يوم التضامن مع فلسطين.. الجامعة العربية تطالب بإنهاء المأساة
ممثلو المؤسسات الدينية والسياسية العربية قالوا إن عدم التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يزيد الاضطرابات بالمنطقة.
أكد المشاركون في احتفالية جامعة الدول العربية، الأربعاء، بـ"اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني"، ضرورة مواصلة الجهود الدولية لإنهاء مأساة الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وحذر ممثلو المؤسسات الدينية والسياسية وسفراء ومندوبو الدول العربية وسفراء الدول الأجنبية من أن عدم التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يزيد الاضطرابات والتوتر في المنطقة.
- البرلمان العربي يطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين
- متحف السادات" يحتفي باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
وندد الأزهر الشريف، في كلمة ألقاها ممثله في الاحتفالية الشيخ حسن خليل، بطغيان الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، داعياً إلى التماسك والتضامن مع الحقوق المشروعة للفلسطينيين.
ونبه خليل إلى أنه إذا لم تعالج القضية الفلسطينية بشكل فعلي وعادل، فإن الاضطرابات ستزداد بشكل كبير في المنطقة.
وحذر "خليل" من تفشي ظاهرة الإرهاب التي أصبحت تهدد أمن واستقرار العالم بأسره، مندداً بالجريمة النكراء التي شهدها "مسجد الروضة" ببئر العبد في شمال سيناء، يوم الجمعة الماضي، وغيرها من العمليات الإرهابية التي تشهدها من دول المنطقة والعالم.
وأكد أن الظروف الحالية التي تواجهها الأمة تستدعي التكاتف والتلاحم في مواجهة التطرف والإرهاب بجميع أشكاله وصوره.
وأكدت راضية عاشوري، مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام بالقاهرة، في كلمة الأمم المتحدة أمام الاحتفالية، ضرورة العمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإعمال حقوق الشعب الفلسطيني وتحقيق الحل العادل للقضية الفلسطينية.
واعتبرت "عاشوري" أن مبادرة السلام العربية تشكل إسهاماً كبيراً نحو التسوية المنشودة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وتلت عاشوري رسالة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، أكدت فيها دعم الأمم المتحدة للحقوق الفلسطينية المشروعة والتي تكفلها المواثيق الدولية.
ومن ناحيته طالبت دولة جيبوتي، الرئيس الحالي لمجلس الجامعة العربية، المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والاستجابة لمصالح الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الصهيوني للأراضي المحتلة، كي ينال حقوقه التي تقرها المواثيق الدولية.
وشددت على أهمية الاحتفالية باعتبارها تشكل تأكيداً على إصرار الشعب الفلسطيني على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامته دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، والتأكيد على لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.
كما أكد الأنبا مرقس، ممثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالقاهرة، في كلمته، حق الشعب الفلسطيني في السيادة على أراضيه ووطنه وتمكين دولته وحكومتها من قيادة وطنية بحرية تامة نحو التقدم والازدهار.
وشدد مرقس على ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل ونهائي وليس بدائل حلول للقضية الفلسطينية وبما يعيد الحق لأصحابه.
دعوة للتضامن
وعلى المستوي المحلي الفلسطيني أكد صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن التضامن مع الشعب الفلسطيني كسائر شعوب العالم يتعلق بالقيم الأساسية المشتركة التي تعاقدت عليها دول وشعوب العالم وتعاهدت فيها من أجل الدفاع عن السلام وقيم الحرية والعدالة واحترام حقوق الإنسان وتحمل المسؤوليات.
وأوضح في كلمته بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أنه "ليس المطلوب من هذه الدول إنتاج مواقف وبيانات لفظية تضامنية جديدة وإنما اتخاذ خطوات ملموسة كفيلة بترجمتها وإنفاذها عملياً، والخروج عن دور الشاهد على التاريخ ولعب دور حقيقي في صنعه".
ودعا عريقات دول العالم إلى ترجمة اعترافها بحق تقرير مصير الشعب الفلسطيني على أرضه، من خلال الاعتراف بدولة فلسطين وتجسيد سيادتها واستقلالها على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967 وعاصمتها القدس، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين وفقاً لقرار الجمعية العامة 194.
كما أعرب أمين سر التنفيذية عن "تقدير شعبنا وشكره البالغ للمتضامنين الدوليين على مواقفهم وإرادتهم الصلبة في تحدي منظومة الاحتلال، ودعم قيم الحرية والسلام".
ودعا حركات التضامن في العالم إلى تكثيف جهودها من أجل إنهاء الاحتلال إلى الأبد.
كما حمّل دياب اللوح، سفير فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية، المجتمع الدولي مسؤولياته التاريخية والسياسية والقانونية والأخلاقية والإنسانية تجاه ما لحق بالشعب الفلسطيني من نكبة وتشريد وتشتيت في أصقاع الأرض، والتدخل لوضع سقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين المحتلة عام 1967، وإلزام إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية كافة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية والأراضي العربية المحتلة.
وأكد اللوح أن تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة مرتبط ارتباطاً وثيقاً بتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حريته وممارسة حقوقه الوطنية والسياسية كاملة.
وأشار إلى أن اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني والذي أقرته الأمم المتحدة عام 1977 يمثل اعترافاً دولياً بحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة غير القابلة للتصرف ولكفاحه العادل المستمر لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي بجميع أشكاله العسكرية والاستيطانية.
وقال اللوح إن يوم 29 نوفمبر/ تشرين الثاني اختير كيوم للتضامن مع الشعب الفلسطيني؛ لما ينطوي عليه من معانٍ ودلالات بالنسبة للشعب الفلسطيني، ففي ذلك اليوم من عام 1947 اتخذت الجمعية العامة قرار تقسيم فلسطين رقم 181، والذي تم على إثره إنشاء دولة إسرائيل وتجاهل الحق الفلسطيني وحرمان الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الفلسطينية على أرضه حتي اليوم".
وأشار إلى أنه في نفس التاريخ من عام 2012 تم قبول فلسطين دولة غير كاملة العضوية في الأمم المتحدة، ليثبت شعبنا الفلسطيني للعالم بأن كل محاولات شطبه من التاريخ والجغرافيا ستفشل حتى تأخذ فلسطين مكانتها الطبيعية كدولة مستقلة كاملة العضوية تتمتع بالسيادة والمساواة مع الأعضاء الآخرين في المجتمع الدولي.
وقال مندوب فلسطين إن الشعب الفلسطيني وقيادته ما زالوا يعلقون آمالاً كبيرة على أمتنا العربية وأشقائنا العرب وعلى القوى الدولية الداعمة لإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على أرضه".
وأكد أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لا زالت تواصل ارتكاب أبشع الجرائم والانتهاكات بحق أبناء الشعب الأعزل من قتل واعتقال واستمرار فرض الحصار على قطاع غزة، وتوفير الغطاء والحماية لجماعات المستوطنين المتطرفين للسيطرة على أراضي المواطنين الفلسطينيين الخاصة بالقوة، وتدمير المنشآت الزراعية وردم آبار المياه وتخريب شبكات الري.