قطر دائما تعتمد على أموالها في الرشاوى وعلى إعلامها الخاص للدفاع عن نفسها من خلال مهاجمة دول الجوار وإثارة المشاكل والزوابع حولها
ذكرت كثيرا أن الدول والحكومات لا تسقط إلا من الداخل فزمن الحروب العسكرية المباشرة قد ولى، ولا يأتي إلا في أضيق الحدود والمناسبات. فالاستقرار الداخلي يحمي الكيانات من السقوط، ولهذا تجد الدول تحاول زرع الفتن في الداخل لإضعافها الذي يؤدي إلى سقوطها في نهاية المطاف. وأبرز مثال حاضر على ذلك هو المحاولة الأمريكية لإسقاط النظام الإيراني من خلال فرض عقوبات على نظام الملالي ليكون سقوطهم بأيدي الشعوب الإيرانية المتضررة من هذا النظام الفاسد الإرهابي. لكن إيران ليست الدولة الوحيدة المهددة في انهيار كهذا في المنطقة، فنحن نجد أن تنظيم الحمدين في قطر يعاني من خطر قد لا يكون ظاهرا ولا يعلمه الكثير.
حكومة قطر كانت تشعر بأنها مثل مبنى جميل من الخارج ولكنه أوشك على السقوط، وترى أن هناك تهديدا حقيقيا لها نتيجة سياساتها الخاطئة حين نسيت أن طمعها ورغبتها بالتوسع خارجيا صنع لها داخليا تهديدا مستمرا وفوريا بالسقوط
من يتابع هذا التنظيم بعمق وعن قرب يجده يعاني داخليا، ولكنه لكي يتخطى كل ذلك يعمل على الهروب بكل أزماته للخارج وخصوصا دول الجوار والمتمثلة في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومملكة البحرين. وهو الأسلوب نفسه التي تتخذه كل من إيران وتركيا للهروب من مشاكلهم.
قطر دائما تعتمد على أموالها في الرشاوى وعلى إعلامها الخاص للدفاع عن نفسها من خلال مهاجمة دول الجوار وإثارة المشاكل والزوابع حولها، كما أن قناة الجزيرة تروّج للإسلاميين لكسب ودهم للانضمام إلى محورها. وهي وسيلة تشجيع لهم من خلال ما تصفهم وتقدمهم به القناة بالقادة العظماء للشعوب سواء من الإخوان أو حماس أو حزب الله أو القاعدة أو غيرهم. وهذا يعتبر دعما متعمدا لهذه الحركات الإسلامية الثورية التي تهدف إلى إسقاط الدول التقليدية و لِتُكِن بالولاء لقطر وتصبح اليد التي تضرب بها هذه الدول.
لكن ما السبب الذي يدفع قطر إلى مثل هذا النهج العدائي والخطير دون الخوف من تمرد هذه الجماعات عليها وهي بحد ذاتها دولة مَلَكِيّة ؟
تعتقد قطر أنها بهذا الأسلوب تنقذ نفسها، فهي مثل رجل أناني يرمي الآخرين إلى غابة مليئة بالأسود، على أمل أن يكون هو الأخير. لهذا قد لا تستهدف هذه الحركات الإسلامية الثورية قطر لفترة طويلة، بسبب التركيز على السعودية أو دولة الإمارات. وتأمل قطر في أن تكون الأخيرة، وهي لعبة خطيرة غير مأمونة العواقب.
إنها استراتيجية تقوم على زعزعة محيطها كطريقة لزيادة قوتها، والسبب وراء هذه الاستراتيجية هو أنها تواجه تهديداً قوياً لبقائها، وهذا التهديد ليس بسبب المحيط الخارجي الذي تتوقعه -نتيجة أفعالها الإرهابية والمشينة وغير السوية والتي ستجني ثمارها مهما طال الزمن بها- أو كما تسميهم أعداءها.
حكومة قطر كانت تشعر بأنها مثل مبنى جميل من الخارج ولكنه أوشك على السقوط، وترى أن هناك تهديدا حقيقيا لها نتيجة سياساتها الخاطئة حين نسيت أن طمعها ورغبتها بالتوسع خارجيا صنع لها داخليا تهديداً مستمراً وفورياً بالسقوط.
هذا الأمر كان يؤرق حكومة قطر، لهذا حاولت حماية نفسها من هذا السقوط لا سيما بعد إعلان المقاطعة لها من جيرانها عبر الاستعانة بالجنود الأتراك وبالإيرانيين وتوقيع اتفاقيات جديدة مع الولايات المتحدة، وتحصين نفسها باتفاقيات مع الغرب وصفقات سلاح بالمليارات لحماية نظامها الفاسد الذي كان على وشك السقوط. وهنا تكمن كمية الارتهان الواضح لتركيا وإيران وفقدان السيادة نتيجة هذه الحماية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة