بعد 3 عقود.. هل يُسدل الستار على لغز أولوف بالمه؟
أكثر من 30 عاما مرت على اغتيال رئيس الوزراء السويدي الأسبق، والقضاء يحسم ملف التحقيق اليوم.
بعد أكثر من 3 عقود على اغتياله، يحسم القضاء السويدي، اليوم الأربعاء، التحقيق الذي لايزال مفتوحا في جريمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق أولوف بالمه.
ومن المرتقب أن يعقد المدعي العام كريستر بيترسون المكلف بالملف منذ 2017، مؤتمرا صحفيا بالفيديو عند الساعة 09,30 (07,30 ت غ).
وفي 28 فبراير/شباط 1986، قتل رئيس الوزراء الاشتراكي الديمقراطي، بالرصاص على رصيف في أحد الشوارع وسط العاصمة ستوكهولم، بينما كان في سن التاسعة والخمسين.
حينها كان بالمه عائدا من السينما مع زوجته، بدون حراس شخصيين. ونجح قاتله في الفرار حاملا معه سلاح الجريمة.
ومنذ فتح التحقيق، استمع القضاء السويدي لآلاف الأشخاص، بينما تبنى عشرات العملية في هذا الملف الذي تشغل وثائقه رفوفا يبلغ طولها الإجمالي 250 مترا.
وتقول الصحيفة السويدية الشعبية "أفتونبلاديت" إن السلاح الذي كان يجري البحث عنه بات بحوزة المحققين.
وفي الأشهر الأخيرة، ألمح خبراء ووسائل الإعلام السويدية إلى أنه سيتم إغلاق القضية على الأرجح لأن كل المشتبه بهم الرئيسيين الذين ورد ذكرهم في وسائل الإعلام في السنوات الأخيرة توفوا.
وكان بيترسون أوضح في شباط/فبراير أنه إذا كان المشتبه به الرئيسي في القضية توفي، فهذا يمكن أن يبرر التخلي عن التحقيق لأن القانون ينص على أنه لا يمكن توجيه الاتهام إلى شخص متوف.
انتقادات للشرطة
وكان رجل يحمل الاسم نفسه للقاضي المكلف التحقيق كريستر بيترسون وتعرفت عليه أرملة بالمه، أدين في يوليو/تموز 1989 بالاغتيال ثم أفرج عنه بعد أشهر بسبب عدم كفاية الأدلة.
وأضعفت إفادته بالظروف التي أحاطت بالحصول عليها وشهدت مخالفات. وتوفي في 2004.
وعلى مر السنين، تحدث القضاء عن الاشتباه بـ"حزب العمال الكردستاني والجيش والشرطة السويدية واستخبارات جنوب أفريقيا" لأن بالمه كان من أشد منتقدي نظام "الفصل العنصري" في هذا البلد.
كما طرح اسم ستيغ إينغستروم المعروف باسم "رجل سكانديا" أيضا، الذي ورد في وسائل الإعلام مرات عديدة كمشتبه به. حيث أنه كان معارضا لأفكار بالمه اليسارية.
وكان إينغستروم من أوائل الذين وصلوا إلى مكان الجريمة القريب من شركة التأمين "سكانديا" التي يعمل فيها.
واستجوبته السلطات كشاهد، ورأت أنه لا يمكن أن يكون موضع ثقة لأنه بدل روايته مرات عدة. وتوفي في العام 2000.
وواجهت الشرطة انتقادات بسبب عدم جديتها والفرضيات العشوائية التي نظرت فيها على حساب عمل أكثر حرفية في بداية التحقيق.
من هو بالمه؟
أولوف بالمه من مواليد 1927، وينحدر من أسرة أرستقراطية.
انضم الرجل إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي عام 1949، وصعد ليقود الحزب والبلاد في عام 1969.
وكان بالمه متحدثا بارعا وقف ضد حرب فيتنام وضد الطاقة النووية، ودعم الحكومتين الشيوعيتين في كوبا ونيكاراغوا.
وترأس الرجل حكومة السويد من 1969 إلى 1976 ثم من 1982 إلى 1986 وأرسى أسس المساواة بين الجنسين.
وتشير نظريات أيضا إلى أنه كان ضحية هجوم مرتبط "بكراهية عقائدية".