إنها جزيرتهم لا جزيرتنا، هي جزيرة عزمي بشارة وتميم اليتيم،
في تاريخنا العربي وحضارتنا العريقة، تحضر مفردة "الجزيرة" دالةً على أصل العرب، ومجدهم الذي تحقق لهم بالإسلام، رسالةً سماويةً حملوها بأمانة، ففتحوا بها البلاد وسكنوا بها قلوب العباد، وقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم: "أَحِبُّوا الْعَرَبَ لِثَلاثٍ: لأَنِّي عَرَبِيٌّ، وَالْقرْآنُ عَرَبِيٌّ، وَكَلامُ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَرَبِيٌّ".
كما تدلُّ المفردة على الاستقلال بالبر وسط البحر، وفي هذا الاستقلال ما يحمله من عنفوان وكرامة وقدرة على صد كل المعتدين والدخلاء والغرباء؛ فالجزيرة مُحصّنةٌ بالتراب ومحروسة بالماء، من الجهات الأربع، أو بهما معاً كما في حالة شبه جزيرتنا العربية، من جنوب وشرق وغرب، أما الشمال فمحروسٌ بصحراء عربية قهرت الأعداء منذ فجر التاريخ، من الرومان إلى الفرس، وحتى الإسكندر لم يستطع أن يعاديها فتجنّبها، ولا يستطيع عاقلٌ أن يغفل عن ذكر النهاية المخزية لحملة الوالي الروماني في مصر "إيليوس غاليوس" على الجزيرة العربية في حدود العام 20 قبل الميلاد.
لا بد لنا من أن نرفع سقف مطالبنا المحقة بأن يتم إدراج شبكة الجزيرة بإدارتها ومراسليها والذين يقفون خلف توجهاتها الإرهابية الفعلية بمبدأ "الفتنة أشد من القتل"، وفي مقدمتهم بشارة وخنفر والقاسم وريان... والقائمة تطول، ومن قال إن الإعلام الفتنوي ليس أشد خطرا وإرهابا من تنظيم داعش ومثيلاته؟.
وفي بحث مفردة "الجزيرة" ودلالتها في العزة والشموخ والكبرياء، نجد في زمننا الحالي تعريفا آخر لها وتأكيدا للذلة والرضوخ والوضاعة التي وصلت إليها شبكةٌ إخبارية حاقدة حاسدة، نبراسها العمل في الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وشغلها الشاغل ليل نهار، التسويق للأخبار الكاذبة بإعلامها الأصفر الدنيء الذي ظلت عبره طوال أكثر من نصف عقد تروّج للشائعات وتدعو للثورات وتحرّض على الذبح في امتداد الخارطة العربية من الخليج إلى المحيط.
إنها جزيرتهم لا جزيرتنا، هي جزيرة عزمي بشارة وتميم اليتيم، والحمدين اللذين خانا المواثيق وتآمرا على الصديق والشقيق قبل العدو، لا بل تحالفا مع كلّ عدوان واصطفاف شعوبي أجاء من تركيا أو إيران بأدوات إخوان الشياطين.
إنها قناة "الجزيرة" التي لا تزال يومياً تبث سموم إعلامها الأخرق عبر الفضاء المتاح أمامها انطلاقاً من قطر التي لا تزال تراوغ مطالبنا المحقة في وقف دعم الإرهاب وتوفير الملاذ الآمن والدعم للإرهابيين، وإن التزمت بإعلان قائمتها بتصنيف عدد من الأشخاص والكيانات على لوائح الإرهاب، والتي أعلنتها اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية القطرية، وصنفت 19 شخصاً و8 كيانات من بينها جمعية الإحسان الخيرية اليمنية، وتنظيم "داعش" ولاية سيناء (بمصر) على قوائمها للإرهاب.
أما الشخصيات فمن أبرزها القطري عبدالرحمن عمير راشد النعيمي، المدرج سابقاً في قائمة للإرهاب من قبل وزارة الخزانة الأمريكية.
ولأن هذه القائمة، والتي نشرتها اللجنة على موقعها الإلكتروني، تعدّ أول قائمة للإرهاب تُصدرها قطر، أول الغيث في التنازل القطري لمطالبنا التي تحمي قطر وشعبها من نظامها السيئ لا بدّ لنا من أن نرفع سقف مطالبنا المحقة بأن يتم إدراج شبكة الجزيرة بإدارتها ومراسليها والذين يقفون خلف توجهاتها الإرهابية الفعلية بمبدأ "الفتنة أشد من القتل"، وفي مقدمتهم "بشارة" و"خنفر" و"القاسم" و"ريان"... والقائمة تطول، ومن قال إن الإعلام الفتنوي ليس أشد خطراً وإرهاباً من تنظيم "داعش" ومثيلاته؟
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة