خبيران لـ«العين الإخبارية»: الإخوان «إرهابية» بالإكوادور يحول «الملاذات الآمنة» لـ«طاردة»
مثل تصنيف رئيس الإكوادور، دانيال نوبوا، الإخوان "منظمة إرهابية"، ضربة قوية للجماعة خصوصا في تلك المرحلة.
ووفق خبراء، فإن هذا التصنيف في ظل موجة قرارات غربية تستهدف نشاطات الإخوان سيؤثر عليها بشكل قوي، باعتبار أمريكا اللاتينية تمثل "ملاذا خفيا" للجماعة بعيدا عن الأضواء، فضلا عن توقعات بسلسلة قرارات مماثلة في دول أخرى.
قرار الإكوادور
وكان رئيس الأكوادور أمر بتصنيف الإخوان تنظيما إرهابيا كنها "تشكل تهديدًا للسكان المدنيين وسيادة الدولة وسلامتها"، وفق ما نقله موقع "سويس إنفو" السويسري.
ومن خلال المرسوم التنفيذي، كلف نوبوا أيضًا المركز الوطني للاستخبارات بتحليل تأثير "الجماعة الإرهابية" بين الجماعات المسلحة المنظمة التي تم تحديدها حتى الآن، والتنسيق مع أجهزة الاستخبارات في الدول الأخرى وتنظيم الإجراءات معها، إذا لزم الأمر.
وفي مايو/أيار الماضي، أصدر رئيس الإكوادور مرسومًا رئاسيًا يُدين جماعة الإخوان، مشيرًا إلى «ارتباطها المحتمل بأعمال إرهابية» قد تطول الأراضي الإكوادورية.
سياق عالمي
جاء المرسوم بالتزامن مع إدخال واشنطن، جماعة الإخوان، الأربعاء، دائرة تحول تاريخي بإقرار لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب مشروع قانون يلزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصنيفها «تنظيماً إرهابياً عالميا» بكل فروعها.
هذا الإقرار أتى بعد قرار تنفيذي للرئيس دونالد ترامب بدراسة تصنيف فروع الإخوان في مصر والأردن ولبنان "منظمات إرهابية".
وفي أوروبا أيضا تكتسب عملية مكافحة الإخوان زخما خلال الفترة الحالية، بعد خطوات متراكمة في عدة دول خلال السنوات الماضية، ساهمت بحصار الجماعة.
ومن النمسا إلى ألمانيا مرورا بإيرلندا وفرنسا وبلجيكا وسويسرا، تراكمت التحركات ضد الإخوان، بشكل دفع الجماعة إلى دائرة الرقابة والمواجهة، وجردها من أدوات جمع التمويل ونشر الدعاية.
الملاذ الخفي
ووضع الخبير المصري في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب قرار الإكوادور في إطار تحرك دولي متوقع ضد الجماعة في الفترة المقبلة.
وقال أديب لـ"العين الإخبارية" إن للإخوان تواجدا مهما في أمريكا اللاتينية وفي القلب منها الإكوادور، متوقعا أن تحذو دول كثيرة حذو أمريكا.
وأضاف "القراران التنفيذي والتشريعي في أمريكا يفهم منه أن المزاج السياسي في واشنطن يتجه لوضع التنظيم على قوائم الإرهاب لأنه يمثل تهديدا للولايات المتحدة وحلفائها".
وأكد أن القرار الأمريكي سيدفع دولا أخرى لاتخاذ نفس الخطوة، ومن ثم يمكن فهم قرار الإكوادور "ضمن سياق عام يتجه إلى تصنيف الإخوان على قوائم الإرهاب. أتوقع قرارات مقبلة من دول أخرى في نفس السياق حتى قبل صدور قرار وزارتي الخارجية والخزانة الأمريكيتين".
وأضاف أديب "نشاط الإخوان ممتد في قلب أوروبا وأمريكا اللاتينية أيضا. الأخيرة باتت مركزا أهم بكثير من عواصم القارة العجوز، لأنها ملاذ للإخوان لا ينتبه إليه العالم".
وأوضح أن التصنيف الأخير سيضع وجود الإخوان في تلك القارة وليس في الإكوادور فقط "تحت المجهر"، لافتا إلى أنه يكتسب أهمية في ظل التحركات الغربية التي تستهدف الإخوان، ومن ثم فإن الجماعة ستفقد "ملاذا محتملا" في حال تصاعدت الموجة ضدها في الغرب.
الشبكة المالية
نقطة أخرى أشار لها أديب في هذا الصدد تتعلق بالنشاط الاقتصادي المتنامي للإخوان في أمريكا اللاتينية. وقال "الشبكة المالية للتنظيم في أمريكا اللاتينية قوية. نحن أمام أناس حرضوا على ممارسة العنف في بلادهم وذهبوا إلى أمريكا اللاتينية والإكوادور باستثمارات ينفقون من خلالها على الإرهاب والعنف ويحرضون عليه".
ولفت إلى أن مشروعاتهم تأخذ "صبغة إسلامية" مثل "تجارة الذبح الحلال"، موضحا أن هذا النشاط التجاري يدير أموالا طائلة على الإخوان تساعد في تمويل بقية الأفرع، ولو نضب هذا التمويل سيؤثر بالقطع على نشاط الجماعة ليس في الإكوادور لا أمريكا اللاتينية وحدها، بل في العالم كله.
واتفق الخبير في شؤون الحركات الإسلامية ماهر فرغلي، مع أديب في أن الإخوان يجنون أرباحا طائلة من نشاطهم التجاري في أمريكا اللاتينية والإكوادور، فمن "تجارة الحلال" إلى المدارس وحضانات الأطفال فتجارة الأخشاب، يحقق الإخوان مكاسب ضخمة.
وأشار فرغلي إلى أن الجماعة تسيطر أيضا على مراكز إسلامية في الإكوادور تعتبر مركز تجنيد للأنصار الجدد ورافدا مهما لجمع التبرعات.
وإن أوضح فرغلي أن تصنيف الإكوادور للإخوان تنظيما إرهابيا سيؤثر على نشاط الجماعة بالنظر إلى أن "أمريكا اللاتينية باتت الثقل الرئيسي لها في تلك المرحلة" و"سيحد من قدرة الإخوان على المناورة" ضد التحركات الغربية، إلا أنه رأى أن التصدي الفعال للتنظيم لن يؤتي ثماره إلا مع "وضع استراتيجية عالمية شاملة للمواجهة"، وهو ما وافقه فيه الخبير منير أديب أيضا، إذ دعا إلى تبني مجموعة من الدول استراتيجية متكاملة وشاملة للتصدي للإخوان ودفع المجتمع الدولي إلى تنفيذها.
تفكيك التنظيم
وقال أديب "الإخوان تم حظرهم في أهم الدول العربية وهي منطقة المنشأ التي حققت دولها تقدما كبيرا في مواجهة وتفكيك التنظيم. الآن نحن أمام موجة من المواجهة في الدول التي وفرت ملاذات آمنة للجماعة وسمحت لها بالاستمرار مثل الإكوادور".
وتابع "تلك الملاذات الآمنة ستتحول بالتدريج بعد قرار واشنطن إلى طاردة ومن ثم ستثمر جهود الدول العربية في هذا الصدد، فطالما وجدت الجماعة بيئة آمنة تظل القرارات التي اتخذها العرب غير فعالة من دون قطع شبكات تمويل التنظيم والتضييق على وجوده في مختلف دول العالم عبر تنسيق أمني وتعاون استخباراتي. أتوقع أن يحدث هذا الأمر على مراحل بعد قرار واشنطن".
وأوضح أن انهيار الملاذات الآمنة سيحول التنظيم إلى مجرد مجموعات صغيرة تؤمن بأفكار وحدة في مناطق مترامية لا يوجد بينها اتصال ولا رابط، وبالتالي سيتفكك التنظيم تدريجيا، وصولا إلى القضاء عليه تماما. وقال "خلال فترة سيتحول تنظيم الإخوان إلى خلايا لا رابط بينها ومع الوقت ستتفكك طالما لا تجد لنفسها موظئ قدم في أي دولة، وحتى الأفكار التي تؤمن بها تلك الخلايا ستتلاشى مع الزمن".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTAg جزيرة ام اند امز