ما هو الفرق بين التحول إلى الأخضر والاستدامة؟.. إجابة بسيطة
التحول للبيئة الخضراء يختلف عن الاستدامة
في الوقت الحاضر، يبدو أن الجميع يتحدثون عن العيش المستدام، وأيضًا عن التحول إلى البيئة الخضراء، وأن تكون صديقًا للبيئة، وصديقًا للأرض.
وكل هذه الكلمات الطنانة والعديد غيرها التي قد تحيرك، كيف يمكنك معرفة الفرق بين التحول إلى الأخضر والاستدامة؟ سنخبرك بالضبط بما يجب أن تعرفه، وكيف تبدأ العيش في بيئة خضراء ومستدامة في الوقت الحالي؟
التحول إلى اللون الأخضر.. ماذا يعني ذلك؟
ينبع الاختلاف الرئيس بين التحول إلى الأخضر والاستدامة من نطاق وحجم السياسات والممارسات؛ حيث يعمل التحول إلى الأخضر على 'ساق' واحدة وهو أحد أبعاد الاستدامة التي تعمل على ثلاث 'أرجل'. فيما يلي إرشادات أساسية تفصل بين الأخضر والاستدامة.
يُشير مفهوم التحول إلى الأخضر، إلى أي منتج أو عملية تعزز الرفاهية البيئية، كما يعني أيضًا المراقبة المستمرة وتحسين كيفية استخدام البشر للموارد الطبيعية لتقليل التأثير على البيئة وصحة الإنسان. يتم استخدام هذه الموارد الطبيعية بطريقة تُمكنها من تلبية الاحتياجات المستقبلية دون التضحية بالاحتياجات الحالية.
- الليثيوم طريق الاستدامة.. "إكسير" الشباب للقارة العجوز (تحليل)
- الاستدامة والتنوع والابتكار.. ركائز لعلاقات إماراتية-برازيلية مزدهرة
ما هي الاستدامة؟
عادة ما يفكر الأفراد عند الانخراط في أي نوع من النشاط في فكرة استدامته، هل هي موجودة دائمًا أم كامنة في الخلفية؟ وإذا تم وصف نشاط ما بأنه غير مستدام، فهذا يعني أن إدارة المشروع قد فشلت.
يمكن تعريف الاستدامة على أنها "خلق مستقبل صالح للعيش لكل شخص على وجه الأرض مع عدم الإضرار بالبيئة أو أن ما نقوم به اليوم لا يستنفد الموارد للأجيال القادمة، وبالتالي دعم التوازن البيئي على المدى الطويل. هذا، وتتعلق الاستدامة بتذكر أن الأرض تتكون من مصادر محدودة، واتخاذ الخطوات للحفاظ عليها لا يعني الحفاظ على النباتات فحسب، بل يشمل أيضًا رفاهية المجتمع العالمي.
هذا، وتشمل القضايا التي يمكن أن تتناولها استراتيجيات الأعمال المستدامة ما يلي: (تغير المناخ، عدم المساواة في الدخل، نضوب الموارد الطبيعية، قضية حقوق الإنسان)
لماذا الاستدامة مهمة؟
تعد الاستدامة أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على جودة حياتنا، وتنوع الحياة على الأرض، وصحة النظم البيئية، وفي هذا الصدد، تعمل الممارسات البيئية المستدامة على تحسين جودة المياه والهواء، وتقليل مدافن النفايات، وزيادة مصادر الطاقة المتجددة على المدى الطويل. تضمن هذه التغييرات ظروفا معيشية أنظف وأكثر صحة لجميع الأفراد، لا سيما في المجتمعات ذات الدخل المنخفض.
علاوة على ذلك، تعتبر الاستدامة مهمة لأنها تضمن كوكبًا صالحًا للعيش للأجيال القادمة. ولأن الموارد الطبيعية محدودة، يجب استخدامها بشكل متحفظ على المدى القصير. إذا لم يكن الأمر كذلك، فنحن ملزمون بنفاد الوقود الأحفوري، واستنفاد الموارد الطبيعية، وإلحاق الضرر بالغلاف الجوي للأرض بشكل يتعذر إصلاحه. من خلال ممارسة الاستدامة الآن، فإننا نخلق عالمًا أكثر أمانًا وصالحة للعيش لأطفالنا وأحفادنا.
في مجال الأعمال التجارية، لا تساعد الاستدامة في مواجهة التحديات العالمية فحسب، بل تساهم أيضًا في نجاح المؤسسة بشكل عام. وفقًا لماكينزي، فإن الشركات التي لديها أعلى مقاييس ESG (المستخدمة لتحديد المعايير الأخلاقية واستدامة المؤسسة) تتفوق باستمرار على بقية السوق؛ نتيجة لذلك، تميل الشركات المستدامة إلى أن تكون الأكثر ربحية. تؤدي الممارسات المستدامة أيضًا إلى زيادة النجاح من خلال حماية العلامة التجارية للشركة، وتخفيف المخاطر، وتوفير ميزة تنافسية.
ما هي أهم اتجاهات الاستدامة في الوقت الحالي؟
فيما يلي أهم اتجاهات الاستدامة التي يجب البحث عنها الآن:
- الاستثمار في الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات؛ يُعد شكل من أشكال الاستثمار الذي يعطي الأولوية للمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة بالإضافة إلى العوائد المالية.
- أن تكون إيجابيًا للمناخ: ليس فقط تحقيق انبعاثات كربونية صافية صفرية، ولكن إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
- النقل النظيف: تعهدت 18 شركة من أكبر 20 شركة لتصنيع السيارات في العالم بالتحول إلى تصنيع السيارات الكهربائية.
- الإفصاح من الشركات: ستخضع الشركات للمساءلة من قبل الحكومات لإبلاغ الجمهور بمخاطرها المناخية.
فضلًا عن أنه يمكنك البدء على نطاق صغير للوصول إلى طرق أكثر للحياة المستدامة عبر ما يلي:
- تقليل استخدام الضوء؛ حيث يعد تذكر إطفاء الأنوار (أو أي أجهزة) عند عدم استخدامها طريقة سهلة للحفاظ على الطاقة، كما يمكنك أيضًا محاولة شراء مصابيح وأجهزة كهربائية موفرة للطاقة.
- الحفاظ على الطاقة؛ حيث أدرك الجنس البشري أن العديد من مصادر الطاقة الحالية (الغاز الطبيعي والفحم والماء) محدودة. ولا تزال هناك أيضًا بعض المشكلات المتعلقة باستدامة حصاد ضوء الشمس كمصدر للطاقة أيضًا؛ حيث تحتوي الألواح الشمسية على مواد سامة وتحتاج إلى استبدالها بشكل متكرر. لذا أفضل شيء تفعله للأرض الآن هو الحفاظ على استخدامك للطاقة بشكل عام.
- استخدم كمية أقل من الماء؛ حيث يعد استخدام كميات أقل من المياه طريقة أخرى يمكنك من خلالها الحفاظ على الموارد.
- قيادة أقل: من خلال استخدام وسائل نقل أخرى مثل المشي أو ركوب الدراجات بدلاً من ركوب السيارة، وإذا كنت بحاجة إلى سيارة، فحاول استخدام وسائل النقل الجماعي لتقليل انبعاثات الكربون، والتي تُعد إحدى الطرق لجعل النقل أكثر استدامة.
- القراءة عبر الإنترنت؛ حيث يُساعد اختيار القراءة عبر الإنترنت بدلاً من استخدام النسخ الورقية في توفير الأشجار والطاقة والمياه.
- تقليل الاستهلاك: يُعد أحد أفضل الطرق لتقليل التأثير على الكوكب، عن طريق شراء ما نحتاجه فقط، وتجنب المنتجات ذات الاستخدام الفردي، واختيار المنتجات ذات الحد الأدنى من التعبئة والتغليف.
- إزالة الكربون من النظام الغذائي: التحول نحو البروتينات البديلة، ومنتجات الألبان البديلة، والبدائل الأخرى لنظام الغذاء الصناعي اليوم.
- إعادة الاستخدام: يُعد إعادة استخدام العناصر والمنتجات جزءًا لا يتجزأ من العيش بأسلوب حياة صديق للبيئة، فمن خلال إعادة الاستخدام، فإنك تحد من النفايات وتقلل الحاجة إلى مزيد من التصنيع لمنتجات جديدة، كما أنها طريقة رائعة لتقليل الهدر وتوفير المال، لذا فقبل التخلص من شيء ما، يجب أن نسأل أنفسنا ما إذا كان يمكن استخدامه لغرض آخر. على سبيل المثال، يمكن استخدام أواني الحلوى لتخزين الطعام أو كمزهرية للزهور.
- إعادة التدوير: هي طريقة أساسية أخرى لتقليل النفايات، من خلال فصل النفايات في صناديق الفصل الثلاثية والتي تتضمن وحدة خاصة بالورق والبلاستيك ووحدة خاصة بنفايات الزجاج وأخيرًا وحدة خاصة بالمعدن.
- الشراء المحلي: عندما تشتري محليًا، فأنت لا تدعم المزارع والشركات المحلية فقط، ولكنك تدعم البيئة العالمية من خلال تقليل شحن الوقود من الأطعمة والإمدادات التي يجب أن تسافر لمسافات طويلة.
التعلم من أجل التحول الأخضر والتنمية المستدامة
يصنف الأوروبيون تغير المناخ من بين أخطر المشكلات التي تواجه العالم اليوم، ومن هذا المنطلق، تدعم المفوضية الأوروبية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لاتخاذ الإجراءات اللازمة للتعليم والتدريب في جميع القطاعات؛ استجابة لهذه الأزمة الكوكبية، والتي تضمنت ما يلي:
- جعل التعلم من أجل التحول الأخضر والتنمية المستدامة أولوية في سياسات وبرامج التعليم والتدريب.
- تزويد المعلمين بالمعرفة والمهارات والمعارف اللازمة للتدريس حول أزمة المناخ والاستدامة، بما في ذلك التعامل مع القلق البيئي بين طلابهم.
- تزويد جميع المتعلمين بفرص للتعرف على أزمة المناخ والاستدامة في التعليم الرسمي (على سبيل المثال، التعليم الأساسي والتعليم العالي) والتعليم غير الرسمي (مثل الأنشطة الصيفية وعمل الشباب).
- إشراك الطلاب والموظفين والسلطات المحلية والمنظمات الشبابية ومجتمع البحث والابتكار بنشاط في التعلم من أجل الاستدامة
- خلق فهم مشترك حول التغييرات العميقة والتحويلية اللازمة في التعليم والتدريب من أجل الاستدامة والتحول الأخضر.
- حشد الأموال الوطنية والأوروبية للاستثمار في المعدات والموارد والبنية التحتية الخضراء والمستدامة.
الإمارات نموذجًا
تُكرس دولة الإمارات عام 2023 للاستدامة، حيث أعلنت "عام الاستدامة"، تحت شعار "اليوم للغد". سيتضمن عام الاستدامة في دولة الإمارات مبادرات وفعاليات وأنشطة متنوّعة تسلط الضوء على تراث دولة الإمارات الغني في الممارسات المستدامة، إضافة إلى نشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية وتشجيع المشاركة المجتمعية في تحقيق استدامة التنمية ودعم الاستراتيجيات الوطنية في هذا المجال.
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjIzMyA=
جزيرة ام اند امز