"ثمار الاتفاق الإبراهيمي".. أول زيارة رسمية لرئيس إسرائيل إلى الإمارات
بعد قرابة العام ونصف العام من توقيع الاتفاق الإبراهيمي بين دولة الإمارات وإسرائيل ظهرت ثماره بزيارة رسمية لرئيس إسرائيل الأحد إلى الإمارات.
في 15 سبتمبر/أيلول 2020، وقّعت الإمارات وإسرائيل في حديقة البيت الأبيض اتفاق سلام شكّل لحظة تاريخية فارقة لمسار أُعلن عنه في الثالث عشر من أغسطس/آب من العام نفسه.
ومنذ توقيع الاتفاق الإبراهيمي، مر قطار السلام بمحطات هامة، وحقق إنجازات قياسية في فترة قصيرة.
وتعد الزيارة التي أعلن عنها الثلاثاء الماضي، مكتب الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ أن الأخير سيبدأ الأحد المقبل، الأولى من نوعها إلى دولة الإمارات عقب توقيع الاتفاق الإبراهيمي والذي انضمت إليه العديد من الدول العربية.
وقال مكتب الرئيس الإسرائيلي، في بيان: "بدعوة من (الشيخ محمد بن زايد آل نهيان) ولي عهد أبوظبي (نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية)، يتوجه الرئيس إسحاق هرتسوغ والسيدة الأولى إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في أول زيارة رئاسية إسرائيلية".
تأكيد للزيارة
واليوم السبت، أكد السفير الإماراتي في تل أبيب، محمد آل خاجة زيارة الرئيس الإسرائيلي الأحد إلى دولة الإمارات.
وقال السفير الإماراتي في تل أبيب: "تستقبل الإمارات الرئيس الإسرائيلي الأحد المقبل في زيارة رسمية ستعزز من العلاقات الثنائية بين البلدين".
وأضاف السفير محمد آل خاجة في تغريدة له، قائلا: "الإمارات وإسرائيل تسعيان لتوقيع اتفاقيات اقتصادية وتجارية مهمة بين البلدين في المستقبل القريب".
زيارة تأتي بعد أقل من شهرين على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي في أول زيارة رسمية استغرقت يومين.
وكان الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي في مقدمة مستقبلي رئيس الوزراء الإسرائيلي لدى وصوله مطار الرئاسة في العاصمة أبوظبي في 12 ديسمبر/كانون الأول 2021.
تقارب المسافات يصنع حائط صد منيع، واتفاق الحلفاء يشكل بنفس القدر كتلة موازنة ورادعة لكل خطر أو محاولة لفرض إرادة أو تمثيل تهديد.
هذا على وجه التحديد ما ذهب إليه كبير المحررين الأمنيين في صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إريك ماندل، عندما صاغ مقالا مؤخرا يدعو فيه لتوسيع دائرة اتفاقات السلام الإبراهيمية لمواجهة التهديدات الإيرانية، وصنع شرق أوسط أكثر سلاما واستقرارا.
اتفاقيات تعاون
وفي 11 يناير/كانون الثاني الجاري، وقع قادة مجموعة الاتفاقيات الإبراهيمية في بريطانيا ومنظمة "شراكة"، اتفاقية تعاون خلال فعالية أقيمت في متحف مفترق طرق الحضارات بدبي.
ومجموعة الاتفاقيات الإبراهيمية في بريطانيا هي منظمة غير ربحية تهدف إلى دعم تنفيذ وتوسيع اتفاقيات السلام التاريخية في الشرق الأوسط، أما "شراكة" فهي منظمة غير ربحية أسسها قادة شباب من دول الخليج ودولة إسرائيل لتحويل رؤية السلام بين الشعوب إلى واقع وتشجيع دبلوماسية مواطني دول الاتفاقيات الإبراهيمية.
وقع الاتفاقية نيابة عن مجموعة الاتفاقيات الإبراهيمية في بريطانيا كل من ليام فوكس وزير الدفاع والتجارة السابق في بريطانيا ولورا روبرتس، المدير التنفيذي للمجموعة، فيما وقع نيابة عن "شراكة" دان فيفرمان، مدير الشؤون الدولية والدكتور ماجد السراح مؤسسها الإماراتي المشارك الرئيس التنفيذي لدولة الإمارات.
وتتمثل مهمة "شراكة" في بناء وتقوية الروابط بين الإسرائيليين ومواطني دول الاتفاقيات الإبراهيمية لضمان نجاح ومرونة الاتفاقيات الحكومية وتشجيع دول أخرى على الاستفادة منها .
واستقبلت "شراكة" أول وفود ثقافية متبادلة بين بعض دول الخليج وإسرائيل، ووفود عربية - إسرائيلية مشتركة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، واستضافت أول فعالية افتراضية لذكرى الهولوكوست والتعلم في العالم العربي وتعقد بانتظام فعاليات حضورية وافتراضية مشتركة في دولة الإمارات وإسرائيل والمغرب والبحرين للاحتفال بمناسبات كل دولة وأعياد كل ديانة، فضلاً عن الفعاليات الثقافية الأخرى.
وتؤكد مجموعة الاتفاقيات الإبراهيمية في بريطانيا و"شراكة" على التعزيز المتبادل للروابط الاقتصادية والثقافية بين دول الاتفاقيات الإبراهيمية وتحديد ومتابعة سبل البناء على الاتفاقيات في الشرق الأوسط، علاوة على ذلك، ستعمل على زيادة الوعي بالاتفاقيات وتأثيرها الإيجابي في المملكة المتحدة.
وستعمل مجموعة الاتفاقيات الإبراهيمية في بريطانيا و"شراكة" معاً على تحديد المؤثرين من دول الاتفاقيات الإبراهيمية في المجالات المختلفة وتشمل الإعلام والمجتمع والأوساط الأكاديمية والأعمال، وغيرها والعمل على تنظيم زيارات متبادلة بين دول الاتفاقيات الإبراهيمية وإسرائيل للتعاون في المجالات المختلفة لا سيما الثقافية وفي الحوار والتفاهم بين الأديان والتبادل الأكاديمي والبحثي والعمل مع الجامعات والمجموعات الشبابية.
توقيع المزيد
ومن المقرر توقيع عدد من الاتفاقيات، حسب ما أعلنه السفير محمد آل خاجة في تغريدته، قائلاً: "الإمارات وإسرائيل تسعيان لتوقيع اتفاقيات اقتصادية وتجارية مهمة بين البلدين في المستقبل القريب".
اتفاقيات اقتصادية وتجارية تهدف في المقام الأول تعزز العلاقات الثنائية بين البلدين وتنشر السلام والنمو الاقتصادي لشعوب المنطقة كهدف استراتيجي للعلاقات الإماراتية الإسرائيلية في ظل تحديات جمة تواجهها دول المنطقة والعالم.
وقد أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت مؤخرا، عن تطلع حكومته لانضمام المزيد من الدول إلى الاتفاقيات الإبراهيمية.
وقال بينيت، في كلمة ألقاها عبر الفيديو أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: "لقد التقيت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية وهو شخص مبهر جدا وصاحب رؤية ويريد مستقبلا أفضل لشعبه".
وأضاف: "نريد انضمام المزيد من الدول إلى اتفاقيات إبراهيم وإدخال المزيد من المضمون في مجال التكنولوجيا أساسا ولكن ليس فقط التكنولوجيا".
سعي إماراتي للسلام
والشهر الجاري، بحث الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي ووفد قادة مجموعة الاتفاقيات الإبراهيمية ببريطانيا جهود نشر التسامح.
و"مجموعة الاتفاقيات الإبراهيمية" في بريطانيا، منظمة غير ربحية تهدف إلى دعم تنفيذ وتوسيع اتفاقيات السلام التاريخية في الشرق الأوسط.
والتقى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان مع ليام فوكس وزير الدفاع والتجارة السابق في بريطانيا رئيس مجموعة الاتفاقيات الإبراهيمية والوفد المرافق له في قصر الإمارات بأبوظبي.
وجرى خلال اللقاء استعراض الجهود التي تقوم بها مجموعة الاتفاقيات الإبراهيمية في بريطانيا لدعم اتفاقيات السلام بالمنطقة ونشر قيم التعايش والتسامح بين الشعوب.
كما تم بحث العلاقات الاستراتيجية بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة والتعاون والتنسيق المشترك بين البلدين لتعزيزها وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار بالمنطقة.