مهرت هذه الأكف الكريمة اتفاقية ترسيم الحدود بين السعودية والإمارات عام 1974، بتوقيعٍ أبلغ في ميثاقيته وتأثيره مما تعارفت عليه الدول.
كان الشيخ زايد بضيافة الملك فيصل رحمهما الله، يمضيان بحبر القلوب ويتعاهدان باسم الله والأخوّة على الاستمرار معاً.
على هذا الهَدي سارت العلاقات بين الشعبين الشقيقين في الإمارات والسعودية.
إحساس متبادلٌ بالأخوة والوفاء يقدم العلاقات الإماراتية السعودية كنموذجٍ فريدٍ في التعاون، وصيغة جديدة من التحالف الاستراتيجي بين البلدين والشعبين لم يعرفها القانون الدولي من قبل.
التجارة غير النفطية بين الإمارات والسعودية.. رحلة أرقام تاريخية
فبقانون الودّ وسلطان المحبة الصادقة وغيرة الأخ على أخيه تتجلى روح العلاقة بين البلدين، فنرى ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، تدفعه مروءتُهُ وسجيّته النبيلة ليتجاوز البروتوكول، فلا يمنعه انشغاله بالحديث مع العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين عن النهوض ليقدم الماء إلى الملك سلمان.
لا شك بأن ما يجمع الإمارات والسعودية أكبر من أي معاهدة أو اتفاقية وأعمق من أي تحالف مصلحي أو آن، فالثابت أن في الإمارات والسعودية شعبا واحدا في بلدين.
"الصيد العكِر" في علاقات السعودية والإمارات يرتطم بـ"جبل علي"
والثابت أيضا وحدة المسار والمصير التي صهرتها تجارب الماضي وتحدياته وآفاق المستقبل واستحقاقاته في بوتقة واحدة يقبض عليها الشعب العربي في الإمارات والسعودية بقلبه ويديه معا.
فلا تنال منها دسيسة مُغرض ولا تخدشها مقولة حاسد، واستقرت في وعي الخاصة والعامة على السواء حتى أنشد لها الشعراء.
أما المتحول في العلاقة بين البلدين فهو ازدياد منسوب الوعي الشعبي قبل الرسمي بضرورة الحفاظ على هذه العلاقة المتميزة وحمايتها في خصوصيتها وفرادتها وتقديمها كتجربة سياسية واقتصادية واجتماعية للحضارة الإنسانية.