تكلفة الانتخابات الأمريكية.. رقم تاريخي والنساء علامة فارقة
الطريق إلى البيت الأبيض مكلف للغاية، فهو مفروش بمليارات الدولارات التي قد تفوق الناتج المحلي الإجمالي لبعض الدول.
14 مليار دولار هو الرقم الذي توقعه مركز السياسات المستجيبة، وهو مجموعة تعرف نفسها بأنها مستقلة، وتتعقب الأموال في السياسة الأمريكية وتأثيرها على الانتخابات والسياسة العامة.
رقمٌ يجعل من الانتخابات الرئاسية لعام 2020، والتي يتنافس فيها كل من المرشح الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي جو بايدن، الأغلى في التاريخ.
السباق "الأغلى في التاريخ"
ويقول المركز في تقرير حديث له صدر اليوم الخميس، وطالعته "العين الإخبارية" إن الانتخابات الرئاسية لعام 2020 أصبحت الأغلى في التاريخ، حيث من المتوقع أن تصل التكلفة الإجمالية للسباق المقرر في 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، إلى 14 مليار دولار، محطما بذلك سجلات الإنفاق.
ويتوقع المركز البحثي الذي يتخذ من العاصمة واشنطن مقرا له، أن تشهد انتخابات هذا العام إنفاقا أكثر من الدورتين الرئاسيتين السابقتين مجتمعتين.
تدفقٌ استثنائي تحدى جائحة فيروس كورونا المتفشي في الولايات المتحدة، فالجميع بدءا من الأفراء مرورا بالمليارديرات يسارعون للتبرع من أجل مرشحهم للرئاسة.
تقول شيلا كرومهولز، المديرة التنفيذية لمركز السياسات المستجيبة، إن المانحين ضخوا مبالغ قياسية من الأموال، في منتصف المدة لعام 2018، ويبدو أن 2020 يمثل استمرارا لهذا الاتجاه - لكنه تضخم".
قبل عشر سنوات، كان من الصعب تخيل مرشح رئاسي بقيمة مليار دولار، لكن من المحتمل أن تشهد هذه الدورة اثنين، وفق تقديرات كرومهولز.
بايدن "الأغلى"
واستنادا للأرقام التي رصدها مركز السياسات المستجيبة، سيكون بايدن أول مرشح في التاريخ يجمع مليار دولار من المانحين.
إذ جلبت حملته رقما قياسيا قدره 938 مليون دولار حتى 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، في مؤشر خلق نوعا من الحماس لدى الديمقراطيين لهزيمة ترامب الذي جمع 596 مليون دولار، وهو ما سيلقي عليه جهدا كبيرا لجمع الأموال.
وقال المركز إن "آلة المال الخاصة بالديمقراطيين أقوى من أي وقت مضى في عام 2020، إذ أنفق مرشحوهم 5.5 مليار دولار مقارنة ب3.8 مليار للجمهوريين".
ويمثل صغار المانحين 22 % من الأموال التي تم جمعها في دورة 2020، مقارنة بـ15% فقط عام 2016 لهذه الفئة التي قدمت 200 دولار أو أقل.
في المقابل، أجبر وباء كورونا المرشحين على التخلي عن جمع التبرعات الشخصية من المانحين الأثرياء، واعتمدت الحملات بشكل متزايد على جمع التبرعات الافتراضية باستخدام النصوص ورسائل البريد الإلكتروني، وهي استراتيجية تعمل بشكل أفضل عندما يكون الأمريكيون أكثر انخراطًا في السياسة.
المجموعات السياسية، أنفقت من جانبها أكثر من مليار دولار هذا العام للإعلان في منصات مثل Facebook وGoogle، وفقًا لقاعدة بيانات الإعلانات عبر الإنترنت لـOpenSecrets.
النساء العلامة الفارقة
بيْد أن اللافت في رصد مركز السياسات المستجيبة، هو سجلات التبرعات النسائية، حيث تبرعت أكثر من 1.5 مليون امرأة للجان الفيدرالية، وهو ما يمثل 44٪ من جميع المتبرعين، بزيادة 37٪ عن انتخابات 2016.
ففي انتخابات عام 2020 ، قدمت النساء 2.5 مليار دولار حتى منتصف أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بزيادة 1.3 مليار دولار طيلة انتخابات 2016 بأكملها.
وبحسب أرقام المركز البحثي الأمريكي، قدمت النساء اللاتي تبرعن بأكثر من 200 دولار بحوالي 1.3 مليار دولار للديمقراطيين وحوالي 570 مليون دولار للجمهوريين.
.