أطفال الكهف في تايلاند.. ما بعد الخروج
مجموعة من المشاكل النفسية ستمثل تحديا لأطفال الكهف العالقين في تايلاند بعد إنقاذهم.. هذا ما يقوله خبراء بمثل هذه الأزمات.
دقت ساعة الصفر، الأحد، لخروج 18 غواصا في مهمتهم الجريئة لإنقاذ 12 صبيا تايلانديا علقوا داخل الكهف منذ أسبوعين، ونجحوا بالفعل في إخراج 6 من الفتية.
وقال حاكم مقاطعة تشيانج راي والمسؤول العام عن عملية الإنقاذ، نارنجساك أوساتاناكورن، إن أوضاع تنفيذ عملية الإنقاذ الآن هي الأفضل منذ وصول الغواصين البريطانيين إلى أطفال فريق كرة القدم الذين علقوا داخل الكهف أثناء استكشافه بسبب مياه الأمطار.
- انطلاق ساعة الصفر لإنقاذ "فتية الكهف" بتايلاند في "حرب مع المياه والزمن"
- نقص الأكسجين.. خطر جديد يواجه "فتية الكهف" في تايلاند
ساعة الصفر
وقال أوساتاناكورن للصحفيين الموجودين بموقع الكهف، إن اليوم هو يوم ساعة الصفر والأطفال مستعدون لمواجهة أي تحديات، وذلك فيما حذر خبراء الأرصاد الجوية من مزيد من الأمطار الموسمية في وقت متأخر من اليوم، التي من شأنها التسبب في مزيد من الفيضانات داخل الكهف.
ونقلت صحيفة "تليجراف" البريطانية عن مسؤول عملية الإنقاذ، إن مستويات المياه داخل الكهف الآن هي الأقل ومعظم المسارات داخله يمكن السير بها، وذلك بعد مجهودات متواصلة لضخ المياه من الكهف الذي يمتد لمسافة 2.5 ميل تفصل الأطفال عن المخرج.
وحذر نارنجساك أوساتاناكورن، من عاصفة جديدة آتية، مؤكدًا أن الأطفال يعلمون بالمهمة ومستعدون للخروج.
يتكون فريق الإنقاذ من 13 غواصًا دوليًا و5 أفراد من قوات البحرية التايلاندية، وسيتم إخراج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 11 لـ16 عامًا واحدا بعد واحد، وسيكون في صحبة كل واحد منهم غواصان اثنان.
صدمة نفسية
قريبًا سيتمكن فريق الإنقاذ من إخراج أطفال فريق كرة القدم والكابتن من داخل الكهف، لكن وفقًا لناجين من عمليات إنقاذ سابقة، ستتواصل مشاكل هؤلاء الأطفال.
رائد الجيش المتقاعد جوناثان سيمز يعلم بالضبط كيف هو شعور أن تكون عالقًا داخل كهف مظلم محاصرًا بحواجز مائية منيعة يرتفع منسوبها كل ساعة، فهو سبق وقضى 10 أيام عالقًا داخل كهف مغمور بالمياه في المكسيك عام 2004، قبل أن يعثر عليه الغواص البريطاني ريك ستانتون، الذي عثر على فتية كهف تايلاند.
عندما سمع سيمز عن مأساة أطفال تايلاند وكابتن فريقهم بدأ يعيش كابوس تجربته مرة أخرى، فاللحظة الأولى التي أدرك فيها أنه محاصرا داخل الكهف كانت مدمرة لروحه، وقال إن أول ليلة بلا نوم له داخل الكهف قضاها في سماع أصوات المياه المتلاطمة التي تغمر الكهف، "طوال الليل سمعنا صوت الضجيج يعلو ويعلو، جعلنا هذا نشعر بالتوتر".
في حين أن آباء وأقارب وأصدقاء الأطفال التايلانديين يتعايشون الآن مع مرارة انتظار رؤية أطفالهم، لا شك أنه حتى عند إنقاذهم فإن محنتهم ستكون أبعد ما يكون عن الانتهاء؛ فأي إصابة بدنية عانوا منها يمكنها الشفاء بسرعة، لكن الآثار على صحتهم النفسية يمكنها أن تدوم فترة أطول.
على عكس الأطفال التايلانديين، رائد الجيش المتقاعد هو غواص كهوف متمرس اعتاد أن يجد نفسه في مواقف صعبة وخطيرة، لكنه قال "أهم شيء هو حالتك النفسية. إذا بدأت الشعور بالهلع، فهذا كارثي".
سيمز وفريقه بدأوا يحلمون بالطعام عندما كانوا عالقين داخل الكهف، وقال: "كنا جائعين جدًا. ظللنا نتحدث عما سنتناوله بعد إنقاذنا للحفاظ على روحنا المعنوية، أخبرنا بعضنا بقصص حياتنا. أعتقد ما سيبقي هؤلاء الأطفال أنهم هناك مع زملائهم".
ومن جانبه، قال الأستاذ بجامعة نوتنجهام ستيفن ريجل، إن الدعم الاجتماعي يعد عاملًا من عوامل الحماية في صدمة ومحنة، مشيرًا إلى أنه نظرًا لوجود الأطفال جميعهم معًا في مكان واحد وليسوا بمفردهم أو منفصلين أو مصابين وبرفقة أحد الأشخاص البالغين، فمن شأن كل هذا إحداث فارق كبير، ويعني ذلك فرص أقل في الإصابة بمشاكل نفسية لاحقًا.
لكن بالنسبة لليس هيويت، الذي حاصرته المياه داخل كهف في شمال يورك شاير، فلا شك أن فريق كرة القدم سيتأثر بما حدث لباقي حياتهم، فرغم مرور 26 عامًا على حادثته، لا يزال يحلم بأنه عالق داخل حجرة تمتلئ بالمياه ببطء، وقال: "هؤلاء الصبية سيحلمون بالأمر للأبد، لكنهم قادرين على التحمل وسيصدقون ما يخبرهم به الكبار".
aXA6IDMuMTQ1LjkuMjAwIA== جزيرة ام اند امز