بوتين يتلاعب بآمال أوروبا.. تصدير الغاز الروسي إلى الصين لمدة 30 عاما
في الوقت الذي تشهد فيه أوروبا نقصا في تدفق الغاز القادم من روسيا ما أدى لقفزة بالأسعار، تعتزم موسكو توجيه جزء من إنتاجها للحليف الصيني.
واليوم، وافقت شركة جازبروم الروسية على عقد مدته 30 عاما لتزويد مؤسسة البترول الوطنية الصينية بالغاز الطبيعي.
والاتفاق يتضمن خط أنابيب جديد يربط الشرق الأقصى الروسي بشمال شرق الصين، حسبما قال مسؤول مطلع على الصفقة لرويترز اليوم الجمعة.
- أزمة أوكرانيا.. أمريكا تؤمن "إمدادات الغاز" للقارة العجوز
- أزمة روسيا وأوكرانيا.. رابحون وخاسرون في ميزان الأسواق
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه بسبب سياسة الشركة، إن شحنات الغاز الأولى ستبدأ في التدفق في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام وستصل إلى 10 مليارات متر مكعب سنويا بحلول عام 2026.
وأضاف المصدر أن الصفقة ستتم تسويتها باليورو.
ولم ترد جازبروم على طلب للتعليق.
بوتين يتلاعب بأوروبا
ولا تبدو الصفقة بعيدة عن تعليمات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، رغم تصريحاته السابقة بأن بلاده لا تستخدم الطاقة كسلاح.
وتأتي الصفقة في وقت حساس للغاية بالنسبة لأوروبا التي تشهد تهديدا حقيقيا بقطع الغاز الروسي عنها نتيجة التوتر بين الكرملين وأوكرانيا.
لكن الصفقة تعد بمثابة "رد عملي" على إعلان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في بيان مشترك سابق، العمل على تأمين "كميات إضافية من الغاز الطبيعي" للقارة العجوز.
وجاء الإعلان الأمريكي الأوروبي لمواجهة أي عواقب في حال هاجمت روسيا أوكرانيا.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في بيان إن "الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يعملان معا على ضمان إمدادات متواصلة وكافية وموضعية من الغاز الطبيعي لأوروبا انطلاقا من مصادر مختلفة عبر العالم لتفادي صدمات في التموين، بما في ذلك تلك التي قد تتأتي عن اجتياح روسي جديد لأوكرانيا".
وتابع البيان أن "الولايات المتحدة هي حاليا أكبر مزود بالغاز الطبيعي المسال للاتحاد الأوروبي. سنتعاون مع حكومات وعملاء في السوق من أجل تأمين كميات إضافية من الغاز الطبيعي لأوروبا من عدة مصادر عبر العالم".
حرب أوكرانيا
ويتهم الغرب موسكو بالتحضير لشن هجوم على أوكرانيا المجاورة، ويهددها بعقوبات غير مسبوقة إذا غزت هذا البلد.
وتوعدت واشنطن بصورة خاصة بأن خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" بين روسيا وألمانيا الذي أنجز لكنه لم يبدأ تشغيله، لن يباشر العمل في حال شن هجوم عسكري روسي.
غير أن الأمريكيين والأوروبيين يخشون أن يرد الكرملين بخفض إمدادات المحروقات لأوروبا، وهي إمدادات حيوية للعديد من البلدان.
وسبق أن أعلن العمل على تدابير للتعويض عن مثل هذا التراجع في الإمدادات، وتأتي تصريحات اليوم الجمعة تأكيدا على ذلك.
aXA6IDMuMTQxLjEyLjMwIA==
جزيرة ام اند امز