هجوم ثان بعد نيس.. إخوان تونس يعبثون بأمن فرنسا
عملية إرهابية جديدة تضرب فرنسا أول أمس تثير جدلا محليا ودوليا، حيث تمّت على يد تونسي آخر، بعد عمليتي نيس 2016 و2020.
ويرى مراقبون بأن الأيادي الإخوانية الإجرامية في فرنسا تبدو جلية ،حيث تشتغل حركة النهضة على شبكات عنقودية مرتبطة بجهازها السري الذي ينشط داخل تونس وخارجها.
الجاني في عملية "رومبواييه" الإرهابية يستمدّ جذوره الفكرية من الإرهاب الإخواني في تونس، والذي تمتد له عروق في فرنسا خصوصا وأوروبا كلها عموما ، وهو جمال قرشان الذي هاجر إلى فرنسا سنة 2009، وتعود جذوره لمحافظة سوسة التونسية الساحلية.
"العين الإخبارية" تواصلت مع عدد من أصدقاء "قرشان" في فرنسا الذين أكدوا نزوع قرشان إلى التطرف منذ سنة 2013، من خلال مناصرته لحركة النهضة في تونس واتصاله بأحد قيادات الاخوان في مدينة "أميان " (شمال فرنسا ).
وبين عبد القدوس النوري، الذي رافق قرشان في الفترة الأولى لقدومه لفرنسا إلى حدود 2019، بأنّ قرشان نشط لحساب ائتلاف "الكرامة" الاخواني واشتغل في الحملة الانتخابية لمرشحهم زياد الهاشمي (نائب حاليا على التونسيين المقيمين بفرنسا ).
وأكد أن قرشان كان من ضمن مجموعة من الشباب التونسي في فرنسا الذين تم تجنيدهم لصالح الاخوان عبر زرع أفكار وعقائد معادية للغرب وفرنسا.
وبين أن خطاب الإخوان المعادي لفرنسا يستحضر الإرث الاستعماري وما يسمى بسرقتها للثروات الطبيعية (خاصة الملح والفوسفات).
خطاب معادي لفرنسا
يرى متابعون للشأن الوتنسي أن الخطاب السياسي والاستقطابي لحركة النهضة يعتمد على أسلوب "التجييش " ضد فرنسا منذ سنة 2011.
وقاد نواب ائتلاف الكرامة الاخوانية (ذراع من أذرع النهضة ) لائحة في شهر ديسمبر/كانون الأول المنقضي تطالب السلطات الفرنسية بالاعتذار عن سنوات الاستعمار ( 1956_1881).
كما أن نواب إخوان مثل محمد العفاس وسيف مخلوف وزياد الهاشمي وعبد اللطيف العلوي طالبوا بطرد السفير الفرنسي السابق في تونس "اوليفييه بوافر دارفور" في مطلع سنة 2020.
ويرى رياض الصوفي المحامي التونسي المقيم في مدينة نيس الفرنسية أن خطاب العداء الواضح للدولة الفرنسية من قبل الاخوان أصبح بمثابة الوقود الذي يحرك مئات الشباب التونسي لتنفيذ عمليات إرهابية.
وتابع الصوفي قائلا في تصريحات للعين الإخبارية" إن التونسيين منفذي العمليات الإرهابية تربطهم علاقات سياسية وتنظيمية سرية بحركة النهضة ،وأغلبيتهم من الشباب من غير التحصيل العلمي".
سوابق إرهابية بفرنسا
عديدة هي الضربات الإرهابية التي نفذها متطرفون من تونس في فرنسا خلال السنوات الأخيرة، حيث استهدف الإرهابي محمد الحويج بوهلال عبر شاحنة 86شخصا سنة 2016 في مدينة نيس.
كما سجلت المدينة نفسها هجوما إرهابيا ثان في أواخر سبتمبر/أيلول 2020 حين اعتدى التونسي إبراهيم العويساوي على المصلين في كنيسة "نوتردام" قتل منهم ثلاثة أحدهم نحرا، وأصاب عشرات الاخرين إصابات متفاوتة.
ويرى متابعون بأن حركة النهضة الاخوانية هي رأس الإرهاب الذي يحرك أكثر من خلية تكفيرية بين فرنسا وتونس لخدمة أجنداتها في فترات الضمور السياسي والتراجع الشعبي الرهيب.