خبراء: الوضع الاقتصادي السيئ لتركيا لا يتحمل العقوبات الأمريكية
القلق يسيطر على المستثمرين من تلقي الاقتصاد التركي المتداعي ضربات جديدة موجعة، بعد تهديدات أمريكية بفرض عقوبات اقتصادية.
أكد خبراء ومحللون للأسواق الناشئة، أن الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه تركيا الآن، وضع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في موقف لا يحسد عليه، إثر تلقيه تهديدات من الرئيس الأمريكي بفرض عقوبات اقتصادية، تزيد من هذا الوضع السيئ، بحسب تقرير لشبكة CNBC الأمريكية.
وهدد ترامب بفرض عقوبات على تركيا، يوم الخميس الماضي، ردًّا على استمرار اعتقال أنقرة للقس الأمريكي آندرو برونسون، الذي تم اعتقاله في 2016، بتهمة التورط في محاولة الانقلاب العسكري، وهو ما نفاه القس الأمريكي تماما.
وقال تيموثي آش، كبير المحللين السياديين في الأسواق الناشئة بشركة بلوباي أسيت مانجمنت، إن أرودغان مقيد في الرد على الرئيس الأمريكي، فقد انتظر 3 أيام للتعليق، ولجأ إلى لغة دبلوماسية نسبيا، ومن المرجح أن يتراجع الأتراك في النهاية بسبب موقفهم الاقتصادي المتأزم.
ويشير محلل الأسواق الناشئة إلى أن الليرة التركية انخفضت الأسبوع الماضي بنحو 4%، إثر فشل البنك المركزي في رفع أسعار الفائدة، رغم تفاقم التضخم، وهو ما عزز مخاوف المستثمرين من أن البنك المركزي التركي لن يكون مستقلاً عن توجهات أردوغان المتحفظة إزاء رفع الفائدة.
ويوضح التقرير أن هذا الموقف المتضارب سيُترجم في اتساع العجز في الحساب الجاري، واستمرار التضخم أعلى من 15%، أي ثلاثة أضعاف المستهدف، وهو ما يجعل الاقتصاد التركي لا يحتمل أي ضربات جديدة مثل العقوبات الأمريكية.
وصرح أردوغان للصحفيين خلال زيارته لجنوب أفريقيا، "لا يمكن للعقوبات أن تجعل تركيا تتراجع، وإذا لم تغير الولايات المتحدة موقفها، فيجب ألا تنسى أنها ستخسر شريكًا قويا ومُخلصا".
وترى CNBC أن هناك توترا قائما بالفعل، وأصبحت العلاقة بين حلفاء الناتو محفوفة بالمخاطر، لذا من المرجح أن يعمل الدبلوماسيون من كلا الطرفين على حل؛ من أجل تجنب تصاعد التوتر.
وبحسب تيموثي آش، فإن العقوبات الأمريكية في حالة دخولها حيز التنفيذ، ستتضمن تقييد الإقراض من المؤسسات المالية الدولية، وإذا تصاعدت حدة التوتر فسيكون هناك إجراءات تخلق أزمة اقتصادية أكثر عمقا.
aXA6IDMuMTcuMTU1LjE0MiA= جزيرة ام اند امز