " الإماراتية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة