المركزي المصري يسحب سيولة "ضخمة" من البنوك لهذا السبب
للمرة الثانية على التوالي سحب البنك المركزي المصري 100 مليار جنيه (5.2 مليار دولار) من فائض السيولة لدى البنوك من إجمالي 374.6 مليار جنيه عرضها 20 بنكاً خلال العطاء.
ورأى مصرفيون أن سحب السيولة تسهم في تحقيق التوازن وظبط السيولة المتداولة، والمساعدة على مواجهة التضخم والسيطرة عليه.
وشهدت العطاءات التي طرحها البنك المركزي المصري للبنوك العاملة في السوق إقبالا شديدا، وتقديم أموال فاقت الحجم المطلوب من البنك المركزي نتيجة قيام البنوك بطرح أدوات مختلفة لعملائها أدت إلى تضخم السيولة لديها بشكل كبير خاصة مع طرح شهادات الادخار ذات العائد المرتفع 14% وأكثر من ذلك.
وبلغ متوسط سعر الفائدة في عطاء الأربعاء على الودائع لآجل 28 يوماً 11,5% ما تعد الأعلى على الودائع قصيرة الآجل، فيما سجلت 11.7% على الودائع الأسبوعية الثابتة.
مواجهة التضخم
قال الدكتور أحمد شوقي، الخبير المصرفي لـ"العين الإخبارية"، إن سحب السيولة من البنوك يتم بعائد مرتفع يساعد البنوك على توظيف السيولة الزائدة بما يدفعها لجذب مزيد من مدخرات العملاء من خلال تسعير فائدة مرتفع على الادخار.
وأضاف أن البنك المركزي يقوم بسحب السيولة من البنوك والسوق بهدف السيطرة على التضخم وزيادة ثقافة الادخار وتقليل الإنفاق.
وتابع "سحب السيولة يأتي أيضا لسد فجوة السيولة بين التدفقات الداخلة والخارجة، وتلبية احتياجات وزارة المالية خارج نطاق أذون الخزانة وتوفير سيولة لبعض القطاعات".
وبحسب نائب رئيس المعاملات الدولة في أحد البنوك لوسائل إعلام محلية، سحب السيولة يهدف إلى التحكم في معدلات السيولة المرتفعة في السوق وضبطها، مشيرًا إلى أن ذلك من شأنه خفض معدلات التضخم وزيادة شهية الاستثمار في الجنيه المصرفي داخل الجهاز المصرفي في مصر.
وقال محمد عبدالرحيم الخبير المالي لـ"العين الإخبارية" إن قيام المركزي بسحب السيولة من البنوك بعائد مرتفع يؤدي لقيام البنوك بطرح أدوات للادخار بعوائد أعلى ما يؤدي لجذب مزيد من السيولة، والتي ينعكس بدوره على الاستثمار في الذهب والعقارات، مع تحول أغلبية الأموال للادخار في البنوك بعائد مجزٍ أو الاستثمار في الجنيه المصري بعيداً عن الذهب والعقارات.
طروحات البنك المركزي
يطرح البنك المركزي المصري 3 عطاءات أسبوعية في السوق المفتوح للبنوك العاملة في الجهاز المصرفي المصري وتقسم كالتالي:
- عطاءات بمعدل فائدة ثابتة لمدة أسبوع، كل ثلاثاء وهي قصيرة المدة، ويحق للبنوك استعادتها بعد انتهاء المدة.
- عطاءات بنظام آلية السوق المفتوح من خلال طرح وديعة بمعدل فائدة مرتبط بسعر الكريدور آجال 28 يوما كل يوم أربعاء، ويسترد كل بنك حصته أو يعيد استثماره مرة أخرى وبحسب حجم العطاء المطروح من المركزي مجددا.
- طرح وديعة بمعدل فائدة متغير آجال 28 يوما العائد وهي متوقفة من 2018.