«COP16» في روما.. جولة جديدة من مفاوضات التنوع البيولوجي

يستأنف مؤتمر الأطراف السادس عشر (COP16) للتنوع البيولوجي أعماله في اجتماع روما، في محاولة لحسم قضايا مؤتمر كالي.
انطلق اجتماع روما؛ استئنافًا لمؤتمر الأطراف المعني بالتنوع البيولوجي في دورته السادسة عشرة (COP16) في مقر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) يوم 25 فبراير/شباط 2025 إلى أن تستمر حتى يوم 27 من نفس الشهر. يأتي هذا الاجتماع لاستئناف محادثات التنوع البيولوجي في القضايا التي لم تُحسم في أثناء المؤتمر في كالي بدولة كولومبيا بين يومي 21 أكتوبر/تشرين الأول حتى 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
يجدر بالذكر أنّ اتفاقية التنوع البيولوجي خرجت إلى النور عام 1992 وهي إحدى اتفاقيات الأمم المتحدة الثلاث الرئيسية التي خرجت في قمة الأرض، وهي: اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC)، واتفاقية التنوع البيولوجي، واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر.
وقد لقت اتفاقية التنوع البيولوجي قبولًا واسعًا؛ إذ وصل اليوم عدد الأطراف الموقعة عليها نحو 196 طرفًا. وهم يجتمعون كل عامين لمناقشة تطورات المفاوضات. وبرئاسة السيدة "ماريا سوزانا محمد"، وزيرة البيئة والتنمية المستدامة، انطلق COP16 في كولومبيا العام الماضي.
استئناف وتحديات
تُركت العديد من القضايا غير محسومة في كالي، لذلك شكل اجتماع روما أهمية كبيرة، ورأى الخبراء أنّ هناك الكثير من التحديات المحدقة به؛ خاصة وأنّ COP16 في كالي لم يسد الكثير من الفجوات لتنفيذ إطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي؛ ويُعد هذا الإطار اتفاقًا تاريخيًا لوقف فقدان الطبيعية بحلول 2030 عبر الأهداف والبنود التي وضعها، وقد تم اعتماده في مونتريال بكندا خلال COP15. وجاء COP16 كأول مؤتمر أطراف للتنوع البيولوجي بعد اعتماد الإطار في المؤتمر السابق. وكان من المقرر أن تُناقش التطورات الأخيرة وتُسد الفجوات من أجل تنفيذه وتحقيق أهدافه المعلنة.
وهناك قضية أخرى رئيسية لم تُحسم في COP16، وهي بالطبع قضية التمويل، القضية الشائكة في جميع مؤتمرات الأطراف بصفة عامة؛ إذ تتهرب الأطراف المسؤولة عن دفع التمويل من تقديم التمويل اللازم لعلاج المشكلات البيئية والمناخية والتنوع البيولوجي. وتُقدر الأموال اللازمة لتمويل الحفاظ على التنوع البيولوجي نحو 600 مليار دولار. لكن يبدو أنّ المعوقات لمنع سداد هذا المبلغ كبيرة جدًا؛ خاصة مع تولي "دونالد ترامب" رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وأوقف تمويل "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والتي كانت تمد بعض التمويل من أجل قضايا التنوع البيولوجي.
صندوق كالي
وفي اليوم الأول لاجتماع روما، خرج "صندوق كالي"، والذي سيستضيفه: ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺼﻨﺪوق اﻻﺳﺘﺌﻤﺎﻧﻲ اﻟﻤﺘﻌﺪد اﻟﺸﺮﻛﺎء، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وأمانة اتفاقية التنوع البيولوجي، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ويهدف الصندوق إلى تقديم الدعم المالي لتنفيذ إطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي، كذلك لدعم الشعوب الأصلية.
وما زالت المحادثات مستمرة حول التحديات والموضوعات الأخرى التي لم تُحسم في كولومبيا، على أمل أن ينتهي العمل منها في روما.