خبراء: مكافحة الإرهاب ومواجهة تمدد إيران أولويات القمة العربية الأوروبية
قمة عربية-أوروبية، هي الأولى من نوعها تنطلق الأحد بمدينة شرم الشيخ المصرية عدها قادة عرب "حدثا تاريخيا".
تلتئم للمرة الأولى القمة العربية-الأوروبية، بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، بمدينة شرم الشيخ المصرية، الأحد المقبل، عدها قادة عرب "حدثا تاريخيا"، باعتبارها مطلباً ظل قائما على مدى 20 عاما الماضية.
وبحسب دبلوماسيين وخبراء تحدثوا لـ"العين الإخبارية" فإن القمة المزمعة، التي ترفع شعار "الاستثمار في الاستقرار"، تشكل "منبرا مهما يسعى من خلاله القادة العرب لدفع دول الاتحاد الأوروبي نحو دور أكبر في تسوية أزمات الشرق الأوسط، خاصة سوريا واليمن وليبيا، وكذلك القضية الفلسطينية".
وتبقى مواجهة التغلغل الإيراني بالمنطقة، ودعم جهود مكافحة الإرهاب، أولويات عربية تحظى بتوافق واسع، في ظل قلق مستمر من انتشار الجماعات المتطرفة.
ساحة للحوار المشترك
ومن المتوقع مشاركة أكثر من 40 رئيس سلطة تنفيذية في القمة، على رأسهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، السفير محمود عفيفي، لـ"العين الإخبارية": إن "القمة تستهدف بالأساس تعزيز العلاقات العربية الأوروبية في جميع النواحي السياسية والأمنية والاقتصادية، وإيجاد حلول للنزاعات المسلحة في المنطقة العربية، مثل الأزمة السورية واليمنية والليبية، وموضوعات مكافحة الإرهاب واللاجئين".
ويبدو أن مشروع إعلان القمة، غير المتفق عليه حتى الآن، سيتسع ليشمل جميع قضايا المنطقة، فضلا عن شواغل الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها الهجرة غير الشرعية وأزمة اللاجئين. وبينما رفض عفيفي الإفصاح عن توقعاته بشأنه، أكد أن القمة "ستشكل ساحة للحوار المشترك".
وسبق أن اعتبرت الخارجية المصرية أن "القمة ستكون شاملة، ولن تقتصر على ملف الهجرة غير الشرعية، بل ستتناول التعاون العربي - الأوروبي، والتحديات المشتركة بين الجانبين، مثل مكافحة الإرهاب والنزاعات الإقليمية".
لقاء تجريبي
السفير حسن هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، اعتبر القمة بمثابة "لقاء تجريبي" أو قمة تمهيدية.. لبحث ما يمكن أن يتفق عليه العرب والأوروبيون في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتحديد القاسم المشترك فيما بينهم، بما يمكن استغلاله والبدء به".
ونوه الدبلوماسي المصري في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إلى أن "الدول العربية تذهب إلى قمة شرم الشيخ على أمل ايجاد أرضية مشتركة فيما بينها وبين قادة أوروبا تجاه كافة الملفات، وعلى رأسها تسوية النزاع في سوريا، في ظل توغل تركي إيراني، وحضور عربي باهت، وكذلك الأمر في ليبيا"، التي تشهد صراع نفوذ فرنسي - إيطالي وخلافات حول إجراء انتخابات.
وقال السفير هريدي: إن مسألة عودة اللاجئين السوريين وإعادة إعمار سوريا، ستكون محل تفاوض بالطبع، مع وضع في الاعتبار الموقف الأمريكي الداعي لضرورة الانتظار لحين تسوية الأوضاع السياسية في دمشق، والمطالب الأوروبية بالبدء في عملية إعادة الاعمار قبل بدء عملية انتقال سياسي.
الإرهاب والتمدد الإيراني
وأضاف السفير هريدي أن الدول العربية تعتزم مطالبة دول الاتحاد الأوروبي بدور أكثر فاعلية إزاء دعم جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة وتجفيف منابعه ومواجهة مموليه، وكذلك محاصرة التمدد الإيراني، باعتبارها مطالب تتفق وسياسية الاتحاد الأوروبي أيضا.
وهو ما أكده السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، الذي اعتبر "الوقوف في مواجهة التمدد الإيراني في المنطقة، أحد أهم المطالب العربية خلال القمة"، باعتبار أن استقرار المنطقة وأمنها هما محور رئيسي في المناقشات، والذي يتضمن أيضا إبجاد حلول للنزاعات المسلحة.
دينا زيدان، الخبيرة في المنتدى العربي للسياسات الإيرانية، اعتبرت تصريحات العديد من المسؤولين الأوربيين، خلال الفترة السابقة، عكست تفهم للقلق العربي إزاء الدور الإيراني في المنطقة، وما تمثله من خطر على الدول العربية على الوجه الأخص والعالم أجمع، ومن ثم فإنه ستكون أهم الموضوعات المتوقع طرحها خلال القمة.
وأوضحت "زيدان" لـ"العين الإخبارية" أن قمة شرم الشيخ "سوف تمنح العرب خطوة وفرصة لفتح مسارات جديدة للتعاون مع دول أوروبا في العديد من المجالات، ومنها الاقتصادية والتكنولوجية"، مؤكدة أن "كون القمة على أرض عربية، يعني أن هناك أولية للعرب في طرح مطالبتهم".
نجاح دبلوماسي عربي
وقال السفير بيومي لـ" العين الإخبارية": إن الحوار العربي الأوروبي مستمر منذ سنوات، لكنه كان يتفرع في ثلاثة اتجاهات رئيسية وهي (خليجي ومغاربي ودول بحر متوسط)، بينما تعمل قمة شرم الشيخ الآن على توحيد الجبهة العربية في صوت واحد، وهو أمر إيجابي بالطبع، ونجاح دبلوماسي عربي، قد يجبر أوروبا على الاستماع لوجهة النظر العربية".
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي لديه الكثير من المواقف المقبولة عربيا، ولعل أهمها موقفه من القضية الفلسطينية، والذي يبدو أكثر تعاطفا، في مقابل الموقف الأمريكي المنحاز لإسرائيل بشكل صارخ.
ولفت بيومي إلى ضرورة الاهتمام بتوسيع دائرة العلاقات التجارية باعتبار أن الاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري الأول للدول العربية، وعدم الاهتمام بالسياسة فقط التي تأتي دائما في المقدمة، وقال إن الحوار بين المشاركين العرب والأوربيين، يوسع تلك العلاقات.
الاستقرار والهجرة
وبينما تأتي قضية الهجرة غير الشرعية على رأس الأوليات الأوروبية المتوقع طرحها في القمة، باعتبار أن الشرق الأوسط وأفريقيا يعدان مصدر معظم اللاجئين إلى أوروبا، يقول جيمس موران، الباحث في مركز دراسات السياسة الأوروبية، بالنسبة للجانب العربي، تكمن أهمية القمة في إمكانية دفعها لاتفاق بشأن الاستثمار والأمن الإقليمي، وأضاف: "بالنسبة لهم، الهجرة هي قضية ثانوية".
وأشار موران، في تصريحات صحفية، إلى أن الدول العربية سوف تطرح مخاوفها من "الانهيار العسكري لتنظيم داعش الإرهابي في سوريا، الذي قد يدفع أعضاء التنظيم إلى الانتقام من خلال شن هجمات في أوروبا والشرق الأوسط".
وكان البرلمان العربي، قد أعلن قبل أسبوع، رفع مطالب اعتبرها "تعكس تطلعات الشارع العربي"، أبرزها (مكافحة التطرف والجريمة المنظمة وغسل الأموال، والحلول السياسية للأزمات، وحماية مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والتعاون بشأن قضايا حقوق الإنسان، وحماية مبدأ استقلال القضاء وعدم التعقيب على أحكامه، ومكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل). بالإضافة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجارة.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTAuMTUwIA==
جزيرة ام اند امز