أجواء عيد الفطر في لبنان.. منازل بلا احتفالات ومحال تبحث عن زبائن
مع اقتراب نهاية شهر رمضان، غابت أجواء عيد الفطر عن شوارع لبنان، بعد تدهور الأوضاع الاقتصادية وتراجع القدرة الشرائية الى أدنى مستوياتها.
وتغيرت الطقوس المعتادة في لبنان، استعدادا لعيد الفطر، فقد تبدل كل شيء، من شراء الثياب الجديدة إلى التخطيط لزيارة الأقارب.
وقال لبنانيون "الأوضاع المعيشية باتت صعبة بخلاف تداعيات أزمة كورونا والهلع من العدوى، كل ذلك ضاعف الأزمات في البلاد قبل أيام العيد".
واعتاد التجار على زيادة المكسب في الأسبوع الأخير من شهر رمضان المبارك، لكن يمر هذا العام بمرارة يعبر عنها التجار في مختلف المناطق اللبنانية من الشمال والجنوب وبيروت والبقاع.
ويصف علي الشريف رئيس جمعية تجار مدينة صيدا، عاصمة الجنوب، حركة الأسواق بالمعدومة والمحال بلا زبائن، بينما يقول أسعد الحريري، رئيس جمعية تجار لبنان الشمالي، أن القطاع التجاري على شفا كارثة وأجواء العيد تغيب عن أسواق مدينة طرابلس.
ويقول الشريف لـ"العين الاخبارية" الحركة معدومة والوضع الاقتصادي الذي بات مترديا انعكس على قدرة المواطنين الشرائية بحيث تحولت الطبقة المتوسطة التي كانت تشكل أساس حركة الأسواق إلى الطبقة الفقيرة، وغابت الحركة عن الأسواق رغم كل الاستعدادات التي قمنا بها تحضيرا لفترة عيد الفطر خاصة تلك المرتبطة باجراءات الحماية من وباء كورونا".
ويوضح "المتاجر المتوسطة في المدينة في مرحلة معدومة نتيجة الأزمة الاقتصادية التي قضت على القدرة الشرائية للعائلات ولا سيما المتوسطة، علما بأن التجار أيضا إذا باعوا بضائعهم فهم غير قادرين على شراء بديل عنها نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار بشكل غير مسبوق بينما المصارف تحجز على الودائع بالدولار".
ولفت الشريف الى أن وباء كورونا انعكس أيضا على حال الأسواق.
وقال تدنت المبيعات بنسبة ما بين 70 و75 بالمئة في 2020 وهذا العام زادت 80 بالمئة حيث بات يمكننا القول بشكل واضح إننا في مرحلة الانهيار الكلي.
وأمام هذا الواقع في الأسواق المتوسطة، يقول الشريف "تظهر بعض الحركة المحدودة في الأسواق الشعبية في المدينة، حيث بات الناس يلجأون إلى شراء البضائع الرخيصة، ولا سيما من قبل السوريين الموجودين في لبنان والذين يحصلون على مساعدات مالية".
ولا يختلف الوضع في عاصمة الشمال طرابلس، ويقول أسعد الحريري، رئيس جمعية تجار لبنان الشمالي، لـ"العين الاخبارية": "نحن في النفس الأخير والأسواق تنازع"، لا قدرة شرائية للعائلات كي تشتري الثياب الجديدة.
ويضيف "حتى حلويات العيد لم تعد العائلات قادرة على شرائها بعد وصول سعر كيلو الحلوى إلى أكثر من 150 ألف ليرة لبنانية".
وتابع "عادة ما تعتمد الأسواق على الأسبوع الأخيرة من شهر رمضان لتعويض حركة التراجع عن كل العام واعتدنا أن نفتح المحلات طوال 24 ساعة خلال هذه الفترة، لكن اليوم بالكاد نبقى حتى الساعة 11 أو 12 ليلا".
وقال "كيف للعائلات التي تتسابق للحصول على رغيف الخبز أن تحتفل بالعيد في لبنان، ننتظر معجزة كي تنقذنا مما نحن فيه".
ويأتي عيد الفطر هذا العام مع الأزمة الاقتصادية الاجتماعية المتفاقمة التي يعيشها لبنان والتي أدت الى زيادة نسبة الفقر الى أكثر من 60 بالمئة من الشعب اللبناني، نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار إلى أعلى مستوياته، حيث وصل في وقت سابق الى 15 ألف ليرة ليعود واستقر في الأسابيع الأخيرة عند 12500 ليرة.
وهذا الأمر انعكس على صعود أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، ومن المتوقع أن تتخذ الحكومة قرارا برفع الدعم عنها في الأسابيع المقبلة.
وهذا الأمر تحدث عنه رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر معلنا عن تحركات ستنظم رفضا لهذا الواقع - رفع الدعم- بعد عيد الفطر، وفق ما ذكر.
وقال الأسمر في بيان: "سجل الاتحاد العمالي العام عبر مراقبته ومتابعته لأسعار السلع ارتفاعا لم نشهد له مثيلا من قبل، وعلى سبيل المثال لا الحصر سعر كيلو لحم لبقر تراوح بين 80 و120 ألف ليرة لبنانية أي ما يوازي 18 في المئة من قيمة الحد الأدنى للأجور.
وأكد ضرورة أن "يبقى دعم السلع والمواد الغذائية والمحروقات والدواء مؤمنا لحماية الناس".