تفجير الإسكندرية.. قصة مخطط قطري يبدأ بالتمويه وينتهي بالتحريض
لم يكن تساؤل الجزيرة المفارق لأخلاقيات الإعلام سوى تحريض صريح على العنف وإيعاز للخلايا الإخونجية النائمة في مصر بأوان ساعة الصفر.
طوال ما يربو على العقدين من الزمان كان تنظيم الحمدين الحاكم في الدوحة، يتذاكى على العالم عبر التمويه والاستمرار في رعاية وتمويل الإرهاب، بيد أنه ومنذ إعلان الدول الأربع مقاطعتها لقطر سقطت أوراق التوت عن الإخوان ورعاتهم في الإمارة الصغيرة، فلم يجد قادتها بداً من التمويه الذي تمثل قائمة الإرهاب الأخيرة إحدى أدواته لإخفاء مخطط إرهابي جديد.
فبعد أقل من 72 ساعة من إعلان وزارة الداخلية القطرية، قائمتها المنقوصة للتنظيمات الإرهابية، وبعد أن زُين لإخونجيتها أنها أضحت في منأى عن أنظار العالم المتوجهة نحو سجلها المكتظ بالجرائم الإرهابية بهذا الإعلان الباهت، عمدت في عجلة من أمرها على تنفيذ مخطط جديد عنوانه استهداف ديمقراطية مصر التي تتأهب للعرس الانتخابي بعد أقل من 48 ساعة.
بدأت فصول المخطط الإخواني القطري لاستهداف الانتخابات المصرية تتكشف الخميس الماضي، عبر تقرير تحريضي، بثته قناة الجزيرة القطرية، البوق الدعائي الأول للإخوان وغيرهم من الجماعات الإرهابية، يحمل التقرير الملغوم عنواناً موغلاً في دمويته محاولاً أن يأخذ منحى التساؤل البريء: "هل يلجأ الإخوان للعنف بعد أن اكتشفوا أن سلميتهم ليست أقوى من السلاح؟".
لم يكن تساؤل الجزيرة المفارق لأخلاقيات الإعلام سوى تحريض صريح على العنف وإيعاز للخلايا الإخونجية النائمة في مصر بأن ساعة الصفر قد حانت لتنفيذ المخطط الإرهابي، فيبدو أن القناة التي تتشدق بالرأي والرأي الآخر وغيرها من أدوات البروباجندا الشعاراتية الباهتة أضحت قناة تواصل إيحائية بين قيادات الإخوان في قطر وأذنابهم النائمة في مصر وغيرها من الدول.
فبعد أقل من يومين على نشر التقرير، تولى أحد الإرهابيين محاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية ظهر اليوم السبت، التي شهدت شوارعها الجمعة احتفاءً شعبياً بالانتخابات المصرية التي تفاعل الآلاف مع حملات مرشحيها في سقوط مدوٍ لدعاية المقاطعة الإخوانية، لينكشف المخطط القطري الإخواني لإفساد فرحة المصريين بعرسهم الانتخابي مبكراً، في بصمة تليق بدوحة "الانقلابات" والتي لا تعرف سوى لغة الإرهاب والدم دون أن تزورها صناديق الاقتراع يوما ما.
وربما يعيد تقرير الجزيرة وما جره من مخططات إرهابية تمثلت في محاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية، اليوم السبت، للأذهان استثناء الداخلية القطرية للقناة سيئة الصيت من الإدراج في قائمة الإرهاب، على الرغم من علم القاصي والداني لدورها في بث خطاب الكراهية والتطرف كونها منبراً لعتاة الإرهابيين من لدن القرضاوي وشيوخ الفتنة الذين تضج بهم شاشاتها مع صباح كل يوم جديد.
وما تساؤل تقريرها المتذاكي حول هل يلجأ الإخوان للعنف؟ سوى دليل جديد يضاف لآلاف الدلائل على تورطها في رعاية التنظيم الإرهابي، فكيف لمَن يملك صحفيين ومحللين وجيشا جرارا من الباحثين، أن يسأل سؤالاً بهذا الغباء، فالإخوان وطوال تاريخهم الذي يربو على الـ90 عاماً لم يتحدثوا سوى لغة العنف ولم يعرفوا طوال حقبهم للاحتجاج السلمي سبيلاً، فهل بوسعنا يا ترى أن نسأل مَن كان العنف شرعته إن كان سيلجأ له أم لا؟!