غرب أفريقيا 2019.. إرهاب مستمر واستراتيجيات دفاعية للمواجهة
2019 شهد تصاعدا لأعمال العنف والقتل غربي أفريقيا، بعد أن شنت تنظيمات إرهابية، لها موطئ قدم هناك، عمليات أسقطت الآلاف من القتلى.
شهد عام 2019 تصاعداً لأعمال العنف والقتل في غرب أفريقيا، بعد أن شنت تنظيمات إرهابية، لها موطئ قدم هناك، عمليات أسقطت الآلاف من القتلى والمصابين من العسكريين والمدنيين.
وتنتشر في غرب أفريقيا وتحديداً: موريتانيا ومالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو ونيجيريا، تنظيمات إرهابية عديدة تكافح جيوشاً محلية وغربية لإجهاض تحركاتها والقضاء عليها.
أشهر هذه الجماعات، التي أعلنت مسؤوليتها عن قتل الآلاف، هي: حركة الشباب وتنظيم داعش وبوكو حرام وتنظيم القاعدة.
وتشكل هذه التنظيمات الإرهابية مخاطر جدية، إذ تشير منظمات دولية إلى أن "13 مليون شخص (في منطقة غرب أفريقيا) يحتاج إلى مساعدة"، وذلك بعد أن هجروا مساكنهم بسبب الهجمات الإرهابية.
مؤشر الإرهاب العالمي
واحتلت دول من غرب أفريقيا مراكز متقدمة في مؤشر الإرهاب الدولي هذا العام؛ حيث كان لنيجيريا المركز الثالث بـ2040 قتيلاً، بينما وقعت مالي في المركز السابع.
وقال بيان مؤشر الإرهاب الدولي، إن دول غرب أفريقيا قد تواجه مزيداً من العنف والعمليات الإرهابية الفترة المقبلة، في ظل غياب استراتيجية واضحة لمحاربة الإرهاب.
وتوقع المؤشر دخول دول أخرى في الفترة المقبلة من غرب أفريقيا في مراكز متقدمة من الدول التي تعاني من الإرهاب.
جهود محاربة الإرهاب
وفي إطار المواجهة المفتوحة مع المجموعات الإرهابية، تسارع دول غرب أفريقيا من خطواتها وجهودها الكبيرة لتطوير تنسيقها الأمني والعسكري لمحاربة المتطرفين.
واحتضنت مدينة واجادوجو، عاصمة بوركينافاسو، في سبتمبر/أيلول الماضي، قمة طارئة لرؤساء المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، لمناقشة خطر الإرهاب الذي يضرب المنطقة وضرورة تنسيق الجهود لمواجهته، خاصة في منطقة الساحل وحوض بحيرة تشاد؛ حيث تنتشر جماعات مرتبطة بـ"القاعدة" و"داعش".
وناقشت القمة سبل تعزيز العمل الجماعي لمحاربة الإرهاب على نحو أكثر فاعلية، وذلك من خلال تعزيز التعاون والتنسيق الأمني، كما ناقشت إعادة تحديد المجالات ذات الأولوية للدول التي تواجه خطر الإرهاب.
واحتضنت فرنسا هي الأخرى التي تشارك بقوات على الأرض غربي أفريقيا اجتماعات بين دول الساحل، لمناقشة بعد الأمور التنسيقية لمحاربة الإرهاب.
وخرجت هذه الاجتماعات بتفاهمات موسعة واستراتيجيات، تضمنت تدريب جنود وتقديم دعم عسكري فرنسي في مهاجمة هذه التنظيمات.
عجز في المواجهة
إلا أن هذه الجهود لا تزال عاجزة عن تنفيذ عمليات ميدانية نوعية ضد الجماعات الإرهابية التي تنشط في المنطقة، ولم تستطع إيقاف العمليات الإرهابية بشكل كبير هنا.
ورغم هذه الجهود استطاعت الجماعات الإرهابية هذا العام شن مئات العمليات الإرهابية وأسقطت آلاف القتلى والمصابين.
وكان آخر هجوم شنته جماعة إرهابية في منطقة غرب أفريقيا استهدف معسكراً في نيجريا.
وأسفر الهجوم حينها عن سقوط 70 قتيلاً وأكثر من 100 مصاب (حسب إحصائيات رسمية)، الأمر الذي دفع لتأجيل اجتماع في فرنسا كان سيضم دول غرب أفريقيا لعقد مباحثات حول استراتيجية موحدة لمحاربة الإرهاب.
وأعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الحادث الذي زعم أنه قتل 100 جندي وليس 70.
ورغم الدعم المالي والعسكري الكبير، وفتح فرنسا معسكرات للتدريب في كل من مالي وبوركينا فاسو، فإن دول الساحل (موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد) ما زالت غير قادرة على تسلم مهام القوات في قيادة الحرب على الإرهاب، التي أعلن أنها مؤقتة وتهدف لتأهيل جيوش الساحل.
تحذيرات أممية
وحذرت الأمم المتحدة على لسان أمينها العام أنطونيو جوتيريس، من تنامي أنشطة الجماعات الإرهابية، التي قال إنها عززت قوتها في منطقة غرب أفريقيا.
وقال جوتيريس، في تقرير لمجلس الأمن الدولي، إن "التوسع المتزايد الذي نشهده لهذه الجماعات (الإرهابية) يجعل منطقة الساحل غير مستقرة، وينمي العنف العرقي، خصوصاً في بوركينا فاسو ومالي".
وأكد جوتيريش أهمية التصدي للإرهاب الذي وصفه بأنه "قضية عالمية"، محذراً من "التحديات الصعبة التي تواجهها دول غرب أفريقيا، إلى جانب التحديات الأخرى عبر الحدود، التي من بينها الاتجار بالبشر، والسلع غير المشروعة، والأسلحة، والمخدرات".
aXA6IDE4LjIyNC41OS4xMDcg جزيرة ام اند امز