توفي الشيخ محمد محمود الطبلاوي، نقيب القراء في مصر،
توفي الشيخ محمد محمود الطبلاوي، نقيب القراء في مصر، عن عمر ناهز الـ٨٦ عاما.
ونعى الأزهر الشريف، في بيان، الشيخ الطبلاوي، قائلا: "يحتسب الأزهر الشريف وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، عند الله، أحد أبرز أعلام تلاوة القرآن في مصر والعالم في العصر الحديث، الشيخ محمد محمود الطبلاوي".
وتابع البيان: "يؤكد شيخ الأزهر الشريف، أن الشيخ الطبلاوي سيظل يحتل مكانة كبيرة في قلوب وعقول المسلمين، وسيظل صوته العذب يقصده المسلمون للتدبر في آيات الذكر الحكيم، ويبقى الشيخ الطبلاوي علامة بارزة في تاريخ الترتيل والتلاوة في التاريخ الحديث".
الشيخ الطبلاوي.. رحيل بصبغة روحانية لآخر جيل عظماء تلاوة القرآن الكريم
بدورها، نعت دار الإفتاء المصرية، الشيخ محمد محمود الطبلاوي. الذي كان أحد أعلام قراء ومحفظي القرآن الكريم بمصر.
ونعى الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية في مصر، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، الشيخ الطبلاوي، مضيفا أن الراحل كان أحد أعلام القراء المصريين، وقد تلا آيات القرآن الكريم بصوته العذب وأبدع في تلاوته فأوصل معانيه إلى قلوب الناس.
"أيوب المقرئين" ابن "ميت عقبة".. الشيخ محمد الطبلاوي
وتوجه المفتي بخالص العزاء إلى أسرة الشيخ الطبلاوي ومحبيه، داعيا الله أن يغفر له ويرحمه ويشفع فيه القرآن الكريم فيكون له نورا.
ويعد الشيخ الطبلاوي الملقب بـ"سلطان التلاوة" إحدى قامات الرعيل الأول لقراء مصر، سخّر حياته للقرآن الكريم فحفظه في عمر العاشرة، ثم سار بعدها في درب علم القراءات والتجويد، متخذاً من تلاوات الشيخ محمد رفعت والشيخ علي محمود نبراساً له.
والتحق الشيخ الطبلاوي بالكتّاب وهو في سن الرابعة ليكون من حفظة كتاب الله، بعد إصرار والده فكان يعلق على هذا بقوله: "جاءت البشرى من جدي لأمي حين كنت جنينا وأخبرهم بأني سأكون من حفظة القرآن الكريم، فتمسك والدي بهذه الرؤية".
هذا الإصرار امتد للابن نفسه، فتقدم للإذاعة المصرية 10 مرات حتى تم قبوله كقارئ معتمد عام ١٩٧٠ ونجح في تسجيل القرآن الكريم كاملا بالتجويد والتلاوة.
واعتاد المصريون أن يصافح مسامعهم صوت الشيخ محمود الطبلاوي، يوم الجمعة، وهو يصدح عبر الإذاعة المصرية بما يتيسر من آيات القرآن الكريم.
وعلى الرغم مما شكلته الإذاعة من محطة مهمة في حياة الشيخ، فإن جلّ محطاته كانت في قراءته للقرآن الكريم في جوف الكعبة لدى مشاركته في غسيلها بحضور العاهل السعودي الراحل الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود.
وسافر "آخر حبة في السبحة المباركة لقراء القرآن الكريم في مصر"، كما وصفه الكاتب الراحل محمود السعدني، إلى نحو 80 دولة ممثلا في المؤتمرات ومحكما لكثير من المسابقات الدينية.
وولد الشيخ الجليل في ١٤ نوفمبر عام ١٩٣٤ بحي ميت العقبة بمحافظة الجيزة، المتاخمة للعاصمة القاهرة لكن أصوله تمتد لمحافظتي الشرقية والمنوفية.
وتقلد الشيخ الطبلاوي مناصب عدة، فأصبح عضوا بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ولجنة القرآن والمستشار الديني بوزارة الأوقاف المصرية ونقيب قراء القرآن الكريم.