الانقسامات بين المليشيا والوفاق.. اختلاف على ثروات الليبيين
المليشيا تنظر لحكومة الوفاق كأداة لتحقيق أهدافها بالسيطرة على موارد الدولة وتولي أعلى المناصب في حين تفتقد الأولى أي سيطرة عليها
اعتبر خبيران بالشأن الليبي أن الانقسامات التي تحدث بالفترة الأخيرة بين المليشيات وحكومة الوفاق بطرابلس سببها الاختلاف على تقاسم الثروات والفساد الذي يقتاتون عليه.
ووفق الخبيرين، فإن المليشيا تنظر لحكومة الوفاق كأداة لتحقيق أهدافها بالسيطرة على موارد الدولة وتولي أعلى المناصب في حين تفتقد الأولى أي سيطرة على تلك المليشيات.
ويأتي هذا التوتر المتصاعد بين مليشيات العاصمة في الوقت الذي يتقدم فيه الجيش الليبي على العديد من الجبهات في مدينة طرابلس وما حولها.
وأمس الأول، أصدرت مليشيا "الصمود" بيانا اتهمت فيه حليفها رئيس ما يعرف بحكومة الوفاق فايز السراج بالفساد، بعد أيام قليلة من هجومها على مقر (الوفاق) وهروب السراج.
ومليشيا الصمود يقودها الإرهابي المطلوب دوليا صلاح بادي، وتتركز في مصراتة (غرب) وتأخذ رواتبها من حكومة الوفاق.
وليست هذه المرة الأولى، حيث سبق وأن اختلف قادة مليشيات أخرى مع حكومة الوفاق؛ احتجاجا على تخصيصها رواتب للمرتزقة السوريين تفوق المبالغ التي يتحصلون عليها.
المليشيات تتحكم من أجل المكاسب
جمال شلوف، رئيس مؤسسة سليفيوم للأبحاث والدراسات في ليبيا (خاصة)، قال إن المليشيات تعد "تشكيلة من الإرهابيين والمؤدلجين ولصوص المال العام".
وأضاف شلوف، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن هذه المليشيات تنظر منذ البداية لحكومة الوفاق كوسيلة لتحقيق الغايات والأهداف وليست جسما يمثل القيادة السياسية لها.
وأشار إلى أن تقارير لجان خبراء مجلس الأمن تحدثت كثيرا عن تحكم المليشيات بالوزارات والمؤسسات السيادية، وأنها الحاكم الفعلي والمتحكم بالقرار الاقتصادي والسياسي.
وتابع: "اليوم بعد أن نضبت الموارد وشح الصرف عليها، أظهرت هذه المليشيات غضبها لتطالب بغنيمتها من أموال الدولة التي بسبب شحها لن ترضى بمقاسمتها مع لصوص النهب الممنهج من السياسيين تحت مسميات مكافحة كورونا أو دعم البلديات أو خطط التنمية".
وكان السراج قد أصدر قرارا بتخصيص 75 مليون دينار ليبي للبلديات والمجالس المحلية لمواجهة تفشي فيروس كورونا، لكن أهالي طرابلس يشكون الفساد، وأن ما ينهب من هذه الأموال سيكون أكثر مما خصص له.
صراع على الموارد
بدوره، قال الباحث السياسي الليبي عيسى رشوان، إن اتهام مليشيا الصمود لحكومة الوفاق بالفساد من أجل الصراع على موارد الدولة المالية فقط، متسائلا: هل مليشيا الصمود لم تكن تعلم بفساد حكومة الوفاق من قبل؟ فلماذا الآن؟".
وأضاف رشوان، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن ذلك الاتهام جاء بعد إعلان حكومة الوفاق رصد ميزانية لمكافحة كورونا.
وفسّر الباحث السياسي ذلك بأن مليشيا الصمود "تريد نصيبها من هذه الميزانية".
وأشار إلى أن هجوم المليشيات على مبنى حكومة الوفاق كان من أجل تخصيص مبالغ مالية إضافية من بند المتفرقات والطوارئ.
ولفت إلى أنه تم سحب مجموعة من التجهيزات الطبية لمواجهة فيروس كورونا من المخازن المخصصة لمدن أخرى، وتم نقلها إلى مدينة مصراتة (غرب)، مقر مليشيا الصمود.
وشكلت القيادة العامة للجيش الليبي لجنة عليا لمكافحة فيروس كورونا؛ تتولى مهام توفير المستلزمات الطبية والأمنية.
وأعلنت إغلاق حدود الدولة الخاضعة لسيطرتها كافة، ضمن الإجراءات الاحترازية للتصدي لوباء كورونا، والحد من انتشاره.
واتخذت الحكومة الليبية عدة إجراءات احترازية لمواجهة دخول وانتشار فيروس كورونا؛ من بينها إغلاق المساجد وإقامة الصلوات الخمس في المنازل.
كما فرضت وزارة الداخلية الليبية حظر التجول من الساعة 6 مساء إلى 6 صباحا، باستثناء سيارات الإسعاف المكلفة بتنفيذ ومتابعة هذا القرار.
aXA6IDMuMTQxLjIwMS45NSA= جزيرة ام اند امز