مرونة السياسة الإماراتية في التعامل مع مختلف المتغيرات العالمية والداخلية سياسياً واقتصادياً يجعلها تمضي في مسار تنموي متصاعد.
إذ تحاول الإمارات تخطي العقبات والتحديات نحو فرص متاحة للاقتناص الذكي.
وهي بهذا النهج، الذي تسير عليها منذ سنوات، كيّفت أجندتها الوطنية لرؤية دولة الإمارات العربية المتحدة 2021، بحيث تغدو عاصمة للاقتصاد والسياحة والتجارة لما يزيد على مليارَي شخص، وذلك عبر التحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة ودعم الابتكار والبحث والتطوير وتعزيز إطار التشريعات في القطاعات الرئيسة.
المضي نحو مسار متصاعد بثبات ليس شعار مرحلة زمنية معينة، مدفوعاً بعناصر الازدهار الطبيعي والبشري المتاح في أي دولة، فهذا النهج يتجلى أكثر في أوقات الأزمات، عن فترات الاستقرار.
وقد تجلت الحكمة الإماراتية في التعامل مع ملف كورونا بشفافية ودون تحيز والمضي نحو مد يد العون لأكثر دول العالم تقدماً، والأخذ بيد التجربة والدعم الإماراتي، ففي الأخطار العظيمة تظهر الشجاعة العظيمة، وليكن ذلك مستتراً حينما فتحت الإمارات خزينة مواردها لتنقذ البشرية في زمن انكفأ فيه كثيرون على ذواتهم خوفاً من الضياع.
وكما يقول الأديب الأمريكي "ت. إس. إليوت": "وحدهم الذين يجازفون في الوصول إلى الأبعد يكتشفون إلى أي مدى قد يصلون".. وهكذا قول يتجسد في الفعل الإماراتي والرؤى الاستشرافية، التي تسبق الزمن، ولو كان ذلك يتطلب سيراً عكس التيار ودون التحالفات، فهي كدولة تدرك مفاتيح التعامل بنجاح مع شؤونها ومصالحها الداخلية والخارجية لتمضي بخطوة حذرة مرة، وشجاعة ذات نتائج إيجابية مثمرة مرات.
ورغم أن الإمارات دولة حديثة العهد، فإنها أثبتت قدرتها على انتهاج أبرز المقاييس العالمية في الحوكمة ضمن القطاعات كافة، بدءاً من تمكين الاقتصاد وصولاً إلى دعم الابتكار، فقد جاءت الإمارات في مواقع متقدمة في التصنيف الائتماني لمؤسسات دولية مرموقة، ما يعكس الجدارة الائتمانية لمؤسسات الحكومة الاتحادية وقدرتها المتميزة على صياغة السياسات اللازمة لمواصلة النمو.
ففي نوفمبر 2020، حصلت الإمارات على أعلى تصنيف ائتماني سيادي "AA"، مع نظرة مستقبلية مستقرة من قبل وكالة "فيتش" العالمية، وجاء ذلك في توقيت حرجٍ عالمياً، ما يعكس نجاح الحكومة في تطوير سياسات اقتصادية ومالية ونقدية مبتكرة، مكّنتها من تجاوز الأوضاع الراهنة، إذ تقول البيانات إن إجمالي الأصول المجمعة للصناديق السيادية في الإمارات وصلت إلى 1.3 تريليون دولار، في حين تتمتع الدولة باحتياطات كبيرة من النفط والغاز.
هذا غيض من فيض مما حققته الدولة من مراكز متقدمة في مؤشرات التنافسية، وستبقى الإمارات تقدم دعوة مفتوحة للجميع للانضمام إلى قافلتها وتبادل التجارب والرؤى والاستراتيجيات للنهوض الجماعي، بعيداً عن الأنانية والهيمنة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة