6 سنوات على عملية "باردو".. إرهاب الإخوان يحاصر التونسيين
رغم مرور 6 سنوات على "الأربعاء الدامي" بتونس المتمثل في الهجوم الإرهابي على متحف باردو لا تزال البلاد تحاصرها أفكار التكفير والترهيب التي تنثرها حركة النهضة الإخوانية وأذرعها.
بداية الواقعة تمثلت في احتجاز 200 سائح أجنبي في بهو متحف "باردو" المحاذي لمقر البرلمان التونسي فيما كانت نهايته مجزرة أوقعت 23 قتيلا، بينهم منفذا العملية الإرهابية و50 جريحا.
هجوم باردو الإرهابي لحظة فارقة في عمر تونس السياسي والمجتمعي، حيث تمر اليوم الذكرى السادسة على الحادث الأليم الذي كان أول هجوم إرهابي ينزل إلى الشارع التونسي مغادرا المناطق الحدودية والجبلية التي دأبت المجموعات الإرهابية على استهداف الأمنيين فيها.
الحادث لم يأت من فراغ، ففي عام 2015 كان النشاط الإرهابي في أوجه بتونس، على كل المستويات العملياتية والتنظيرية.
تونس في تلك الآونة، استقبلت محافظاتها ومدنها قيادات "اتحاد العلماء المسلمين" برئاسة الإرهابي يوسف القرضاوي الذين جاءوا يلقنون التونسيين فتاوى التشدد والعنف وأفكار التكفير والتفرقة فمن ثم مهدت معتقداتها للهجوم الدامي.
اعتداء دموي غاشم
المجموعات الإرهابية التي خططت ونفذت اعتداء متحف باردو 2015 كانت تنشط داخل تونس وخارجها وهي تنتمي وفق تقارير أمنية دولية متقاطعة إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي.
وتتمثل صورة الاعتداء الدموي الرهيب في هجوم مسلّحين يرتديان لباسا عسكريا تسللا من سياج مبنى البرلمان التونسي الخلفي وشرعا يطلقان النار على السياح الموجودين في محيط متحف باردو المجاور ثم لاحقوهم إلى داخل بهوه واحتجزوهم مواصلين إطلاق النار عليهم بشكل عشوائي.
الهجوم استمر قرابة ساعتين ونصف وتبادل فيه الأمن التونسي الرمي بالنار مع المسلحين محاولا تحرير الرهائن وضمان سلامتهم.
الاعتداء السافر قوبل باستنكار وإدانة دولية عريضة بدءا بمجلس الأمن الدولي الذي وصفه بالعمل الإرهابي الشنيع والولايات المتحدة الأمريكية التي قالت إنه هجوم مميت وأكدت مساندتها التامة لتونس فيه.
"الأربعاء الدامي" مثل صدمة للتونسيين والعالم باعتباره أول هجوم إرهابي ينزل إلى الشارع التونسي مغادرا المناطق الحدودية والجبلية المغلقة إذ دأبت قبله المجموعات الإرهابية على التحرك بين الجبال الوعرة وتنفيذ استهدافاتها فيها ضد الأمنيين والعسكريين التونسيين بالأساس.
جدارية فسيفساء كبرى طولها 12.5 متر وعرضها 2.5 متر تحمل أسماء ضحايا الهجوم الدموي الغاشم وجنسياتهم وضعت منذ ذكرى الاعتداء الأولى 18 مارس/آذار 2016 في مدخل المتحف التونسي الأشهر تكريما لأرواح زوار تونس ومحبيها الذين قضوا فيها غدرا.
إرهاب الإخوان
ورغم إعلان رئيس تونس السابق، الباجي قايد السبسي، الحرب على الإرهاب منذ 2015 وعقب الهجوم الدامي على النزل السياحي بالقنطاوي من محافظة سوسة الساحلية يونيو/حزيران من العام نفسه، فإن تونس لا زالت تهددها الهجمات الإرهابية إلى اليوم.
عمليات تفجير حافلة الأمن الرئاسي بالعاصمة تونس ومحاولة تأسيس إمارة إرهابية ببن قردان من محافظة مدنين وذبح الراعي مبروك السلطاني ثم أخيه خليفة بمحافظة القصرين وقتل أمنيين وعسكريين عبر استهدافهم بالألغام المزروعة وغيرها الكثير، هي استهدافات تتواصل عبر الأرض التونسية حتى آخر عمل إرهابي نفذ منذ أيام بسفح جبل سمامة.
المعطيات والتحقيقات والأحداث كشفت أن تنظيم الإخوان التونسي المتمثل في حركة النهضة وأذرعها السياسية والمجتمعية وعبر سياسات ممنهجة يتم تنفيذها في تونس منذ 2011 استهدفت الاستقرار المجتمعي والسياسي بالبلاد عبر زرع الفتنة وبذورها وتفريق الصف بغرس أفكار التكفير والترهيب بين أبنائه.
النهضة التي فتحت وتفتح الحدود التونسية طيلة سنوات حكمها سواء مع حكومتها المسماة "حكومة الترويكا" أو الحكومات اللاحقة التي تحكمت فيها سرا وعلنا أدخلت إلى المجتمع التونسي أصحاب الأفكار والمشاريع الإرهابية فخطبوا وأموا الصلوات وجابوا البلاد يبثون سمومهم.
كذلك تواصل الحركة الإخوانية التونسية بذر فسادها وفق متابعي الشأن التونسي عبر حماية المدسوسين في الدولة والمؤسسات التونسية ينفذون خططها الرامية إلى إضعاف الدولة وإفلاسها حتى تتمكن منها اللوبيات والأطماع الخارجية وتتنفذ فيها العصابات المحلية التي تديرها.