عشية بيانات التضخم.. أرقام الوظائف القوية تصدم "الفيدرالي"
الحقيقة، أن الرأي الراجح في وول ستريت، هو أن أي تراجع في نسب التضخم داخل السوق الأمريكية، فهو نتيجة طبيعية للركود الذي أصاب الاقتصاد.
يعلن مكتب إحصاءات العمل في الولايات المتحدة، الأربعاء، بيانات التضخم في البلاد عن شهر يوليو/تموز الماضي، وسط توقعات على تراجع طفيف في مؤشر أسعار المستهلك.
توقعات الخبراء في وول ستريت وبنوك الاستثمار العالمية، بتراجع أسعار الفائدة، مردها إلى هبوط أسعار مشتقات الطاقة وخاصة البنزين والديزل، من قيمتها التاريخية المسجلة يونيو/حزيران الماضي.
كذلك، تراجعت مؤشرات أسعار المواد الخام في السوق الأمريكية إلى جانب الطاقة، ما يؤشر أن التضخم خلال يوليو/تموز وأغسطس/آب على الأقل ستشهد تباطؤا عن مستويات 9%، بانتظار إعلان البيانات النهائية، الأربعاء.
- خطة بايدن في مواجهة وحش التضخم.. من يربح المعركة؟
- الأسواق تترقب بيانات التضخم الأمريكي.. صعود جماعي للأسهم والذهب والنفط
وعشية إعلانات بيانات التضخم، يتم تداول نظرية المؤامرة في السوق الأمريكية، أي أن أسعار المستهلك التي ستعلن الأربعاء، قد يتم خفضها عمدا وليس بناء على مؤشرات أسواق السلع والخدمات في البلاد.
الحقيقة، أن الرأي الراجح في وول ستريت، هو أن أي تراجع في نسب التضخم داخل السوق الأمريكية، فهو نتيجة طبيعية للركود الذي أصاب الاقتصاد المحلي.
ولا تعرف الإدارة الأمريكية ولا الفيدرالي بأن الاقتصاد في ركود، فيما سلوك المستهلك يشير إلى إعادة هيكلة الإنفاق والتوجه أكثر إلى الأساسيات والاستغناء عن الثانويات، وهذا أحد بوادر الركود الاقتصادي.
ومع ذلك، فإن صانعي السياسة النقدية أي الفيدرالي الأمريكي، أمامهم تحديات صعبة حتى لو أظهرت بيانات التضخم استجابة نزولية، لزيادات أسعار الفائدة المتكررة هذا العام.
والصدمة التي تواجه السوق الأمريكية اليوم، وخاصة الفيدرالي الأمريكي أن التناقض في مؤشري البطالة والتضخم غير مسبوق، إذا تشهد البطالة نسبة هي الأدنى منذ قرابة 50 عاما، بينما التضخم عند قمة 41 عاما.
وحصلت بيانات التضخم في السوق الأمريكية على أهميتها الحالية، لأنها عنصر رئيس في تحريك أسعار الفائدة على الأموال الاتحادية، كما هي أهمية سوق العمل.
ولكن اليوم، ومع ظهور احتمالية تراجع أسعار المستهلك، ظهرت "أزمة الوظائف القوية" في السوق الأمريكية، والتي ستجعل الفيدرالي يعمل بجد هذا الشهر، قبيل إعلانه عن أسعار الفائدة على الدولار في اجتماعه المقبل.
رقمان يفضحان التناقض
وما يزيد من تناقض أرقام الاقتصاد الأمريكي، هو الإعلان عن رقمين أحدهما في اليسار والآخر في اليمين، في غضون عدة أيام فقط.
إذ تظهر البيانات الحكومية انكماش الاقتصاد للربع الثاني على التوالي بنسبة 0.9% في قراءاته الأولى، مقارنة مع انكماش فعلي في الربع الأول بنسبة 1.6%، بينما سوق الأمريكية أضافت 528 ألف وظيفة، في مؤشر على قوة الاقتصاد.
إن حجم التناقضات في الوقت الحالي هو أمر غير مسبوق، فالأمر لا يتعلق فقط بأن الاقتصاد ينمو في مقياس ويتقلص في مقياس آخر؛ بل إنه ينمو بقوة بشكل لا يصدق في أحد المقاييس بينما يتقلص في مقياس آخر.
أما التضخم، الواقع بين النمو المنكمش والوظائف القوية، فيبدو أن لا قيمة لمؤشراته خلال الفترة المقبلة، ما يعني بصورة أو بأخرى أن الاقتصاد دخل مرحلة من الركود الناعم.
يوم الجمعة الماضي، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن التضخم: "أعرف أن الناس سيستمعون إلى تقرير الوظائف الاستثنائي اليوم ويقولون إنهم لا يرونه، ولا يشعرون به في حياتهم".
وزاد: "أنا أعلم مدى صعوبة الأمر.. أعلم أنه من الصعب الشعور بالرضا عن خلق الوظائف عندما يكون لديك بالفعل وظيفة وتتعامل مع ارتفاع الأسعار والمواد الغذائية والغاز وغير ذلك الكثير بشكل يومي".
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuMTk5IA==
جزيرة ام اند امز