تآكل كبير بمخزونات النفط في أمريكا وأوروبا.. ما السبب؟
شهد مخزونات النفط في كل من أمريكا والاتحاد الأوروبي تراجعا كبيرا على أساس سنوي، بضغط من الطقس السيئ وسط تراجع إمدادات الغاز الروسية.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، اليوم الأربعاء، إن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة سجلت هبوطا حادا الأسبوع الماضي، كما تراجعت أيضا مخزونات البنزين ونواتج التقطير.
أدنى مستوى منذ 2018
وأضافت الوكالة الحكومية أن مخزونات الخام انخفضت بمقدار 4.8 مليون برميل على مدار الأسبوع المنتهي في الرابع من فبراير شباط إلى 410.4 مليون برميل، وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر تشرين الأول 2018، بينما كان محللون استطلعت "رويترز" آراءهم قد توقعوا زيادة قدرها 369 ألف برميل.
وانخفضت مخزونات الخام في مركز التسليم في كاشينج، بولاية أوكلاهوما بمقدار 2.8 مليون برميل على مدار الأسبوع الماضي.
وقال تقرير إدارة معلومات الطاقة، إن مخزونات البنزين الأمريكية تراجعت بمقدار 1.6 مليون برميل على مدار الأسبوع الماضي إلى 248.4 مليون برميل، بينما كانت توقعات المحللين تشير إلى زيادة قدرها 1.6 مليون برميل.
وأضاف التقرير أن مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، انخفضت بمقدار 929 ألف برميل إلى 121.8 مليون برميل في حين كان من المتوقع أن تهبط 1.7 مليون برميل.
وأشارت بيانات إدارة معلومات الطاقة، إلى أن صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي انخفض بمقدار 1.42 مليون برميل يوميا إلى 3.29 مليون برميل يوميا.
تآكل المخزون الأوروبي
وعلى الجانب الآخر أظهرت بيانات من "يورو أويل ستوك" اليوم الأربعاء أن مخزونات النفط الخام والمنتجات النفطية لدى شركات التكرير الأوروبية بلغت 1.1 مليار برميل في يناير كانون الثاني، منخفضة 13% على أساس سنوي لكنها مرتفعة 1.4% عن مستوياتها في ديسمبر/ كانون الأول.
وبلغ استهلاك مصافي التكرير من الخام 9.26 مليون برميل يوميا، مرتفعا 8.4% على أساس سنوي لكنه منخفض 1.4% من مستويات ديسمبر/كانون الأول.
وأظهرت البيانات أن مخزونات النفط الخام الأوروبية بلغت 419.9 مليون برميل في يناير/كانون الثاني، بزيادة قدرها 0.5% عن الشهر السابق لكنها منخفضة 11.1% على أساس سنوي.
وبلغت مخزونات البنزين 109.91 مليون برميل في يناير كانون الثاني، مرتفعة 3.9% من ديسمبر/كانون الأول لكنها منخفضة 11.5% على أساس سنوي.
مواجهة ارتفاع الأسعار
وذكرت المتحدثة باسم "البيت الأبيض" جين ساكي، أمس الثلاثاء، أن إدارة الرئيس جو بايدن، تجري محادثات مع كل من الدول المنتجة والمستهلكة للنفط لمواجهة ارتفاع أسعار الخام، قائلة إن جميع الخيارات مطروحة لتحقيق ذلك.
وأضافت ساكي، للصحفيين "نتحدث عن زيادات مقترحة في الإنتاج مع الدول المنتجة للنفط. ونتحدث مع الدول المستهلكة عن السحب من الاحتياطيات الاستراتيجية".
كانت الولايات المتحدة أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن خطط لسحب 50 مليون برميل من النفط الخام من احتياطيها الاستراتيجي للمساعدة في خفض الأسعار، لكنها الآن قريبة من أعلى مستوياتها في سبع سنوات.
الزيادة من مجموعة أوبك+
أعلنت مجموعة أوبك+ التي تضم 23 دولة من كبار منتجي النفط، الأربعاء الماضي، عن زيادة إنتاجها بمقدار 400 ألف برميل يوميا في مارس/آذار المقبل.
وبذلك تلتزم أوبك+ بضخ زيادات معتدلة في إنتاجها النفطي على الرغم من ضغوط مستهلكين كبار لتسريع الزيادة بعد وصول أسعار الخام إلى أعلى مستوياتها في 7 سنوات.
وواجهت منظمة أوبك وحلفاؤها بقيادة روسيا، وهي مجموعة تعرف باسم أوبك+ وتنتج أكثر من 40% من إمدادات النفط العالمية، دعوات من الولايات المتحدة والهند وغيرهما لضخ المزيد من النفط مع تعافي الاقتصادات العالمية من تبعات الجائحة.
أسعار النفط
استقرت أسعار النفط عند نحو 90 دولارا للبرميل اليوم، لكن احتمال زيادة الإمدادات من إيران والولايات المتحدة أبقى ضغوطا على الأسعار.
ونزل سعر العقود الآجلة على خام برنت 36 سنتا بما يعادل 0.4% إلى 90.42 دولار للبرميل بحلول الساعة 1150 بتوقيت جرينتش.
وهبط سعر خام غرب تكساس الوسيط 43 سنتا أو 0.4% إلى 88.93 دولار للبرميل.
وتراجع الخامان بنسبة 2% أمس الثلاثاء مع استئناف واشنطن لمحادثات غير مباشرة مع إيران بشأن إحياء الاتفاق النووي لعام 2015.