الدورة "الماسية" للأمم المتحدة.. كورونا يصيب "ضجيج" نيويورك
لأول مرة، لن تشهد مدينة نيويورك الضجيج الذي يترافق مع هذه المناسبة في سبتمبر من كل سنة
في حدث غير مسبوق، تنطلق الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ75 بلا ضيوف في ظل القيود والإجراءات الاحترازية لمواجهة تفشي فيروس كورونا.
فلأول مرة بتاريخ الأمم المتحدة لن يظهر معظم قادة العالم بصورة شخصية، أمام الجمعية العامة التي تستمر فعالياتها حتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري، لكنهم سيلقون خطاباتهم عبر فيديوهات مسجلة وستبث الاجتماعات عبر الإنترنت.
خلافا لما جرت عليه العادة، لن تشهد مدينة نيويورك الضجيج الذي يترافق مع هذه المناسبة في سبتمبر/أيلول من كل سنة جراء تدفق رؤساء وملوك دول العالم والعديد من المسؤولين.
وتشهد المدينة الأمريكية في هذا الوقت من كل عام ازدحاما للحركة المرورية بالتزامن مع وصول الآلاف من الدبلوماسيين ومواكب سياراتهم والوفود المرافقة لهم إلى مانهاتن للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة لكن هذه المرة لن يحدث ذلك.
وستكتفي القاعة الرئيسية للجمعية العامة، التي تتسع عادة لنحو 2500 شخص، بممثل واحد عن كل من الدول الـ193 الأعضاء وعدد قليل من مندوبي الدول المراقبة والمنظمات الدولية، لمتابعة كلمات الزعماء على شاشات عملاقة تنقل عبر الفيديو الخاص بالمنصات الرقمية المخصصة للمنتدى الدولي الأرفع والأكبر على الإطلاق.
ويعد الاجتماع السنوي للأمم المتحدة مناسبة فريدة من نوعها على مستوى العالم، يعتلي فيها رؤساء الدول والحكومات أو نوابهم أحيانا منصة قاعة الجمعية العامة لمخاطبة العالم بشأن قضية من اختيارهم.
5 قضايا بارزة
ووفق مراقبين فإنه من المنتظر أن تتركز خطابات القادة والرؤساء أمام الجمعية العامة حول أبرز الأزمات والصراعات الدولية الراهنة، والقضايا التي تهم الأسرة الدولية وتتطلب تظافر الجهود وحشد الطاقات لمواجهتها.
وفي مقدمتها جائحة كورونا (كوفيد-19) وتداعياتها المختلفة، بالإضافة إلى قضية المناخ ونووي إيران ومكافحة الإرهاب والتوترات بالشرق الأوسط ومساعي السلام.
مشاركة واسعة
وتوقع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، أن تشهد المناقشات العامة مشاركة أكبر عدد ممكن من رؤساء الدول والحكومات للإدلاء ببياناتهم عبر الفيديو.
ويلقي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز كلمة المملكة في مستهل الكلمات الصباحية، الأربعاء.
ويتحدث أيضاً الثلاثاء الرؤساء الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون والمصري عبدالفتاح السيسي والكوبي ميغيل دياز كانيل.
فضلاً عن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا.
ويتحدث الأربعاء رؤساء العراق ولبنان والجزائر والعديد من الدول الأخرى، ومنها أيضاً الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
وعشية انعقاد الاجتماعات الرفيعة المستوى، قال جوتيريس: "كي تكون الدبلوماسية فعالة، فإنها تتطلب اتصالات شخصية، وأنا آسف للغاية لأنه لن تتاح لنا الفرصة لجمع زعماء الدول".
قبل أن يستدرك: "ستكون هناك العديد من الاجتماعات الافتراضية" على هامش الجمعية، لا سيما حول مواضيع مثل تغير المناخ والتنوع البيولوجي والنزاع في ليبيا والأزمة في لبنان.
وتشهد الدورة الجديدة انعقاد جلستين خاصتين، واحدة حول كوفيد-19، أما الثانية فستخصص لموضوع مكافحة الفساد.
وأحيت الأمم المتحدة الذكرى السنوية الـ٧٥ لتأسيسها (اليوبيل الماسي)، في احتفال وصف مسبقاً بأنه باهت بسبب الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة "كوفيد ١٩" وغياب الحشد السنوي المعتاد.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNS42NiA= جزيرة ام اند امز