الإرهابي الجزائري "أبو الدحداح".. مزور وثائق وطبيب مزيف وقاتل
على مدار ٣ عقود، عاش الإرهابي أبو الدحداح حياة مزدوجة كطبيب مزيف، وإرهابي متمرس يملك مفاتيح التنظيمات الإرهابية بالجزائر.
وأسدل القضاء الجزائري، الإثنين، الستار على قضية واحد من أخطر وأغرب وأقدم الإرهابيين في البلاد؛ المدعو أحسن زرقان، والملقب بـ"أبو الدحداح جلبيب"، بعد أن قضى بسجنه 20 عاما.
- الجزائر.. السجن 20 عاما للإخواني "أبو الدحداح" بعد إدانته بالإرهاب
- "أبو الدحداح".. صيد إرهابي ثمين في قبضة الجيش الجزائري
وفي 18 ديسمبر/كانون الأول 2020، أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية إلقاء القبض على الإرهابي أبو الدحداح، ونشرت صورة له مرتدياً "القبعة الأفغانية"، وضبطت بحوزته أسلحة متنوعة.
كما ضبطت السلطات مع أبو الدحداح، مبالغ مالية كبيرة بالدينار الجزائري واليورو، وهاتفين، وناقلات بيانات، وجهاز تصوير "كاميرا"، ورشاش من نوع "كلاشينكوف"، و3 مخازن ذخيرة وقنبلة يدوية واحدة ومنظار ميدان.
إرهابي "خليط"
إلى ذلك، كشفت وسائل الإعلام الجزائرية عن اعترافات ومعلومات مثيرة قدمها أبو الدحداح للقضاء الجزائري، أكدت مدى خطورته، وأبرزت أهميته كأهم الموقوفين في السنوات الأخيرة.
ومن أغرب المعلومات التي كشفها الإرهابي الإخواني، أنه كان "ممرضاً وطبيب أسنان" ومارس ما يعرف بـ"الطب البديل"، رغم أن تحصيله الدراسي لم يتعد المستوى المتوسط.
وبحسب اعترافاته، كان الإرهابي أبو الدحداح يرافق طبيب أسنان مختصا في الجبال في فترة تسعينيات القرن الماضي التي شهدت تغول الجماعات الإرهابية ضد الأبرياء والقوى الأمنية، ونفذت عدة مجازر بشعة.
فيما ذكر الإعلام المحلي أن أبو الدحداح بات "طبيب أسنان" أيضا، وكان يعالج الإرهابيين من خلال "اقتلاع أسنانهم" ويصف الأدوية المناسبة بدون الحصول على شهادة جامعية، وكان ينتقل بين معاقل الجماعات الإرهابية في مختلف الجبال الجزائرية لذات الغرض.
وعن بدايات انخراطه في العمل الإرهابي، كشفت اعترافات أبو الدحداح عن حمله بندقية رشاشة للمرة الأولى في الأشهر الأخيرة من ١٩٩٣، ثم تدرب على السلاح الآلي.
الإرهابي المثير كشف أيضا عن هواية أخرى استغلها في أعماله الإجرامية وهي "الرسم"، واعترف بقيامه بتزوير عدد كبير من الوثائق الرسمية لصالح الجماعات الإرهابية.
وخلال جلسات المحاكمة، نفى الإرهابي الإخواني تهم المشاركة في عمليات إرهابية، إلا أن القضاء الجزائري قدم أدلة عن تورطه في هجمات إرهابية استهدفت مقارا أمنية، ما دفع النيابة العامة لالتماس عقوبة الإعدام.
ومن بين الأعمال الإرهابية التي تورط بها الإرهابي الإخواني، وفق الإعلام الجزائري، استهداف ثكنة للجيش الجزائري بمحافظة تيزيوزو عام 2011، وتلغيم سكة حديدية بمحافظة بجاية عام 2010، وقتل 6 عناصر من الدفاع الذاتي (قوة عسكرية من المواطنين تشكلت فترة التسعينيات) عام 2010.
الصيد الثمين
وقالت وزارة الدفاع الجزائرية في أوقات سابقة إن اعترافات الإرهابي أبو الدحداح ساهمت في الكشف عن مخابئ إرهابية ومخططات للجماعات الإرهابية على رأسها حركة "رشاد" الإخوانية.
وفي فبراير/شباط الماضي، كشف الإرهابي الخطير عن تفاصيل مخطط إجرامي بالتنسيق مع الإخوان، لضرب استقرار الجزائر وتحويلها للنموذج السوري.
وفي اعترافات مثيرة بثها التلفزيون الجزائري الحكومي، كشف أبو الدحداح، المخططات الإرهابية لجماعة الإخوان خلال العامين الماضيين ضد الجزائر، والرامية لإثارة الفوضى والتحريض على العنف وحمل السلاح واستهداف مظاهرات الحراك الشعبي.
ومن خلال الاعترافات المثيرة، التي قدمها الإرهابي "أبو الدحداح" وتابعتها "العين الإخبارية"، اتضح أنه كان "حلقة الوصل" بين عناصر إخوانية هاربة خارج الجزائر ومخابرات أجنبية والعناصر الإرهابية التابعة لتنظيم "القاعدة" الإرهابي.
كما كان الإرهابي "رأس الحربة" في مخطط محكم يجمع بين "الإرهاب الإلكتروني" و"الإرهاب التقليدي".
الإرهابي "أبو الدحداح" أقر في اعترافاته بالعلاقة التي كانت تربط الإرهابيين بعناصر إخوانية هاربة من العدالة الجزائرية وذكرهم بالاسم، وهم: الإخواني محمد العربي زيتوت والناشط أمير بوخرص المدعو "أمير ديزاد"، وكذلك القيادي في "الجبهة الإرهابية للإنقاذ" الإخوانية المحظورة مراد دهينة.