كان العالم موبوءا بالفيروس القاتل يتلف الأرواح ويغلق الحدود ويقطع التواصل البشري وينذر الاقتصاد الدولي بالركود والبوار عندما استلهم شيخ زكي الوجه والكف والفؤاد حكمة صينية قديمة بأن هذا الوقت سيمضي حين هدد فيروس كورونا البشرية والمجتمعات الآمنة بالمجاعة.
أسست الدولة بتوجيهات ولي عهد أبوظبي "صندوق الإمارات-وطن الإنسانية" لتوحيد الجهود الوطنية للتصدي للوباء، وتكفلت بعلاج الحالات الحرجة عن طريق الخلايا الجذعية.
ثم أطلقت حملة "عشرة ملايين وجبة" وبعدها حملة "معا نحن بخير" لدعم الأفراد والأسر المحتاجة والأكثر تضررا فتحول المجتمع الإماراتي إلى خلية نحل، ليتم إيصال وجبات الطعام والطرود الغذائية للمستفيدين في جميع إمارات الدولة مباشرة إلى أماكن سكنهم.
واحتضن الإماراتيون أهالي ضحايا الوباء عبر مبادرة "أنتم بين أهلكم"، فأعلنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي كفالة ورعاية أسر المتوفين كافة بسبب فيروس كورونا المستجد من جميع الجنسيات.
كانت القيادة الإماراتية تسير على نهج الآباء وهدي السماء، كما علمها المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
ولكن ماذا يصنع من لا زايد يعلمه ولا محمد بن زايد ليقوده، وقد ترك الوباء الشعوب واقتصاداتها رهينة الحجر الصحي ووضع الدول والحكومات أمام تحديات غير مسبوقة.. واستحقاقات لم تشهدها من قبل.
بعد تأمين المجتمع الإماراتي -بمواطنيه ومقيميه- واستمرارا لنهج المؤسس العظيم.. بسط الإماراتيون يد المعونة الرحيمة لإغاثة الشعوب التي أرهقها الوباء وأعيتها تكاليف مواجهته.
انطلق الأسطول الجوي الإماراتي في 181 رحلة جوية حملت أكثر من ألفي طن من الإمدادات والمساعدات الطبية إلى أكثر من 135 دولة حول العالم استفاد منها قرابة 1.8 مليون من الكوادر الطبية والتمريضية خاصة في الصفوف الأمامية في محاربة الفيروس.
فالحكمة الإماراتية التي جمعت الشرق والغرب.. على شريعة الأخوة الإنسانية النبيلة.. سارت على درب مرسوم.. ونهج معلوم.. أسسه الشيخ زايد رحمه الله.