السفير الروسي لدى بريطانيا: الفضل لنا في أمل السلام بسوريا
في مقال نشرته صحيفة تليجراف البريطانية، دافع السفير الروسي لدى بريطانيا عن الإجراءات الروسية المتخذة في الحرب السورية
في مقال نشرته صحيفة تليجراف البريطانية، دافع السفير الروسي لدى بريطانيا، ألكسندر ياكوفينكو، عن الإجراءات الروسية المتخذة في الحرب السورية، والتي تتعرض إلى قدر كبير من الانتقادات منذ بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا، مشيداً بمؤتمر أستانة الذي انعقد منذ أيام بتنظيم روسي تركي.
"منذ حوالي عام ونصف العام، كانت تتهم الحكومة والإعلام البريطانيان روسيا بأنها تسعى إلى حل عسكري في سوريا، لكننا تحلينا بالصبر وقلنا إن محاربة الإرهاب تكمل عملية السلام، فوجوده يعتبر تدخلاً أجنبياً، يشوه كل شيء. لم يتم الاستماع إلى صوتنا دائماً، لكن تثبت الحقائق الحالية أننا على حق، وأن الأمل في السلام ملموس"، وبهذه العبارات استهل السفير الروسي مقاله.
وتحت عنوان "أخيرا.. بارقة أمل للسلام في سوريا.. والآن دعونا نركز على محاربة داعش"، قال ياكوفينكو، إن الاجتماع الذي انعقد ليومين هذا الأسبوع في العاصمة الكازاخستانية أستانة، بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة، أصبح خطوة مهمة نحو حل سياسي في سوريا.
وتابع قائلاً، إن "المثير حول هذه المحادثات المنظمة من قبل روسيا وتركيا بعد أعمال تحضيرية مكثفة، وبحضور المبعوث الأممي لدى سوريا، ستيفان دي ميستورا، فضلاً عن إيران وممثل من الولايات المتحدة، هو أنها تعتبر المرة الأولى التي يلتقي فيها هذان الجانبان السوريان وجهاً لوجهة على مائدة واحدة، حتى إذا كان ذلك لفترة وجيزة".
كما أشار إلى أنه حتى وقت حديث كانت تظل المعارضة المسلحة خلف الكواليس، حيث كانت المحاولات السابقة لبدء حوار بين السوريين، مثل محادثات جنيف بقيادة الولايات المتحدة، التي تضمنت المعارضة السياسية السورية، المشكلة بصفة أساسية من المهاجرين فقط.
لكن، استطرد السفير الروسي، أن اجتماع الجانبين كان مهماً للحفاظ على الهدنة المتفق عليها في أنحاء سوريا، والتي أصبحت سارية الشهر الماضي. لذا لم تكن محادثات أستانة حول إقصاء تلك الجماعات المعارضة التي رفضت الحضور، وأنها لا تعتبر بديلاً لعملية جنيف، بل استكمالاً لها.
وستشمل جولات لاحقة من المحادثات السورية، التي من المفترض أن تنعقد في 8 فبراير المقبل، الحكومة السورية وجميع الجماعات المعارضة بلا استثناء، بحسب السفير، لافتاً إلى أن وفداً من المعارضة السورية المسلحة سينضم الآن إلى المعارضة السياسية ويصبح جزءاً من "خارطة طريق السلام" الواردة في قرار مجلس الأمن الدولي 2254، والتي تدعو إلى عملية سورية شاملة، ما سيجعل هذه المحادثات بين جميع السوريين أكثر موضوعية، على حد قوله.
وكل هذا من شأنه أن يمنح عملية السلام المتوقفة منذ وقت طويل، فرصة جديدة للحياة، أردف السفير. موضحاً أنه من المهم جداً أيضاً لمستقبل السلام السوري أن تصل روسيا وتركيا وإيران إلى اتفاق بخصوص إنشاء آلية ثلاثية لمراقبة الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار من قبل جميع الأطراف، ومنع أي استفزازات.
وفي بيانهم المشترك كضامنين للاتفاق، تلتزم هذه الحكومات بالعمل عن كثب بهذه الآلية، وفقاً للسفير الذي نوه أن أول اجتماع بهذا الشأن قد انعقد بالفعل في أستانة، وسينعقد الاجتماع التالي خلال أسبوع أو اثنين.
ياكوفينكو اختتم مقاله بأنه بينما نشهد الآن تقدماً نحو عملية السلام في سوريا، من المهم أيضاً أن يتأكد المجتمع الدولي أن هذه العملية السياسة يصاحبها جهد جماعي مكافح للإرهاب. معرباً عن أمله في أن يكون هناك تعاون وتنسيق دولي بين جميع الأطراف الرئيسية لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي قبل أي شيء.