الذكرى الـ49 لإحراق الأقصى.. إخماد نيران الجدران وإشعال حرائق التقسيم
الذكرى تتزامن مع أول أيام عيد الأضحى، حيث يؤدي ملايين المسلمين فريضة الحج، رافعين أياديهم بالدعاء لتحرير الأقصى من الاحتلال.
رغم تعافي المسجد الأقصى المبارك من آثار الحريق الذي تسبب به متطرف أسترالي قبل ٤٩ عاما، فإن الحرائق السياسية ما زالت تهدد المسجد وبشكل يومي.
ففي مثل هذا اليوم، الـ21 من أغسطس، من عام ١٩٦٩ أضرم المتطرف الأسترالي مايكل روهان، النار في المسجد القبلي المسقوف فأتى على الجزء الأكبر منه وبخاصة منبر صلاح الدين ومحراب المسجد.
وتتزامن الذكرى الـ49 لجريمة إحراق المسجد الأقصى هذا العام، مع أول أيام عيد الأضحى، حيث يؤدي ملايين المسلمين من كل أنحاء العالم فريضة الحج، رافعين أياديهم بالدعاء لتحرير الأقصى من الاحتلال.
ويستذكر الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، ذلك اليوم، مشيراً في حديثه لـ"العين الإخبارية" إلى أن الفلسطينيين من سكان القدس أسرعوا وحاولوا إخماد النيران وهم في حالة غضب وحزن على المشهد.
وأضاف أن "الناس اصطفوا في صفوف لنقل المياه إلى منطقة الحريق لإخماده لا سيما وأن سلطات الاحتلال حالت دون وصول فرق الإطفاء من كل أنحاء الضفة إلى القدس للمشاركة في إخماد الحريق".
وشدد صبري على أن محاولات الاحتلال وضع مسؤولية الحريق على المجرم روهان وحده، لا تنطلي على أحد، فلا يمكن لشخص بمفرده أن يقوم بهذا العمل، كما أن المزاعم بأنه مختل عقليا "كاذبة".
وكانت سلطات الاحتلال أفرجت بعد سنوات عن روهان ورحلته إلى بلاده، حيث توفي في التسعينيات.
ولم يكن ما قام به روهان سوى مجرد بداية لاستهداف المسجد الأقصى وعلى مراحل بدءا من الحفريات ومرورا بالتدخل في شؤونه وصولا إلى الاقتحامات المحمومة له في محاولة لتقسيمه زمانيا ومكانيا.
وعلى مدى سنوات تمكنت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، من إصلاح ما تسبب به الحريق ماديا.
وقال الشيخ عزام الخطيب، مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس لـ"العين الإخبارية": "بحمد الله فقد تمكنت دائرة الأوقاف من إنجاز أعمال الترميم ".
وأضاف أنه "تم بناء منبر صلاح الدين بعد أن احترق المنبر الأصلي وتم إجراء عمليات الترميم في داخل المصلى القبلي وخارجه".
وأشار الخطيب إلى أن عمليات الترميم في المسجد مستمرة على مدار أيام العام.
ولكنه لفت إلى التدخلات الإسرائيلية المستمرة في شؤون المسجد بما في ذلك القيود على عمليات الترميم ومنع إدخال مواده وملاحقة حراس المسجد بالاعتقال والإبعاد، إضافة إلى فرض إجراءات غير مسبوقة ضد المسجد.
ولفت في هذا الصدد إلى إغلاق المسجد مؤخرا أمام المصلين، مشددا على أنها إجراءات مدانة ومرفوضة ولا يمكن القبول بها، وإضافة إلى هذه الإجراءات فإن سلطات الاحتلال عمدت منذ عام ٢٠٠٣ إلى السماح للمستوطنين باقتحام المسجد.
وأشار الخطيب إلى الارتفاع الكبير في أعداد المقتحمين المتطرفين، خاصة خلال العام الجاري، حيث اقتحم المسجد ما يزيد على ٢٢ ألف مستوطن.
وقال: "نرفض الاقتحامات وهي استفزاز لكل المسلمين، ونحذر من تداعيات استمرارها ونطالب بوقفها".
وبدوره، حذر الشيخ صبري من الاقتحامات بوصفها مقدمة للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد، مشددا على أنهم لن يسمحوا بذلك، ولكن الأخطار التي تهدد المسجد تزداد كل يوم.