استراتيجية الأمن الغذائي بين الإمارات والسعودية.. خطة أمان واعية
لا يوجد مجال تعاون مشترك لم تطرق بابه الإمارات والسعودية خلال السنوات الماضية لتحقيق الاستفادة القصوى من موارد البلدين.
ويأتي الأمن الغذائي على قمة ملفات الشراكة التي تولي لها دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية أهمية استراتيجية.
وفي يناير/ كانون الثاني 2019 كان مجلس التنسيق السعودي الإماراتي على موعد خلال الاجتماع الثاني في أبوظبي، بإطلاق عدة مبادرات، أبرزها استراتيجية الأمن الغذائي المشتركة.
هدف الاستراتيجية
تصبو استراتيجية الأمن الغذائي المشتركة إلى توثيق العمل بين الدولتين في مجال الأمن الغذائي لضمان التغلب على التحديات الغذائية التي تواجه البلدين بصورة خاصة والمنطقة بصورة عامة.
وتسعى الدولتان لتحقيق هذا الهدف الرئيسي من خلال التعاون المشترك والعمل على توفير غذاء آمن ومستدام، وبأسعار مناسبة للجميع وفي الظروف كافة.
كما تتطلع الإمارات والسعودية إلى تسخير القوى الإنتاجية الزراعية والحيوانية والسمكية، والعمل على مشاريع مشتركة لتعزيز الأمن الغذائي المستقبلي للبلدين.
وتعتمد في ذلك على تكنولوجيا المستقبل في ابتكار الحلول لتدعيم منظومة عمل مستدامة ومتكاملة، بما يعزز من مكانة البلدين في مؤشرات الأمن الغذائي العالمي.
وستعمل الاستراتيجية على تطوير حلول فاعلة ومبتكرة، لرفع كفاءة وتنافسية الإنتاج من الأغذية، وتوفير قنوات الدعم للمعنيين في هذا القطاع، واستقطاب الاستثمارات اللازمة لإنشاء مشروعات تحقق الأمن الغذائي في البلدين، وتدعم النمو الاقتصادي بفاعلية.
وضع إطار شامل للأمن الغذائي
وفي نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 وقعت الإمارات والسعودية مذكرة تفاهم في مجال الأمن الغذائي، لتشكل إطارا شاملا لحوكمة مبادرات الأمن الغذائي المشترك والعمل على مختلف مبادرات إعداد الأجندة التنفيذية للبحث والتطوير، وأيضا وضع اللمسات الأخيرة على آلية تنفيذ الاستراتيجية المشتركة للأمن الغذائي.
مجلس التنسيق السعودي الإماراتي.. أهداف واحدة لتحقيق التكامل
وعلقت مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري، وزيرة دولة للأمن الغذائي والمائي الإماراتية، على أن مذكرة التفاهم تعكس عمق العلاقات التي تجمع بين دولة الإمارات والسعودية في كل المجالات، والتي تشهد تطورا ملحوظا على كافة الصعد، لتتكلل برؤية مشتركة نحو هدف واحد، وهو تحقيق الأمن الغذائي للدولتين ومواجهة كافة التحديات بالعديد من الحلول المبتكرة وتوفير مصادر مستدامة للغذاء.
وشددت مريم بنت محمد على أهمية هذه المبادرة في ظل مواجهة قضية الأمن الغذائي العديد من التحديات المشتركة، أبرزها شح الموارد الطبيعية وقلة الأراضي الصالحة للزراعة، وارتفاع معدلات هدر وفقد الغذاء، بالإضافة إلى تحديات جذب الاستثمارات الزراعية ومشروعات إنتاج وإدارة الغذاء.
وأكدت أن هناك توافقا في الرؤى بين الدولتين حول الحلول التي نعمل على تطبيقها على أرض الواقع، واتخاذ خطوات ملموسة نحو تحقيق الرؤية المشتركة للأمن الغذائي والتي تتمثل في توفير غذاء آمن، ومغذ وبأسعار مناسبة للجميع وبكافة الظروف من خلال تبني نهج الابتكار والاستدامة.
تدعيم التعاون مع الفاو
استكملت الدولتان جهود التعاون بقضية الأمن الغذائي، امتدادا لجهود العمل في إطار مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، وهو ما تجلى في نهاية عام 2020، بعقد وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ورشة العمل الأولى لإطلاق مشروع "تعزيز البحث والتكنولوجيا والابتكار".
التعاون مع منظمة الفاو يستهدف الاستفادة من البيانات والخبرات في توفير غذاء آمن وصحي وبأسعار مناسبة للجميع، عبر تعزيز إمكانات الاستدامة للموارد ونقل التقنيات المبتكرة الملائمة لبيئة وظروف المنطقة، والتركيز على رفع مستويات الاكتفاء الذاتي للسلع الأساسية المشتركة بين البلدين.
وتتسلح الإمارات والسعودية في تنفيذ هذه الأهداف بتشجيع الاعتماد على الممارسات التكنولوجية المستدامة في الإنتاج، ودعم البحث والتطوير والابتكارات في مجالات الزراعة وصناعة الأغذية، ودعم كفاءة الناتج الإجمالي من خلال أجندة تنفيذية للأبحاث المشتركة بين البلدين للأمن الغذائي.