الجيل «Z» قلق بشأن المناخ.. أفكار بشأن كوارث مستقبلية

على الرغم من أنه غير مسؤول عن أزمة المناخ؛ فإنّ الجيل زد (Gen Z) من أكثر الأجيال قلقًا بشأن مستقبل الأرض في ظل التغيرات المناخية.
أصبحت آثار التغيرات المناخية ملموسة حولنا، ويهتم بها الكبار والصغار، لكن يبدو أنّ الأجيال الصغيرة قلقة أكثر بشأن التغيرات المناخية بصورة لم نتوقعها؛ خاصة الجيل زد (Gen Z)، والذي نشأ في ظروف مميزة شكلت هويته، وجعلت قدرته على الوصول للمعلومات والبيانات أسرع من الأجيال السابقة، ما فتح أمامه الباب للخوض في القضايا البيئية والمناخية ويدرك مخاطرها، بل يقلق بسببها.
من هم جيل زد (Gen Z)؟
يُشير مصطلح الجيل زِد (Gen Z) إلى الأشخاص الذين ولدوا بين عامي 1996-2010، وهو يقع بين جيل الألفية (Millennials) وجيل ألفا (Alpha).
عادةً تتشكل سلوكيات أي جيل عبر طريقة نشأته؛ لهذا نجد أنّ الجيل زِد قد تشكلت هويته خلال العصر الرقمي والمشهد الاقتصادي المتغير وكوفيد-19 والقلق المناخي.
أبناء هذا الجيل يطلق عليهم "المواطنون الرقميون" (digital natives)، وهو الجيل الذي نشأ مع الإنترنت وواكب تطوراته وتعرف عليه في عمر صغير مقارنة بجيل الألفية أو الأجيال السابقة. وهذا الجيل ينمو بسرعة.
القلق المناخي
انتشر القلق المناخي بشكل كبير خلال السنوات الماضية مع تفاقم الاحترار العالمي، وتجلى آثار التغيرات المناخية حول العالم، والقلق المناخي عامةً يُشير إلى ضائقة بسبب التغيرات المناخية وتأثيراتها على البشر والطبيعة، وتتمثل تلك الضائقة في صورة أفكار أو مشاعر بشأن الكوارث المستقبلية التي قد تؤثر في الوجود البشري.
على سبيل المثال، شخص يشعر بالضيق على أحفاده وحياة الجيل القادم من نسله. وقد ازداد القلق المناخي خاصة بين الجيل زد، والذي نجد الكثير منهم مهتمين بالعمل المناخي، بل وإنّهم يتجهون لتقديم حلول أكثر استدامة صديقة للبيئة ويعملون في النشاط المناخي والبيئي بوعي كبير.
وقد كشفت دراسة أجرتها مجموعة بحثية في جامعة أستراليا عن قلق نسبة كبيرة من الجيل زد في الجامعة بسبب التغيرات المناخية؛ إذ أجروا استطلاعا لنحو 446 طالبا جامعيا في جامعة أستراليا بين سبتمبر/أيلول 2021 وأبريل/نيسان 2022، وخلصوا إلى أنّ التغير المناخي هو الشاغل البيئي الأول لذلك الجيل؛ فقد عبر 81% من الطلاب الذين شاركوا في الاستطلاع بشعورهم الكبير بالقلق المناخي.
والكثير منهم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي من أجل التعبير عن مخاوفهم تلك. ونُشرت الدراسة في دورية "ساستينابل إيرث ريفيوز" (Sustainable Earth Reviews) في مارس/آذار 2024.
تأثيرات
يؤثر القلق المناخي في الجيل زد بصورة كبيرة، وقد يدفعه إلى قرارات مصيرية، أيضا يدفعهم إلى إحداث فارق:
1- القرارات الشخصية
يشعر الجيل زد بالمسؤولية تجاه الأزمة المناخية، وقد تدفعهم هذه المسؤولية إلى أن يكونوا جادين في بعض القرارات المصيرية والحياتية، مثل: تحديد الإنفاق المالي، وتكوين عائلة، واختيار المهنة المناسبة بناءً على الظروف المناخية.
2- الحزن المناخي
القلق المناخي والحزن المناخي، من ضمن المشاعر السلبية التي يشعر بها الجيل زد إزاء التغيرات المناخية الحاصلة حولهم، ما يتسبب في مشاكل نفسية تطولهم وتسبب ضغوطا على كاهلهم؛ فبدلًا من أن يكون تركيزهم على بناء مستقبلهم، تحملوا مسؤولية حل أزمة المناخ التي لم يتسببوا فيها.
3- الانخراط في النشاط البيئي
لأنّ ذلك الجيل يُدرك أنه سيتحمل عواقب أزمة المناخ؛ نجد أنّ الكثير منهم ينخرطون في النشاط البيئي والمناخي، وينظمون احتجاجات شعبية، ونلاحظ ممثلين منهم في مؤتمرات الأطراف المعنية بتغير المناخ التي تنعقد كل عام، ولهم دور بارز في الحراك المناخي. إنهم يحاولون المساهمة في إصلاح الكارثة التي تسببت فيها الأجيال السابقة من أجل مستقبلهم ومستقبل أولادهم والأجيال القادمة من نسلهم.
حظي الجيل زد بشعبية كبيرة خلال الفترة الماضية؛ فهم جيل نشأ في ظروف خاصة ومميزة منها التغيرات البيئية من حولهم، ما جعل القلق المناخي أحد أبرز المطاردين لهذا الجيل الصغير.
aXA6IDMuMTQ0LjI0My4zMCA=
جزيرة ام اند امز