"الرصاصة لاتزال في جيبي" .. انتصار من رحم النكسة
فيلم "الرصاصة لاتزال في جيبي"، يبقى الأشهر والأكثر تأثيراً في المشاهد المصري، من بين الأفلام الكثيرة التي تناولت حرب أكتوبر المجيدة.
يبقى فيلم "الرصاصة لاتزال في جيبي"، الأشهر والأكثر تأثيراً، في المشاهد المصري، من بين الأفلام الكثيرة التي تناولت حرب أكتوبر المجيدة، حيث بدأت أحداثه بالنكسة ليولد الانتصار من رحمها في النهاية.
وأنتج الفيلم عام 1974 ليؤرخ لفترة شديدة الحيوية والأهمية في التاريخ المصري الحديث، وجاءت فكرته بعد عبور قناة السويس بساعتين فقط.
ويعد" الرصاصة لاتزال في جيبي" واحدا من أكثر الأفلام نجاحاً حتى يومنا هذا، وشارك في بطولته الفنان محمود ياسين صاحب أكبر مشاركات في أفلام "حرب أكتوبر"، ونجوى إبراهيم وحسين فهمي وكتب قصته الروائي الشهير إحسان عبدالقدوس وأخرجه حسام الدين مصطفى، وتم تصويره في مواقع الأحداث الحقيقية.
فكيف جاءت قصة الفيلم وكيف تم تصويره تحت إشراف مباشر من القوات المسلحة المصرية؟.
بحسب تصريحات صحفية سابقة للروائي الراحل إحسان عبد القدوس فقد تم كتابة رواية "الرصاصة لاتزال في جيبي"، والتي تحولت إلى فيلم بنفس الاسم على مرحلتين.
المرحلة الأولى، جرى كتابتها أثناء مرحلة معارك حرب الاستنزاف، ونشرت هذه المرحلة تحت عنوان" رصاصة واحدة في جيبي"، وبعد حرب السادس من أكتوبر كتبت المرحلة الثانية من القصة تحت عنوان" الرصاصة لاتزال في جيبي".
وتدور أحداث الفيلم حول شخصية" محمد" بطل العمل الذي يضل طريقه في الصحراء شهوراً طويلة محتفظاً برصاصة في جيبه احتفظ بها منذ نكسة 1967، أملا في استخدامها بنفسه كمجند مع أول مواجهة حقيقية مع إسرائيل، وبالفعل يحقق حلمه في النهاية بعبور قناة السويس.
أما عن فكرة إنتاج وتصوير الفليم فيعود الفضل الأول فيها للمنتج السينمائي رمسيس نجيب، والذي اتصل هاتفياً بالفنان محمود ياسين يوم السادس من أكتوبر عام 1973 يطلب منه الحضور لمكتبه في تمام الرابعة عصراً أي بعد بدء عبور قناة السويس بساعتين واتفق معه على بدء تصوير الفيلم في أماكن الأحداث الحقيقية في الإسماعيلية وبورسعيد بمشاركة مخرجين معاونين بلغ عددهم 8 مخرجين، إلى جانب 10 مصورين و8 مونترين.
وقال الفنان محمود ياسين في أحد لقاءاته التلفزيونية، إن فريق عمل الفليم والقوات المسلحة وبعض الأهالي القليلين جداً هم فقط من كانوا يعيشون في مدينتي الإسماعيلية وبورسعيد والتي صورت فيها أحداث الفيلم، والتي التقى خلالها بأحد قيادات الجيش الهامة وقتها المشير أبوغزالة في أحد المعسكرات تحت الأرض، والذي كان برتية عميد وقتها، وأصبح فيما بعد وزيراً للدفاع.