سر "الكود G-87 إرهاب".. تركيا تتحرك ضد إعلاميي إخوان مصر
ضاقت الأراضي التركية على الإخوان بما رحبت، ولم يجد إعلاميو التنظيم الإرهابي من مفر، بعد ضربات أمنية ضدهم بتهم التحريض على العنف بمصر.
تقارير إعلامية كشفت عن إلقاء الأجهزة الأمنية التركية القبض على المذيع الإخواني الهارب، رئيس تحرير قناة الشرق سابقا، حسام الغمري، من منزله بمدينة إسطنبول.
تحرك أمني تركي أدرج هؤلاء الإعلاميين الإخوان تحت "كود G-87 إرهاب وتهديد أمن عام"، والذي شمل التحقيق مع العشرات منهم بتهم التحريض على العنف والتظاهر في مصر، وفقا للتقارير نفسها.
محلل سياسي تركي قال في حديث لـ"العين الإخبارية"، إنه لا ينفصل عن نهج بات ثابتا ويتعلق بقيام سلطات أنقرة في الآونة الأخير بتوقيف، وفتح تحقيقات مع أي شخص يقوم بالتحريض على العنف، والدعوة للخروج في مظاهرات ضد النظام المصري من الأراضي التركية".
المحلل السياسي التركي فراس رضوان أوغلو أكد أيضا أن ما تم يأتي في إطار محاولات التقارب السياسي لبلاده مع مصر، خاصة فيما يتعلق بالملف الإخوان الإعلامي.
رعب إخواني
الحساب الرسمي للإعلامي المصري الإخواني حسام الغمري كتب عبر موقع "تويتر" قائلا: "قامت اليوم ظهرا الشرطة التركية بإلقاء القبض على حسام الغمري، وأنباء عن ترحيله".
وفي تغريدة أخرى، كتب حساب الغمري: "لا صحة لما هو متداول عن الإفراج عن حسام الغمري، وأي معلومة تخص وضع حسام سيتم نشرها هنا على حساباته".
كما كتب هيثم أبو خليل على فيسبوك: "أتمنى أن يكون ما حدث خطأ غير مقصود في حق الإعلامي حسام الغمري، المعارض المصري، خاصة أن نجله الأكبر يوسف اعتقل منذ يومين فقط، وسبق منعه من الظهور على الشاشة.. كل التضامن مع حسام الغمري، وفي انتظار عودته لبيته"، وتم القبض على نجل الغمري بسبب التحريض على التظاهر في مصر.
وقال الصحفي الإخواني خالد إسماعيل على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي: "قوة من الشرطة راحت (ذهبت لـ) بيت الغمري، واصطحبوه (قاموا باقتياده) إلى قسم شرطة المنطقة اللي ساكن فيها".
يشار إلى أن الغمري خصص جانبا من حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الأخيرة للتحريض على العنف في مصر، والدعوة للتظاهر يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وتعول جماعة الإخوان على مظاهرات دعت إليها في مصر الشهر المقبل؛ للعودة إلى المشهد السياسي، مستغلة تدهور الأوضاع الاقتصادية العالمية وانعكاساتها على الداخل المصري.
ورغم فشلها في دعوات عديدة سابقة، لا تزال جماعة الإخوان التي أقصيت من السلطة في ثورة شعبية قبل نحو عقد تحاول البحث عن أي ثغرة للقفز مجددا إلى الساحة رغم أن قادتها أكدوا "تجميد العمل السياسي" والتفرغ للعمل الدعوي والخيري والتربوي في محاولات يائسة لاستجداء الحوار والمصالحة مع الدولة المصرية.
وبالتزامن مع "الغمري"، جرى القبض على الشاعر الإخواني الهارب في تركيا أحمد حمدي إبراهيم والتحقيق معه. وقال "إبراهيم" عبر تويتر: "جرى التحقيق معي وبدأت قضية أمام القضاء التركي.. كود G-87 إرهاب و تهديد أمن عام".
إبراهيم أضاف أيضا: "أدرجني النظام المصري كيديا ووضعني على الترقب والوصول و المنع من السفر.. طلبوا من تركيا تسليمي".
الكود G-87
ويدرج تحت هذا الكود G-87 وفقا للقانون التركي الأشخاص الذين يشكلون خطرا من حيث السلامة العامة وبمقتضاه تفرض السلطات قيودا شديدة على أنشطتهم وتحركاتهم وتنقلاتهم.
كما تحدثت عناصر إخوانية هاربة في تركيا عن القبض على العشرات من مذيعي جماعة الإخوان المقيمين، ومن الناشطين على مواقع التواصل.
وكتب الإخواني الهارب عمرو عبدالهادي عبر صفحته على "تويتر" : "تم استدعاء 40 شخصية إعلامية في تركيا للجهات الأمنية وسيتم التحقيق معهم".
وفي تعقيبه، كشف المحلل السياسي التركي فراس رضوان أوغلو أن سلطات أنقرة بدأت في الآونة الأخير توقيف، وفتح تحقيقات مع أي شخص يقوم بالتحريض على العنف، والدعوة للخروج في مظاهرات ضد النظام المصري من الأراضي التركية".
ولفت إلى أنه "ما سبق يضاف له حق القاهرة في أن تطالب أنقرة قانونيا بهذا الأمر بمعنى أنه يوجد من يحرض على العنف أو غيرها مما يهدد الأمن والاستقرار".
وأبرز أوغلو: "بات التحريض على مواقع التواصل الاجتماعي ضد مصر أو غيرها من وسائل إعلامية تابعة للإخوان أو غيرهم أمر غير مقبول، بل أصبح بمثابة جنحة، يتم التحقيق مع المحرض على أساسها".
وأكد أن التحرك التركي يأتي ضمن سياسة تركية جديدة منفتحة على الجميع، وترفض أي توتر، وما يستتبع ذلك من تفعيل الإجراءات القانونية اللازمة ضد كل ما يهدد أمن واستقرار مصر وغيرها من الدول.
وفي سبتمبر/أيلول 2021، أوقفت السلطات التركية برامج الفضائيات الإخوانية ذات المحتوى السياسي، والتي تبث من أراضيها، وبينها برنامج رؤية الذي يقدمه الغمري، في إطار مساعي أنقرة للتقارب مع مصر.
وفي وقت لاحق، أغلقت السلطات التركية القنوات الفضائية الإخوانية التي تبث من أنقرة، ما دفع عدد من القيادات الإخوانية التي تظهر على هذه الشاشات من مغادرة تركيا، فيما بقى عدد آخر هناك.
aXA6IDE4LjIyMS41Mi43NyA=
جزيرة ام اند امز