الحوار الليبي.. اختزال المنطقة الغربية في "الإخوان"
قال خبراء سياسيون ليبيون إن تنظيم الإخوان اختزل المنطقة الغربية في ممثليه بالمفاوضات، وعقدت صفقة السلطة التتفيذية باسمها.
وأوضح الخبراء، في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، أن طببعة الصراع في ليبيا وتواجد مليشيات مصراتة بقوة السلاح في طرابلس، بالإضافة لنفوذ تنظيم الإخوان بالمدينة، جعل مصراتة تفرض أمرا واقعا على الليبيين.
وأضافوا أن مليشيات مدينة مصراتة لا تتأثر إلا بتنظيم الإخوان المتمرس في الدهاء السياسي لهذا فهم المكملون له عسكريا.
وأدرجت البعثة الأممية أسماء شخصيات سياسية من مدينة مصراتة لتولي رئاسة الحكومة القادمة في طليعتهم أحمد معيتيق نائب رئيس المجلس الرئاسي وفتحي باشاأغا وزير الداخلية بحكومة الوفاق غير الشرعية.
وأبدت مليشيات المنطقة الغربية اعتراضا على مخرجات الحوار السياسي الذي حصر قادة المرحلة القادمة في مدينة مصراتة وتجاهل باقي المليشيات من المناطق الأخرى خصوصا من طرابلس والزاوية والزنتان.
وأرسلت مليشيا قوة حماية طرابلس، التي تتكون من اتحاد المليشيات في غربي البلاد، برقية إلى رؤساء بعثات الدول الراعية للحوار أوضحت فيه رفضها لما أسمتها الطريقة المشبوهة لاختيار الشخصيات المشاركة في الحوار الليبي.
وأكدت المليشيا أنها لا تعترف بالحوار الذي اسمته يمس السيادة الليبية والإرث التاريخي لهم.
إدارة طرابلس
يقول الخبير الليبي الدكتور راقي المسماري، إن تنظيم الإخوان اختزل المنطقة الغربية في ممثليهم بالمفاوضات وعقدت صفقة السلطة التتفيذية باسمها وأسندت رئاسة الحكومة لباشاأغا إرضاء لمكونات مصراته.
وأضاف المسماري، لـ"العين الإخبارية"، أن التنظيم يقوم بإدارة إقليم طرابلس بتناقضاته عن طريق التيارات المتطرفة الصغيرة وعبر المليشيات المؤدلجة من خلال إمكانية حصول باشاأغا على رئاسة الحكومة ومن ثم إسكات بقية الأصوات بحقائب وزارية.
وأكد الخبير الليبي أن المقترح الذي تم التصويت عليه يحمل بين طياته العديد من الاحتمالات التي من شأنها تعقيد تنفيذه على الواقع داخل قاعة الملتقى وداخل مجمع كل إقليم لأن الحصول على نسبة 70% من أصوات المجمع الانتخابي لكل إقليم هى مسألة صعبة أمام التداخلات والاختلافات السياسية المعروفة.
ورجح أن يقوم السراج ومستشاروه بـ "مناورة واسعة بدعم أوروبي، إيطاليا تحديدا، ومليشيات طرابلس التي يحاول إعادة تنظيمها وإدماجها داخل المؤسسات الرسمية للدولة.
واختتم بالقول إن المشهد التفاوضي غير واضح خاصة مع قرب قدوم الممثل الجديد للأمين العام السلوفاكي يان كوبيتش.
ثقل مصراتة
بدوره، يرى السياسي الليبي ناصر الدعيسي أن الحوار الليبي يحتوي على شخصيات من مدينة طرابلس لكن الثقل السياسي يبقى لمليشيات مصراتة السيطرة على مفاصل الدولة غرب البلاد.
وأضاف الدعيسي، لـ"العين الإخبارية"، أن قوة الزنتان والزاوية وطرابلس العسكرية لا تؤثر مثل قوة مصراتة السياسية المؤثرة في المشهد السياسي.
وأكد السياسي الليبي أن طببعة الصراع وتواجد مليشيات مصراتة بقوة السلاح في طرابلس بالإضافة لنفوذ تنظيم الإخوان هناك هو ما جعل مصراتة تفرض أمرا واقعا علي الليبيين.
وأشار إلى أنها تسيطر على داخلية الوفاق وعلى أغلب مفاصل ومؤسسات العاصمة طرابلس.
دهاء الإخوان
من جانبه، قال الخبير السياسي الليبي رضوان الفيتوري إن مليشيات مصراتة لا تتأثر إلا بتنظيم الإخوان الإرهابي المتمرس في الدهاء السياسي.
وأضاف الفيتوري، لـ"العين الإخبارية"، أن باقي مليشيات المنطقة الغربية وعلى رأسها مليشيات الزنتان وطرابلس ليسوا مؤدلجين دينيا بالتالي ليس لهم حنكة ودهاء سياسي.
وتابع الفيتوري أن اتحاد مليشيات الزاوية وطرابلس ضد مليشيات مصراتة بقيادة وزير داخلية الوفاق فتحي باشاأغا يشير إلى صدام قريب بين المليشيات على النفود.
وأكد الخبير الخبير السياسي أن دكتاتورية باشاأغا وطمعه في السلطة سيعجل بحرب جهوية بين مليشيات وسط البلاد وغربها.
ولفت إلى أن السراج عين أخيرا قادة بمليشيات طرابلس في مواقع حساسة، واختار لها أجهزة بدعم مادي مستقل من أجل الاعتماد عليها في الهجوم المتوقع من باشااغا الذي سماه صيد الأفاعي.
وتوقع أن تشهد الساعات القادمة أحداثا سياسية وعسكرية ضخمة غربي البلاد.