وفاة عيسى صالح القرق.. أول مصرفي إماراتي ومسيرة حافلة بالعطاء
توفى رجل الأعمال الإماراتي البارز عيسى صالح القرق والذي يعتبر أول مصرفي إماراتي، وذلك بعد مسيرة حافلة من العطاء.
وأسس رجل الأعمال الراحل مجموعة "عيسى صالح القرق" وشغل منصب رئيس مجلس إدارتها بين 1960 و2022، كما أطلق "مؤسسة عيسى صالح القرق الخيرية" بعد صدور مرسوم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبرأس مال كامل من الحساب الشخصي للمؤسس، فضلاً عن وقف مجموعة من العقارات لأغراض المشاريع الخيرية التي تتبناها المؤسسة.
مساعدات خيرية
وامتدت يد الراحل لتقديم مساعدات في مجالات متنوعة، منها التعليمية والطبية ومشاريع الإسكان الخيرية، وكفالة الأيتام والمسنّين، وبناء المساجد ودعم الوعي بالتراث الإسلامي والحضارة الإسلامية، وغيرها.
واستهدافت المؤسسة الخيرية للراحل، فئات بعينها بالرعاية والمساعدة من جمعيات ومؤسسات خيرية وجامعات ومستشفيات ومراكز طبية، ومراكز بحث علمي ومؤسسات مجتمعية وأسر متعفّفة، وفقراء ومحتاجين وذوي احتياجات خاصة ومسلمين جدد وغيرها من الفئات.
وتضم محفظة أعمال المجموعة 32 شركة تمثل 370 علامة تجارية عالمية ضمن قطاعات الأعمال المتخصصة، بما فيها مشاريع مشتركة طويلة الأمد.
واستهلّت المجموعة مسيرتها شريكاً تجارياً لعلامة «جرونديج» في بداية الستينات. وسرعان ما حققت نمواً لافتاً أهّلها لإبرام شراكات مع عدد من الشركات العالمية التي كانت تسعى لتأسيس حضورها في الإمارات.
النشأة والمولد
وحسب كتاب «ينابيع الذاكرة» الذي أصدره الراحل في تسعينيات القرن الماضي، ولد عيسى القرق عام 1927 ودرس في طفولته وصباه في مدرستي الفلاح والأحمدية حيث تعلم مبادئ الحساب واللغة العربية والدين الإسلامي. في البيت المقابل للمدرسة الأحمدية انشأ الإنجليز أثناء الحرب العالمية الثانية مستوصفا كان يشرف عليه طبيب من شبه القارة الهندية يدعى محمد أيوب وقد اعجب ذلك الطبيب بفضول الصبي عيسى ورغبته في التعلم، فأعطاه دروسا في اللغة الانجليزية مع أبنائه السبعة، كما أشرف الأديب السيد هاشم الهاشمي على تعليمه فن الخط.
المسيرة المهنية
وبدأ عيسى القرق مسيرته المهنية في مكتب بريد دبي براتب شهري قدره 25 روبية، ثم انتقل إلى مكتب بريد البحرين براتب 140 روبية، ومنه موظفاً في البنك البريطاني الشرق الأوسط حيث تدرج بعد ذلك في مناصب البنك حتى وصل إلى إدارته العليا، كما عُين مديراً لمكتب التطوير في "ديوان حاكم دبي"، وعضواً في "المجلس البلدي لدبي".
وبالتزامن مع نشاطه المصرفي، بدأ القرق نشاطا تجاريا بتأسيس مجموعة عيسى صالح القرق عام 1960 متسلحاً بالخبرة والمعرفة والرؤية الاستراتيجية، حيث حصل على وكالة شركة جراندج للإلكترونيات وشركة سيمنس الألمانية العملاقة وشركة التبغ الأميركية البريطانية أرميتاج شانكس وغيرها، كما ركز أيضا على الاستثمار في المجال العقاري.
ومع مرور عدة عقود تضم محفظة أعمال المجموعة أكثر من 27 شركة تمثّل 370 علامة تجارية عالمية ضمن قطاعات الأعمال المتخصصة، بما في ذلك مشاريع مشتركة طويلة الأمد. وتنشط المجموعة في شراكات مع سلسلة واسعة من القطاعات التجارية، وتملك حاليا، أعمالاً متنوعة في تجارة التجزئة والإنشاءات والصناعة والعقارات.
وتتسم شخصية عيسى صالح القرق بالطموح والديناميكية والعصامية، حيث تمكنت المجموعة تحت قيادته من الاستمرار في تحقيق النمو والتوسع وفتح أسواق جديدة وكان حريصا على ضمان التميّز التشغيلي المحرك الدافع لنجاحات المجموعة وشراكاتها الطموحة التي أثمرت عن إطلاق شركات مثل "القرق يونيليفر"، و"سيمينس"، و"القرق فوسروك"، و"القرق سمولان".