حصاد مهمة سلطان النيادي في الفضاء.. الإمارات تحلق بالعرب نحو المستقبل
إنجازات وانفرادات تاريخية حققها رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي خلال أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، والتي انتهت بعودته سالما إلى الأرض، الإثنين.
وعاد سلطان النيادي سالماً إلى الأرض بعد 6 أشهر قضاها في الفضاء في أطول مهمة فضاء عربية.
وشارك رائد الفضاء سلطان النيادي، بنحو 200 تجربة علمية، خلال تواجده على متن محطة الفضاء الدولية ضمن رحلته التي استمرت ستة أشهر، ليختتم بعد عودته بنجاح إلى الأرض أطول مهمة فضاء عربية.
ومع عودة النيادي إلى الأرض، تسلط "العين الإخبارية" الضوء على أبرز الإنجازات والانفرادات التي تحققت في تلك المهمة.
أول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء العرب
تعد المهمة، التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء، إلى محطة الفضاء الدولية هي أول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء العرب في التاريخ.
وكان النيادي قد وصل في 3 مارس/آذار الماضي رفقة فريق مهمة crew-6 إلى محطة الفضاء الدولية على متن المركبة "سبيس إكس دراغون إنديفور".
وأتاحت المدة الطويلة للمهمة فرصة للنيادي لبدء نشاط طويل الأمد ومستدام من البحث العلمي والتجارب في الفضاء، في نقلة نوعية لمهمات الفضاء البشرية في دولة الإمارات والمنطقة.
أول مهمة سير في الفضاء بتاريخ العرب
ونجح النيادي خلال تلك الرحلة، وتحديدا يوم 28 أبريل/ نيسان الماضي في خوض أول مهمة سير في الفضاء بتاريخ العرب، ضمن البعثة 69، ليسطر إنجازًا جديدًا جعل دولة الإمارات العربية المتحدة لتصبح العاشرة عالميًا في مهمات السير في الفضاء خارج محطة الفضاء الدولية.
كما يُضاف هذا الإنجاز التاريخي إلى إسهامات العالم العربي في استكشاف الفضاء الخارجي.
وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن المهمة التي تعد إنجازاً إماراتياً وعربياً في مجال علوم الفضاء جاءت بعد عمل شاق وجهد وإصرار على مدار 3 سنوات.
وقال في هذا الصدد: "بعد 3 سنوات من التدريب المكثف.. رأينا سلطان النيادي في أول مهمة للسير في الفضاء الخارجي.. وتنفيذ مهمات لتركيب أجزاء جديدة وإجراء صيانة في محطة الفضاء الدولية... أول إماراتي... أول عربي... أول مسلم... يسير في الفضاء الخارجي... فخورون بذلك".
وأضاف: "يقولون إن ثلثي نجوم السماء تحمل أسماءً عربية... العرب قادرون... العرب قادمون... العرب مبدعون إذا قررنا التركيز على العلم... والاستثمار في الشباب... والابتعاد عن الخلافات".
واستمرت مهمة السير في الفضاء التي خاضها سلطان النيادي، ورائد الفضاء الأمريكي ستيفن بوين، 7 ساعات ودقيقة واحدة، حيث كان من بين أحد الأهداف الأساسية لهذه المهمة، هو العمل على سلسلة من المهام التحضيرية لتركيب ألواح شمسية، وهو ما تم تحقيقه بنجاح.
وتقوم الألواح الشمسية بدور محوري في تشغيل محطة الفضاء الدولية، وتوفير طاقة نظيفة ومتجددة لدعم التجارب والأنظمة والعمليات اليومية على متنها.
وتعتبر عمليات السير في الفضاء، والمعروفة أيضًا باسم النشاط خارج المركبة EVA، ضرورية للحفاظ على قدرات محطة الفضاء الدولية، وتطويرها، كما تسمح لرواد الفضاء بأداء مهام مختلفة؛ مثل صيانة الأنظمة الأساسية لمحطة الفضاء الدولية، وإصلاحها، وتركيب أجهزة تكنولوجية جديدة، وتجميع وإعادة بناء وحدات المحطة، وتُشير عمليات السير في الفضاء إلى مدى أهمية التعاون الدولي على متن محطة الفضاء الدولية، حيث يتعاون رواد الفضاء من مختلف البلدان، ويتبادلون المعرفة، والمصادر المختلفة.
ونظرًا للمخاطر العالية المرتبطة بمهمات السير في الفضاء، يتم اختيار رواد الفضاء المؤهلين فقط للقيام بأداء هذه المهمة؛ فهذه العملية لا تُشكل تحديًا على الصعيد البدني فقط؛ بسبب بدلات الضغط التي يرتديها رواد الفضاء، بل تتطلب أيضًا قدرات ذهنية كبيرة، حيث يتعيَّن على رواد الفضاء الجمع ما بين التركيز على المهام التي يقومون بها، والحفاظ على سلامتهم، كذلك التفاعل مع الطاقم الموجود على متن المحطة، وفريق مركز التحكم بالمهمة على الأرض.
نقل مركبة "دراجون" إلى موقع التحامها الجديد
ونجح رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، وطاقم Crew-6 في مهمة إعادة تعيين موقع التحام المركبة الفضائية دراغون، التابعة لشركة "سبيس إكس"، بمحطة الفضاء الدولية، وذلك يوم 6 مايو/ أيار الماضي.
وكانت هذه العملية الثالثة لنقل المركبة دراغون من منفذ إلى آخر، حيث تم تكرار هذه المهمة في مناسبتين فقط، خلال مهمتي الطاقم Crew-1، والطاقم Crew-2.، هو إنجازجديد للبعثة 69.
وساهمت عملية إخلاء المَنْفذ العلوي بالمحطة، المواجه للفضاء؛ في تسهيل رسو مركبة دراجون الفضائية للشحن التي وصلت لاحقا، وعلى متنها الحمولة رقم 28 إلى محطة الفضاء الدولية.
أول ممارس للجوجيتسو في الفضاء
نجح رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، في 4 مايو/ أيار، في كتابة فصل جديد من فصول الإنجازات التاريخية لدولة الإمارات باعتباره أول رائد فضاء يمارس رياضة الجوجيتسو خلال مهمته في الفضاء من مقره في محطة الفضاء الدولية مرتديا بدلة رياضة الجوجيتسو "الكيمونو".
ونشر سلطان النيادي مقطع فيديو على حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي مدته 6 دقائق، ظهر فيه وهو يمارس رياضته المفضلة في محطة الفضاء الدولية، حيث جرى تداول المقطع على نطاق واسع، وحظي في غضون دقائق بآلاف المشاهدات والإعجابات من محبي الرياضة في الإمارات وحول العالم.
وأوضح النيادي، خلال مقطع الفيديو، أهمية رياضة الجوجيتسو التي تعتبر ركيزة أساسية للتربية الرياضية والبدنية في مدارس الإمارات، في تعزيز مهارات الانضباط والتركيز، والإعداد لمهمته التاريخية في استكشاف الفضاء، والتكيف مع مختلف الظروف وانعدام الجاذبية في طبقات الجو العليا.
وقال النيادي: "أعشق رياضة الجوجيتسو التي أمارسها منذ أعوام طويلة، وساعدتني هذه الرياضة كثيرا في الإعداد لمهمتي الفضائية والتكيف مع البيئة والظروف السائدة في محطة الفضاء الدولية".
وأوضح النيادي أن رياضة الجوجيتسو ساعدته في الاستعداد بدنياً للسير في الفضاء والمضي بصنع التاريخ.
وقال في هذا الصدد: "خلال ممارسة الجوجيتسو، نحرص على تدريب الساعدين وهذا ما ساعدني بشكل كبير خلال الأنشطة خارج المركبة والتي تطلبت مني العمل لعدة ساعات خارج محطة الفضاء الدولية؛ فعند السير في الفضاء، نعتمد بشكل أساسي على سواعدنا؛ وبفضل ممارستي للجوجيتسو لسنوات عديدة وتحسين قوة يديّ، تمكنت من إنجاز هذه المهمة بسلاسة ونجحت في تطبيق الكثير من الدروس التي تعلمتها من الجوجيتسو خلال تجربتي في محطة الفضاء الدولية".
200 تجربة علمية.. ريادة في إجراء الأبحاث والتجارب
يعد النيادي أول رائد فضاء عربي يشارك في إجراء 200 تجربة علمية في الفضاء.
خلال المهمة التي امتدت لـ 6 أشهر، شارك سلطان النيادي في أكثر من 200 تجربة علمية بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية، وجامعات إماراتية، وتنوعت هذه التجارب بين مجالات مختلفة، مثل زراعة النباتات، والعلوم الإنسانية، وتقنيات استكشاف الفضاء، وسلوكيات السوائل، وعلم المواد، وإنتاج البلورات، وغيرها من التجارب العلمية المميزة، التي ستفيد المجتمع العلمي العالمي، والباحثين، والطلاب داخل دولة الإمارات وحول العالم.
aXA6IDUyLjE0Ljg4LjEzNyA=
جزيرة ام اند امز