"الحرب على الإرهاب" أولوية تونسية في ظل مخاوف من "انتقام إخواني"
وضعت السلطات التونسية مهمة اجتثاث الإرهاب كأولوية في ظل مخاوف من رد انتقامي من جماعة الإخوان بعد إزاحتهم من المشهد السياسي.
وفي آخر تصريحات لوزير الداخلية التونسية توفيق شرف الدين أكد أن اجتثاث الإرهاب بشكل تام من تونس هو أولوية مطلقة لوزارة الداخلية مضيفا، أنه "لا مكان للإرهاب بيننا وسيتم القضاء عليه بشكل تام وأن الأمن بالمرصاد للإرهابيين أينما كانوا".
وشرف الدين الذي تسلّم منصبه في حكومة نجلاء بودن، التي عينها الرئيس قيس سعيّد، كان شغل المنصب نفسه في حكومة هشام المشيشي قبل أن يقيله الأخير، بسبب مساعيه لتنظيف الوزارة من الجهاز الأمن الموازي للإخوان المتسبب في الاغتيالات والإرهاب في البلاد لكن بعودته للوزارة عاد الوازع الساكن بداخله لاجتثاث الإرهاب والفكر المتطرف.
وقد تمكنت في الأيام الأخيرة قوات الأمن التونسي من القبض على إرهابيين وعدد من الخلايا التي بدأت في النشاط بعد إزاحة الإخوان من الحكم.
وكان الرئيس التونسي قيس سعيد قد أعلن أواخر العام الماضي تجميد البرلمان الذي هيمنت عليه حركة النهضة الإخوانية وعزل حكومة المشيشي الموالية للتنظيم الإرهابي.
ومنذ يومين، تمكنت الوحدات الأمنية لمحافظة جندوبة شمال غربي البلاد من الإطاحة بخلية إرهابية تتكون من 11 تكفيريا بصدد التحضير لارتكاب عملية إرهابية ضد أعوان الأمن".
كما كشفت الداخلية التونسية منذ شهر أنها أحبطت "عملية إرهابية" خططت لها امرأة تلقت تدريبات في سوريا، وكانت تخطط لاستهداف مناطق سياحية بحزام ناسف.
التحقيق كشف أيضاً تورط "عضو إرهابي" آخر من الجنسية التونسية في التخطيط لهذا الهجوم.
كما تمكنت قوات الأمن التونسي من ضبط خلية إرهابية تضم 3 أشخاص تنشط عبر وسائل التواصل الاجتماعي في محافظة بنزرت شمالي البلاد.
وكانت الخلية تعتزم تشكيل شبكة لتنفيذ عمليات إرهابية واستقطاب تونسيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
رد فعل محتمل
وعن عودة تحرك الإرهاب في تونس ومساعي قوات الأمن التونسي لمسك زمام الأمور وتتبع خيوط الإرهاب، قال الخبير الأمني خالد الحلواني إن حكومة نجلاء بودن وضعت خطة عمل لمكافحة الإرهاب والتوقي منه، من خلال عمل القوات الأمنية والعسكرية فضلا عن العمل الاستخباراتي ووضع منظومة تأمين حدود حازمة.
وأكد في تصريحات لـ"العين الإخبارية " أنه يتوقع أن يقوم الإرهابيين برد فعل بعد إزاحة الإخوان من الحكم، مشيرا إلى أن الجماعة كانت تتستر على تلك التنظيمات وتمولها.
وأوضح أنه "لا يجب أن ننسى أن النهضة هي من قامت بتجنيد الشباب التونسي في المؤسسات السجنية وفي الجوامع وفي الجمعيات المشبوهة وتحويلهم لإرهابيين في إطار مخطط إخواني كبير.
وتابع أن النهضة كانت توفر الدعم المالي والقانوني واللوجستي للإرهابيين وهي من تحرضهم على التحرك رغم اليقظة الكبرى لقوات الأمن.
وأكد أن تصريح راشد الغنوشي زعيم الإخوان الأخير الذي وصف فيه قوات الأمن التونسي بالطواغيت هو دعوة لتحريك أنصاره لتنفيذ مخططات ارهابية.
صراع للبقاء
بدوره قال الصحبي الصديق المحلل السياسي إن جماعة إخوان تونس تعيش ضغوط صراع البقاء بعد فقدانها السلطة، ومواجهتهم الملاحقات الأمنية والقضائية لذلك شرعت في إيقاظ خلاياهم الإرهابية النائمة في الجبال.
وتابع في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أنه كلما زادت عزلة الإخوان المتخوفين من فتح كل ملفات جرائمهم، سواء المرتبطة بالاغتيالات السياسية والفساد المالي، سيحاولون استهداف الأمن التونسي وتحريك خيوط الإرهاب لترهيب التونسيين من أجل العودة للحكم.
وشهدت تونس منذ عام 2011 وحتى عام 2017 موجة من العمليات الإرهابية الخطيرة، تخللتها عمليات اغتيال سياسي ذهب ضحيتها المعارضان اليساريان شكري بلعيد في السادس من فبراير من العام 2013، ومحمد البراهمي في 25 يوليو من نفس العام.