سيارات تسلا رهينة «الاستقطاب السياسي».. هل يفهم إيلون ماسك اللعبة؟

قال تقرير نشرته "سي إن إن" أن شركة تسلا شهدت انخفاضًا غير مسبوق في مبيعاتها، بينما يحرز المنافسون تقدمًا سريعًا.
وفي حين أن هناك الكثير من الأخبار السيئة حول تسلا مؤخرًا، لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت سياسات رئيسها التنفيذي المثير للجدل، إيلون ماسك هي السبب وراء ذلك.
وسجلت تسلا أول انخفاض في مبيعاتها العالمية على الإطلاق العام الماضي، حيث تراجعت المبيعات بنسبة 1% مقارنة بعام 2023. وقد لا يبدو هذا الانخفاض كبيرًا بالنسبة للعديد من الشركات الأخرى، ولكنه ملحوظ بالنسبة لشركة اعتادت على تسجيل زيادات في المبيعات بنسبة 38% و40% في العامين السابقين. كما أن الارتفاع الهائل في سعر سهمها على مدار العقد الماضي كان يعتمد إلى حد كبير على توقعات النمو المستقبلي.
لكن تسلا تواجه أكثر من مجرد انشغال رئيسها التنفيذي بقضايا الحكومة الفيدرالية، بالإضافة إلى أربع شركات أخرى يديرها على الأقل، ما يجعل من الصعب تحديد سبب واحد فقط وراء الصعوبات التي تواجهها الشركة.
وتقول ستيفاني فالدز ستريتي مديرة رؤى الصناعة في Cox Automotive "إنه لا يزال من المبكر جدًا رؤية أي تأثير لردود الفعل تجاه ماسك في أرقام تسلا. لا يمكننا الجزم بأن الاستقطاب السياسي هو ما يدفع الناس لشراء أو تجنب سيارات تسلا".
أوضح مؤشر
ووفقا للتقرير، فربما يكون أوضح مؤشر على التغير في الاهتمام بامتلاك سيارات تسلا قد جاء من تقرير "S&P Global Mobility"، الذي حلل بيانات المبيعات على أساس كل ولاية على حدة، بعد أن قسمهم الى ولايات حمراء (مؤيدة للجمهوريين) وأخرى زرقاء (مؤيدة للديمقرطيين).
ثم قام التقرير بتحليل نسبة مالكي تسلا الحاليين الذين اشتروا سيارة تسلا أخرى جديدة. وتبين أنه في الولايات الزرقاء، انخفضت نسبة المشترين المتكررين من 72% في الربع الأخير من 2023 إلى 65% في الربع الأخير من 2024. وفي الولايات الحمراء، ارتفعت النسبة بشكل طفيف جدًا، من 47.6% في نهاية 2023 إلى 48.2% في آخر ثلاثة أشهر من 2024.
وهذا الانخفاض في معدل الولاء لمالكي تسلا في الولايات الزرقاء أدى إلى خسارة تسلا لنحو نقطة مئوية واحدة من حصتها السوقية في تلك الولايات، والتي تشمل بعض من أكبر أسواق السيارات في الولايات المتحدة، مثل كاليفورنيا.
وهناك بعض الأدلة الإضافية التي تشير إلى أن بعض المشترين قد عزفوا عن شراء تسلا بسبب النشاط السياسي لإيلون ماسك. وتشير ستريتي إلى استطلاع أجرته "مورنينج كونسلت" هذا الشهر، حيث أظهر أن ما يقرب من 32% من المشترين الأمريكيين "لن يفكروا" في شراء سيارة تسلا. وهذه النسبة ارتفعت من 27% قبل عام واحد، ومن 17% فقط في فبراير/شباط 2021.
وفي المقابل، قال 16% فقط من المشترين المحتملين إنهم "من المحتمل جدًا" أن يشتروا سيارة تسلا وهي نسبة لم تتغير كثيرًا خلال السنوات الأربع الماضية.
ومع ذلك، فإن الزيادة في عدد الأشخاص الذين يستبعدون تسلا من قائمة مشترياتهم لا تتماشى مع الزيادة الكبيرة في الأشخاص الذين لديهم آراء سلبية تجاه ماسك. فقد أظهر استطلاع أجرته جامعة كوينيبياك في يناير/كانون الثاني أن 53% من الناخبين يعارضون دور ماسك البارز في إدارة ترامب، مقارنة بـ39% ممن وافقوا. وفي ديسمبر/كانون الأول 2022، أظهر استطلاع آخر للجامعة أن 36% من الناخبين لديهم رأي إيجابي عن ماسك، بينما كانت نسبة الآراء السلبية 35%.
رد فعل سلبي
ومن العوامل التي قد تدل على رد فعل سلبي تجاه ماسك هي زيادة عدد سيارات تسلا المستعملة المطروحة في السوق، حيث يتخلى بعض المالكين عن سياراتهم.
وهناك عدد متزايد من سيارات تسلا المستعملة المعروضة للبيع، حيث بلغ متوسط عدد سيارات تسلا المدرجة في موقع "كوكس أوتو تريدر"، حوالي 11300 سيارة خلال الربع الأخير من العام الماضي، وهو رقم قياسي، ويمثل زيادة بنسبة 28% عن متوسط 8800 سيارة في العام السابق.
لكن حتى هذه الظاهرة لها "عوامل معقدة" – حيث أوضح موقع كوكس أوتو تريدر أن الزيادة في سيارات تسلا المستعملة قد تكون ناتجة عن الارتفاع الكبير في مبيعات الشركة قبل ثلاث سنوات بعد الجائحة، وهو ما يتماشى مع الاتجاه الطبيعي لبعض المالكين في استبدال سياراتهم بعد مرور ثلاث سنوات.
وإلى جانب أي تأثير سياسي محتمل، فإن هناك عوامل أخرى تسهم في انخفاض مبيعات تسلا، أبرزها المنافسة الشديدة، حيث كانت شركات السيارات التقليدية في الغرب مثل جنرال موتورز وفورد وفولكس فاغن استثمرت في تطوير وإطلاق طرازات كهربائية جديدة على مدى السنوات الأخيرة، وغالبًا بأسعار أقل من تسلا.
وفي المقابل، لم تجرِ تسلا تحديثات كبيرةعلى تشكيلتها الرئيسية، التي تشمل موديل Y، موديل 3، موديل X، وموديل S أما الطراز الجديد الوحيد، وهوCybertruck ، فهو سيارة باهظة الثمن ومحدودة المبيعات.
كما أن هناك منافسة قوية من الصين، حيث تقترب شركة BYD الصينية من تجاوز تسلا في مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا، بل تفوقت عليها بهامش كبير في الربع الأخير من 2024. وتحرز BYD تقدمًا في السوق الصينية والأوروبية، لكنها لم تدخل السوق الأمريكية بعد.
وفي ألمانيا، انخفضت مبيعات تسلا بنسبة 59% في يناير/كانون الثاني مقارنة بالعام السابق، وفقًا لبيانات هيئة النقل الفيدرالية الألمانية. ومن الجدير بالذكر أن ماسك أصبح داعمًا بارزًا لحزب "البديل من أجل ألمانيا" (AfD) اليميني المتطرف، مما قد يؤثر على صورة تسلا في أوروبا.
aXA6IDEzLjU5LjE0Ny4xMTMg جزيرة ام اند امز